في موسم يعج بالتحديات والتكهنات حول مستقبله، واصل النجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي، إثبات قيمته داخل صفوف برشلونة، من خلال أداء هجومي مبهر وأرقام قياسية تؤكد أنه لا يزال من أبرز هدافي الفريق الكتالوني، رغم اقتراب انتهاء عقده وبلوغه 37 عامًا.
ووفقًا لصحيفة “آس”، فإن ليفاندوفسكي يوقع على مسيرة مهنية، تشبه إلى حد ما، رحلة كريستيانو رونالدو، خاصة فيما يتعلق بالاهتمام الفائق بالحفاظ على اللياقة البدنية، وبصفتهما من أبرز هدافي كرة القدم.
وقدم ليفاندوفسكي، عرضًا مميزًا في ملعب بالايدوس، الذي لطالما ابتسم له تاريخيًا، حيث سجل ثلاثية متقنة في مباراته الرابعة فقط كأساسي في الدوري الإسباني، بواقع هدف من ركلة جزاء، وآخر بتسديدة رائعة، وثالث بتسديدة صعبة أثناء الارتقاء لكرة من ركنية نفذها راشفورد.
وتشير الإحصاءات إلى أن ليفاندوفسكي سجل 7 أهداف من أصل 19 تسديدة في الليجا، بمعدل دقة مذهل يبلغ 36.8٪، وبمعدل هدف كل 82 دقيقة، مما يؤكد أنه لا يزال يضمن هدفًا في كل مباراة تقريبًا.
ولعل هذه الأرقام، تعكس استمرار البولندي في تقديم قيمة هجومية كبيرة للفريق، رغم بعض الإصابات التي عانى منها في بداية الموسم وفقدانه المركز الأساسي في بعض المباريات.
ليفاندوفسكي يبدو هذا الموسم، لاعبًا أكثر ارتياحًا وثقة، كما ظهر في مؤتمره الصحفي الأخير في بروج، حيث ابتسم طوال الوقت وتحدث عن التزامه وعنايته بنفسه، وقد أشاد به المدرب هانز فليك على هذه الصفات، مؤكداً أن اللاعب لا يشعر بالقلق على الرغم من التحديات الحالية.
وقال ليفاندوفسكي “موسمي يبدأ الآن”، مبرزًا أنه غير متعجل للانخراط في التكهنات حول مستقبله: “لا أشعر بالتسرع”.
وينتهي عقد ليفاندوفسكي في 30 يونيو/حزيران المقبل، بعد أربعة مواسم لم يغادر فيها نقاش العمر وأثره على مستواه، لكنه تحدث بالأرقام على أرض الملعب.
فقد سجل حتى الآن 108 أهداف بقميص برشلونة، وفي سيلتا فيجو، عادل رقم لويس إنريكي، ويهدف لاحقًا لدخول قائمة أفضل 10 هدافين في أربعة مواسم فقط مع الفريق الكتالوني.
ويبدو أن المراكز الأربعة الأولى (ميسي، سيزار، سواريز وكوبالا) بعيدة المنال، أما المركز الخامس لإيتو برصيد 130 هدفًا، فهو هدف منطقي للاعب يتجاوز 30 هدفًا في الموسم الواحد.
وأشارت الصحيفة إلى أن التجديد لا يبدو الخيار الأول في مستقبل المهاجم البولندي، خصوصًا وأنه سيكمل 38 عامًا قريبًا، لكن الواقع المالي للنادي الكتالوني يجعل من الصعب على برشلونة التعاقد مع نجم آخر.
ومع ذلك، يتوافق ليفاندوفسكي بشكل كبير مع زملائه في غرفة الملابس، وعلاقته الممتازة مع اللاعبين الشباب، واحترامه لفيران توريس، الذي ينافسه على مركزه، قد يدفع إدارة النادي لإعادة النظر في تجديد عقده، شريطة أن يحافظ على مستواه حتى نهاية الموسم.
وحتى الآن، يتحدث ليفاندوفسكي بالأرقام، وكلما حاول البعض، التقليل منه، كلما كان الرد أقوى، وفي سيلتا فيجو، قدم النجم البولندي ليلة مجيدة لا تُنسى، مؤكدًا أنه ما زال قيمة هجومية كبيرة لبرشلونة.
سيناريو المباراة
بدأ برشلونة، بضغط مبكر على أصحاب الأرض، ففي الدقيقة 3، أظهر ماركوس راشفورد مهارته حين تلاعب بمينجويزا على الجهة اليسرى ليُجبره على ارتكاب خطأ خطير على حدود منطقة الجزاء.
