أروزكو.. آخر حلقات مسلسل الاصطياد المبكر في مانشستر يونايتد

BySayed

أكتوبر 2, 2025


أكمل مانشستر يونايتد إجراءات التعاقد مع الكولومبي كريستيان أروزكو، لاعب خط الوسط الدفاعي البالغ من العمر 17 عامًا، والذي يحمل شارة قيادة منتخب بلاده للفئات السنية.

وفقا لما ذكرته صحيفة “ذا صن”، فإن اللاعب انضم إلى ناديه الحالي فورتاليزا مطلع هذا العام فقط، لكن إدارة يونايتد تحركت بسرعة لحسم الصفقة قبل دخول أندية أخرى على الخط.

وشارك أروزكو شارك في 9 مباريات مع منتخب كولومبيا تحت 17 عامًا خلال عام 2024، ويُنظر إليه كأحد ألمع المواهب الواعدة في أمريكا الجنوبية.

ومن المنتظر أن ينضم رسميًا إلى صفوف “الشياطين الحمر” بعد إتمام عامه الثامن عشر في يوليو/تموز المقبل، وذلك وفقًا للوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الخاصة بالانتقالات الدولية للقُصَّر.

إدارة يونايتد كانت حريصة على تفادي تكرار سيناريو الفشل في التعاقد مع الإكوادوري مويسيس كايسيدو العام 2020، حين انسحب النادي من الصفقة بسبب خلافات مع الوكلاء والسعر المطلوب البالغ 5.5 مليون جنيه إسترليني، قبل أن ينضم اللاعب لاحقًا إلى تشيلسي في صفقة قياسية بريطانية بلغت 115 مليون جنيه إسترليني بعد عامين ونصف فقط.

الصفقة تُعتبر جزءًا من سياسة التوجه نحو السوق الجنوب أمريكية التي يتبناها يونايتد حاليًا، بعد التعاقد في الصيف الماضي مع الظهير الأيسر دييجو ليون (18 عامًا).

ويقود المدير الرياضي الجديد جيسون ويلكوكس حملة قوية لاستقطاب المواهب الخارجية، وكشف تقرير لصحيفة “ذا صن” أن النادي يتابع أيضًا الظهير الأيسر لنادي آنجيه الفرنسي، دان سينات (19 عامًا).

وأجرى النادي مؤخرًا تغييرات جذرية على نظام الكشّافين لديه، حيث تم تقليص الشبكة العالمية من أكثر من 100 كشاف إلى عشرة فقط، مع منح كريستوفر فيفل، مدير التعاقدات، صلاحيات أوسع. ويبدو أن هذا النهج المُبسَّط بدأ يؤتي ثماره، إذ يمثل وصول أروزكو إشارة جديدة على اتباع يونايتد لسياسة أكثر حسمًا وجرأة في سوق الانتقالات.

وعلى الرغم من هذه التحركات، يعاني الفريق من ضغوط كبيرة بعد إنهائه الموسم الماضي في المركز الخامس عشر بالدوري، ورغم استثمارات ضخمة في صفقات مثل ماتيوس كونيا وبرايان مبويمو، والتفوق على آرسنال وليفربول في صراع ضم بينجامين سيسكو هذا الصيف، إلا أن النتائج لم تتحسن كثيرًا، إذ لم يحقق الفريق سوى انتصارين حتى الآن.

الخسارة الأخيرة أمام برينتفورد بثلاثة أهداف لهدف زادت الضغط على المدرب روبن أموريم، لكن إدارة النادي أكدت عزمها منحه الثقة والدعم اللازمين لتصحيح المسار وإعادة الفريق إلى الطريق الصحيح.

رغم القيود التنظيمية، راكم مانشستر يونايتد خلال العقد الماضي سجلًا طويلًا من انتدابات مواهب في سن 16 و17 عامًا، مستفيدًا سابقًا من استثناء الاتحاد الأوروبي الذي كان يسمح بانتقالات اللاعبين بين 16 و18 عامًا داخل الاتحاد/المنطقة الاقتصادية الأوروبية قبل خروج المملكة المتحدة من الاتحاد.

