أزمة ثقة.. الظهير الأيمن صداع في رأس ألونسو

BySayed

نوفمبر 12, 2025


يواجه تشابي ألونسو، مدرب ريال مدريد، صداعًا جديدًا في إدارة مركز الظهير الأيمن، بعد سلسلة من الإصابات وعدم الاستقرار في التشكيلة الأساسية، ما يضعه أمام أزمة ثقة واضحة مع اللاعبين.

الفريق الملكي يجد نفسه مضطرًا للتعامل مع خيارات محدودة في هذا المركز الحيوي، في وقت يحتاج فيه للثبات قبل المواجهات المقبلة.

وقالت صحيفة “آس” الإسبانية: “عندما تسوء الأمور، غالبًا ما تبدأ من المكان الذي تبنى عليه أكبر التوقعات، وهذا ما يحدث مع ريال مدريد في مركز الظهير الأيمن”.

وأضافت: “على الورق، يبدو هذا المركز الأكثر اكتفاءً وتغطيةً في الفريق، مع 3 خيارات عالية الجودة وذات مكانة مرموقة، لكنه بدأ يضع تشابي ألونسو في مأزق حقيقي، لأن كارفاخال غائب بسبب مشكلة في الركبة، وفالفيردي الذي يعتبر عنصر الطوارئ، وصل إلى حد الإرهاق بعد تعرضه لإصابة عضلية أجبرته على الخروج مرتين متتاليتين وسيغيب 10 أيام خلال التوقف”.

وتابعت: “بينما ترينت ألكسندر أرنولد، فقضى 13 يومًا منذ حصوله على الضوء الأخضر طبيًا وعودة المنافسة، ومع ذلك لم يجرؤ مدربه على منحه مكانه كأساسي بسبب غياب الثقة فيه، وتعززت هذه الوضعية مع التعادل السلبي لريال مدريد مع رايو فاليكانو”.

وكان ألونسو خرج بسرعة لتوضيح أن مشكلة فالفيردي (طلب الخروج في الدقيقة 82 ودخل مكانه ترينت) كانت “في مكان آخر”، ردًا على سؤال عن سبب إشراكه بعد تعرضه للإصابة في ليفربول، حيث صرح المدرب الباسكي: “قبل المباراة كان بخير”.

وبشكل محدد، يعاني فالفيردي من إصابة في العضلة نصف الغشائية في الساق اليمنى.

هذه المرة، وعلى عكس أنفيلد، لم يتمكن من تفادي الإصابة، وغادر فالفيردي ملعب فاييكا بقلق واضح على وجهه، وكانت التهديدات بوجود تمزق بسيط حاضرة بقوة، وتأكد الأمر بالفعل، وسيغيب لمدة 10 أيام، وهو أمر جيد نسبيًا لأنه سيتجنب السفر عبر المحيط مع منتخب أوروجواي.

وأشار مدرب الفريق الملكي أمام وسائل الإعلام في فاييكا إلى أن هذا التوقف، الذي لن يغادره أرنولد لأنه لم يُستدعَ مع منتخب إنجلترا من قبل توماس توخيل، سيكون مفيدًا للاعب لاستعادة أفضل لياقة.

وأردفت الصحيفة: “لكن حتى الآن، أسلوب ألونسو في التعامل مع الظهير الإنجليزي يثير الدهشة داخل النادي. وكان التغيير الغريب الذي دفعه لإشراك أرنولد في أنفيلد في الدقائق العشر الأخيرة مفاجئًا، إذ وضعه في بيئة معادية بشدة، وكذلك عدم إشراكه كأساسي ضد فاليكانو”.

ولم يشارك اللاعب البريطاني في الكلاسيكو (كانت أول استدعاء له منذ الإصابة ضد مارسيليا في 16 سبتمبر الماضي)، ولم يلعب أيضًا ضد فالنسيا رغم استدعائه، وفي ليفربول دخل أرنولد في الدقيقة 81، بينما في فاييكا لعب لمدة 8 دقائق.

وذكرت الصحيفة أن مع غياب كارفاخال، يبدو أن تشابي متردد في الاعتماد على أرنولد كأساسي، وما زال مدرب ريال مدريد لم يكتشف كامل إمكانيات اللاعب بعد.

