أكد الأسترالي جراهام أرنولد، المدير الفني لمنتخب العراق، أن فريقه جاهز لخوض المواجهة المرتقبة أمام منتخب الإمارات مشددًا على أن الأجواء داخل معسكر أسود الرافدين حماسية وإيجابية للغاية، وأن جميع اللاعبين لديهم الرغبة الكبيرة في تحقيق نتيجة إيجابية تسعد الجماهير العراقية.
ويلتقي منتخب العراق مضيفه الإمارات غداً الخميس في جولة الذهاب بالدور الفاصل المؤهل للملحق العالمي في تصفيات كأس العالم 2026.
ويلتقي المنتخبان يوم الثلاثاء المقبل، على أرض العراق، في جولة الإياب بالدور ذاته من أجل قطع التذكرة المؤهلة إلى الملحق العالمي.
وقال أرنولد في المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم الأربعاء: “تدريبات منتخب العراق كانت جيدة، والأجواء حماسية داخل المعسكر. اللاعبون يُظهرون التزامًا عاليًا ورغبة كبيرة في تقديم أفضل ما لديهم داخل الملعب، لأننا نعلم تمامًا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا”.
وأضاف المدرب الأسترالي: “لعب مباراة الذهاب في الإمارات لن يمنحنا الأفضلية، لأننا نتعامل مع كل مباراة على حدة، وبعقلية مختلفة. كرة القدم لا تعترف إلا بالعطاء داخل الملعب، ولهذا نعمل على التركيز الكامل في اللقاء المقبل دون الالتفات إلى ما تحقق سابقًا”.
خيارات هجومية متعددة
تحدث أرنولد عن الخيارات الهجومية المتاحة أمامه في المباراة، مؤكدًا أن هذه المرة يملك بدائل مميزة في الخط الأمامي أكثر من أي وقت مضى منذ تولّيه تدريب المنتخب العراقي.
وقال: “لدينا خيارات جيدة في الهجوم، وربما هذه أول مرة منذ أن بدأت عملي مع المنتخب العراقي أملك هذا العدد من المهاجمين الجاهزين بدنيًا وذهنيًا. هذا يمنحنا مرونة في اختيار التشكيلة المناسبة لمجريات المباراة”.
وتابع: ” الأفضلية تُمنح دائمًا للاعب الذي يمتلك العقلية القتالية والروح العالية. في مثل هذه المباريات، لا يكفي أن تكون موهوبًا فقط، بل يجب أن تمتلك الرغبة في التضحية والالتزام الكامل من أجل الشعار”.
دراسة دقيقة لمنتخب الإمارات
وأكد أرنولد أنه وفريقه الفني قاموا بتحليل منتخب الإمارات بدقة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، سواء من حيث الأداء الجماعي أو من خلال دراسة اللاعبين بشكل فردي.
وأوضح: “قمنا بدراسة منتخب الإمارات لمدة ثلاث أسابيع، وشاهدنا العديد من مبارياته الأخيرة. لدينا فكرة واضحة عن نقاط القوة والضعف، سواء في أسلوب اللعب الجماعي أو في أداء بعض اللاعبين المميزين. هدفنا أن نُحسن التعامل مع كل تفصيلة في المباراة حتى نخرج بنتيجة إيجابية”.
وأشار مدرب العراق إلى أن الجهاز الفني يركز بشكل متوازٍ على الجانبين الذهني والبدني لدى اللاعبين، مضيفًا: “نحن نعمل على إعداد اللاعبين من جميع الجوانب، لأن الجانب الذهني مهم جدًا في مثل هذه المواجهات الحاسمة. ثقتي كبيرة في قدرة اللاعبين على تقديم أداء قوي يعكس تطور الكرة العراقية”.
العماري: نحن عائلة واحدة
من جانبه، عبّر نجم المنتخب أمير العماري عن تفاؤله قبل اللقاء، مؤكدًا أن الروح الجماعية هي السلاح الأبرز للمنتخب العراقي في مواجهة الإمارات، وأن اللاعبين يشعرون بمسؤولية كبيرة تجاه الجماهير.
وقال العماري خلال المؤتمر ذاته: “لم نكن في أفضل مستوياتنا خلال الفترة الماضية، لكن رغم ذلك لم نخسر في الملحق، وهذا يُظهر شخصيتنا القوية وإصرارنا على تحقيق هدفنا. الأجواء داخل الفريق إيجابية جدًا، ونحن نتعامل بروح عالية وثقة متبادلة”.
وأضاف: “لا أحب كلمة ضغط، لأننا نرى الأمور بطريقة مختلفة. نحن نلعب من أجل بلدنا وجماهيرنا، ونسعى لتحقيق الفوز دون توتر. الأجواء بين اللاعبين والجهاز الفني ممتازة، وهناك انسجام كبير يجعلنا نشعر بأننا عائلة واحدة داخل المنتخب”.
وأكد العماري أن المنتخب لا يلتفت لما يُقال في وسائل الإعلام، قائلاً: “لا نهتم بما يُقال في الصحف أو مواقع التواصل الاجتماعي، لأننا نعرف ما نريد. تركيزنا الكامل منصب على المباراة، ونحن نؤمن بأن الجماهير العراقية ستكون خلفنا دائمًا، وهذا يمنحنا دافعًا إضافيًا”.
روح جديدة وطموح متجدد
ويخوض المنتخب العراقي هذه المباراة بروح جديدة بعد الأداء المتطور الذي قدمه في المباريات الأخيرة، حيث يسعى أرنولد إلى تحقيق نتيجة تعكس العمل الكبير الذي تم خلال المعسكر التدريبي الأخير، خاصة على صعيد الانضباط التكتيكي واللياقة البدنية.
وتُعد مواجهة الإمارات اختبارًا حقيقيًا لقدرات “أسود الرافدين” في ظل المنافسة القوية بين المنتخبين على بطاقة التأهل للملحق، إلا أن الروح التي أظهرها اللاعبون في التدريبات، بحسب ما أكده المدرب، تبعث على التفاؤل داخل الشارع الرياضي العراقي.
واختتم أرنولد حديثه قائلاً: “نحن نحترم منتخب الإمارات، لكننا نثق بقدراتنا. اللاعبون يدركون أن كل دقيقة في المباراة ستكون حاسمة، وسنقاتل حتى النهاية من أجل تحقيق الفوز وإسعاد جماهير العراق في كل مكان”.
ويطمع المنتخب العراقي في التأهل إلى نهائيات كأس العالم بعد غياب 40 عاماً منذ مشاركته الوحيدة في نسخة 1986.