وبعد الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، انتهى هذا الاستثناء بالنسبة للأندية الإنجليزية، وصارت أي صفقة من هذا النوع تُستكمل إداريًا فقط عند إتمام اللاعب 18 عامًا – تمامًا كما سيحدث مع أروزكو.

وضم يونايتد قبل أعوام، التونسي حنبعل مجبري بعمر 16 عامًا في صفقة قُدِّرت تقارير بأنها تصل إلى 8.5 مليون جنيه إسترليني، في خطوة عكست حينها رغبة النادي في الاستثمار بمركز صانع اللعب الموهوب القادم من أكاديمية فرنسية مرموقة.

كما أن أليخاندرو جارناتشو انضم إلى يونايتد قادما من أتلتيكو مدريد بعمر 16 عامًا، وتدرّج بسرعة ليصبح من نجوم الفريق الأول، قبل أن يرحل في صيف 2025 إلى تشيلسي بصفقة كبيرة بعد خلافات فنية.

إضافة إلى ذلك، انتقل مارك جورادو إلى يونايتد قادما من برشلونة العام 2020 بعمر 16 عامًا، بعد أن رفض عروض التجديد في كتالونيا. وهناك أيضا ألفارو كاريراس القادم من ريال مدريد العام 2020 بعمر 17 عاما، وإيزاك هانسن-آروين من ترومسو في العام ذاته وعمره 16 سنة، إضافة إلى ويلي كامبوالا القادم من سوشو بعمر 16 عامًا أيضا.

هذه الأمثلة تكشف سياسة يونايتد، الرهان المبكر على الموهبة ثم الترقية بالتدرج. وفي حالات ناجحة مثل جارناتشو، يصل اللاعب إلى الفريق الأول سريعًا ويصنع تأثيرًا رياضيًا واقتصاديًا ملموسًا؛ وفي حالات أخرى، يمر اللاعب بدورات إعارة أو إعادة بيع مع الحفاظ على قيمة الأصل (اللاعب) نتيجة تطويره داخل النادي.

ضم موهبة بعمر 16 أو 17 عامًا يكون عادةً قبل “الانفجار السعري”، ما يتيح للنادي الاستفادة من فارق القيمة عند الترقية للفريق الأول أو في سوق الانتقالات لاحقًا. حالة جارناتشو –من دخول مجاني نسبيًا إلى بيع ضخم إلى تشيلسي– تختصر هذا المنطق الاقتصادي.

كما أن إدخال اللاعب مبكرًا إلى منظومة تدريبية محددة (أسلوب الضغط، أدوار الظهير المقلوب، قواعد الاستحواذ)، يرفع احتمالات نجاحه مقارنة بلاعب مكتمل تعليميًا في مكان آخر ويحتاج لإعادة تشكيل.

وبما أن الأندية الإنجليزية لم تعد قادرة على قيد لاعبين أجانب دون 18 عامًا، صار التخطيط الزمني جزءًا من الصفقة: الاتفاق المُبكِّر، ثم الانتظار حتى عيد الميلاد الـ18. هذا يجعل التحرك المسبق ضرورةً تنافسيةً، لا رفاهية.

لكن في المقابل، لا تخلو سياسة اصطياد المواهب الصغيرة من مخاطر واضحة. لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم لحماية القُصَّر تُدخِل أي صفقة في نفق امتثال دقيق، وتؤخر الدمج الكامل حتى بلوغ السن القانونية.

كما أن نظام نقاط تصاريح العمل بعد “بريكست” يعقّد قيد بعض اللاعبين مستقبلاً في الفريق الأول إذا لم يبلغوا معايير “التزكية” عبر المشاركات الدولية/القارية. إلى جانب ذلك، حاجز الانتقال من الأكاديمية للفريق الأول يبقى صعبًا في نادٍ بحجم يونايتد حيث المنافسة شرسة، ما يفرض على الإدارة الفنية توفير جسور إعارة ذكية ومسارات تطوير فردية لكل موهبة.



المصدر – كوورة

By Sayed