مسيرة مميزة

يعد ترينت ألكسندر أرنولد واحداً من أبرز المواهب التي خرجت من أكاديمية نادي ليفربول في العقد الأخير، ورمزاً للجيل الجديد من الأظهرة الذين يجمعون بين القوة الدفاعية والرؤية الهجومية والإبداع في صناعة اللعب.

ولد أرنولد في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول عام 1998 بمدينة ليفربول، ونشأ على حب النادي منذ طفولته، حيث انضم إلى أكاديميته وهو في السادسة من عمره، ليبدأ رحلة طويلة من التطور داخل أسوار “ميلوود”.

منذ مراحله الأولى، لفت أرنولد الأنظار بذكائه التكتيكي وقدرته على تنفيذ الكرات الثابتة بدقة متناهية، ما جعله محط اهتمام المدربين في الفئات السنية المختلفة.

 وفي عام 2016، وتحديداً تحت قيادة المدرب الألماني يورجن كلوب، حصل الشاب الموهوب على فرصته الأولى مع الفريق الأول، ليظهر للمرة الأولى في بطولة كأس الرابطة أمام توتنهام هوتسبير، قبل أن يبدأ في تثبيت أقدامه تدريجياً داخل التشكيلة الأساسية.

كانت انطلاقته الحقيقية خلال موسم 2017-2018، حين فرض نفسه أساسياً في مركز الظهير الأيمن بفضل مستوياته اللافتة، خصوصاً في دوري أبطال أوروبا، حيث لعب دوراً محورياً في وصول ليفربول إلى النهائي أمام ريال مدريد.

 ومنذ ذلك الحين، تحول أرنولد إلى أحد أهم مفاتيح اللعب في منظومة كلوب، بفضل تمريراته الطولية الدقيقة ومهارته في إرسال العرضيات القاتلة، إلى جانب سرعته في الارتداد الهجومي.

حقق أرنولد مع ليفربول إنجازات تاريخية، أبرزها التتويج بدوري أبطال أوروبا عام 2019 بعد الفوز على توتنهام، والدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2019-2020 بعد غياب دام 30 عاماً، إضافة إلى كأس العالم للأندية والسوبر الأوروبي. كما حطم أرقاماً قياسية في صناعة الأهداف بالنسبة للاعب في مركز الظهير، حيث كان أكثر من ساهم بتمريرات حاسمة في البريميرليج لمواسم متتالية.

وبجانب نجاحه مع النادي، أصبح أرنولد عنصراً ثابتاً في تشكيلة المنتخب الإنجليزي منذ عام 2018، وشارك في عدة بطولات كبرى مثل كأس العالم 2022 ويورو 2020، حيث أثبت أنه قادر على تقديم الإضافة حتى في مراكز أخرى كخط الوسط بفضل رؤيته المميزة للملعب.

تحديات مهمة

ومع ذلك، لم تخلُ مسيرة أرنولد من التحديات، فقد تعرض لانتقادات في بعض الفترات بسبب أدائه الدفاعي، لكن قدرته على التطور المستمر جعلته يتغلب على كل تلك الشكوك. كما واجه إصابات عضلية متكررة، خاصة في الموسم الأخير له مع ليفربول، ما أثر على مشاركاته المنتظمة.

وفي صيف 2025، اتخذ أرنولد قراراً مصيرياً بإنهاء رحلته مع ليفربول والانتقال إلى ريال مدريد، في صفقة ضخمة أثارت جدلاً واسعاً بين جماهير “الريدز”.

 وبرر اللاعب قراره برغبته في خوض تحدٍ جديد خارج إنجلترا، والانضمام إلى نادٍ يملك تاريخاً عظيماً على الساحة الأوروبية.

انضمامه إلى ريال مدريد منحه فرصة اللعب إلى جانب زميله في المنتخب جود بيلينجهام، كما منحه تجربة جديدة في بيئة مختلفة تماماً.

وبذلك، بدأ أرنولد فصلاً جديداً في مسيرته، آملاً في ترك بصمة قوية في “البرنابيو” كما فعل في “أنفيلد”.



المصدر – كوورة

By Sayed