ومن نفس الكرة في الدقيقة 4، حاول ليفاندوفسكي، التسديد مباشرة بعد ارتداد الكرة من الحائط، لكن محاولته لم تجد طريقها للمرمى.
ورد سيلتا فيجو بسرعة في الدقيقة 5 حين انفرد دوران وراوغ الحارس تشيزني، لكن بالدي أنقذ الموقف من على خط المرمى قبل أن يرفع الحكم، راية التسلل.
برشلونة حاول السيطرة على الإيقاع، وفي الدقيقة 7، تألق مانو فرنانديز في إغلاق الطريق أمام أولمو بعد تمريرة بينية من دي يونج.
وفي الدقيقة 8، أوقف حكم اللقاء، اللعب لمراجعة لمسة يد محتملة على ماركوس ألونسو، وبعد العودة إلى تقنية الفيديو، احتسب ركلة جزاء للبارسا في الدقيقة 9، ترجمها ليفاندوفسكي بنجاح في الدقيقة 10 ليمنح فريقه التقدم المبكر في عودته إلى التشكيلة الأساسية.
سيلتا فيجو لم يتراجع، وفي الدقيقة 11 تصدى رادو لانفراد خطير من راشفورد، قبل أن يُعاقب برشلونة بعدها مباشرة في الدقيقة 12 حين فشل دفاعه في التعامل مع المرتدات، ليسجل كارييرا هدف التعادل مستغلًا المساحات خلف الدفاع.
وكاد جوتجلا أن يضيف الثاني في الدقيقة 13 بتسديدة قوية من خارج المنطقة، لكنها علت العارضة، ثم أضاع بورخا إيجليسياس فرصة أخرى في الدقيقة 15 بعدما وجد نفسه في وضع تسلل.
وفي الدقيقة 16، حاول إيجليسياس مرة أخرى من منتصف الملعب بتصويبة قوية، لكن تشيزني عاد بسرعة ومنع هدفًا عالميًا.
وبعد ذلك بدقائق، تبادل الفريقان، السيطرة دون فرص حقيقية، حتى الدقيقة 24 التي شهدت أخطر لقطات الشوط، حين انفرد راشفورد وسدد في القائم، ثم تابع ليفاندوفسكي الكرة مرتين لكن الحارس رادو تألق بشكل مذهل، وأبقى فريقه في المباراة.
وواصل برشلونة ضغطه، وفي الدقيقة 32 أضاع فيرمين فرصة ثمينة بتسديدة مرت فوق العارضة.
ثم جاءت الدقيقة 37 لتعود البسمة إلى جماهير البلوجرانا، حين مرر راشفورد كرة مثالية إلى ليفاندوفسكي الذي أودعها الشباك بلمسة فنية جميلة مسجلًا هدفه الثاني.
وأعاد بورخا إيجلياسياس، أصحاب الأرض للمباراة، بهدف التعادل في الدقيقة 43، بتصويبة قوية سكنت شباك تشيزني.
وقبل نهاية الشوط الأول، وفي الدقيقة 45+4 نجح لامين يامال في تسجيل الهدف الثالث بعد متابعة رائعة لتسديدة مرتدة من الحارس رادو، مستغلًا خطأ في الإبعاد من موربيا، ليُنهي الشوط الأول بتقدم برشلونة (3-1).
ومع انطلاقة الشوط الثاني، حاول سيلتا فيجو، العودة عبر تسديدات متفرقة من دوران وجوتجلا، لكن الدفاع الكتالوني بقي متماسكًا.
وفي الدقيقة 53، أثار إريك جارسيا الجدل بعدما احتسب الحكم عليه خطأ ضد دوران رغم اعتراضه الشديد.
وتواصلت المحاولات دون خطورة حقيقية حتى الدقيقة 67، حين كاد ليفاندوفسكي أن يسجل الثالث له، لكن كرته ارتطمت بالدفاع وخرجت إلى ركنية.
وفي الدقيقة 73، جاء الموعد مع اللقطة الأجمل في المباراة، حين نفذ راشفورد ركلة ركنية بإتقان، ليرتقي ليفاندوفسكي ويحولها برأسية مذهلة إلى داخل الشباك، موقعًا على هاتريك رائع في أمسية مثالية للنجم البولندي.
الدقائق الأخيرة شهدت احتجاجات من أسباس في الدقيقة 76 على عرقلة لزميله خافي رودريجيز، لكن الحكم لم يحتسب شيئًا.
وسيطر لاعبو برشلونة على المباراة بشكل محكم في الربع ساعة الأخيرة، ومع ذلك، لم تتغير النتيجة حتى صافرة النهاية، ليخرج برشلونة بفوز مستحق على سيلتا فيجو بنتيجة 4-2.