واصل النجم الفرنسي كيليان مبابي كتابة فصول جديدة من مسيرته المذهلة بقميص ريال مدريد، لكن هذه المرة اختلطت فرحة الأرقام القياسية بقلق واضح لدى جماهير الفريق الملكي.
وغادر اللاعب أرضية ملعب “سانتياجو برنابيو” مصابًا خلال انتصار الميرينجي على فياريال (3-1) في الجولة الثامنة من الدوري الإسباني، مساء السبت.
في لقاء تألق فيه فينيسيوس جونيور بثنائية، وشارك فيه مبابي بهدف ثالث حاسم، أكدت شبكة الإحصائيات العالمية “أوبتا” أن المهاجم الفرنسي واصل سلسلة أهدافه المذهلة، حيث سجل في 9 مباريات متتالية مع ناديه ومنتخب بلاده، ليحقق بذلك رقمًا شخصيًا جديدًا، متجاوزًا رقمه السابق حين سجل في 8 مباريات متتالية بين نوفمبر/تشرين الثاني 2019 ويناير/كانون الثاني 2020، ثم كرره مجددًا بين أبريل/نيسان ويونيو/حزيران 2025.
وواصل كيليان مبابي كتابة أرقامه القياسية هذا الموسم مع ريال مدريد، بعدما سجل 14 هدفًا في 10 مباريات بجميع المسابقات (باستثناء كأس العالم للأندية)، ليحقق أفضل بداية له في مسيرته الأوروبية على الإطلاق، وفقًا لشبكة “أوبتا”.
الرقم الجديد يتجاوز انطلاقته التاريخية مع باريس سان جيرمان في موسم 2018-2019 حين أحرز 12 هدفًا في أول 10 مباريات.
أداء مبابي يعكس جاهزيته التامة وانسجامه السريع مع أجواء الليجا وفلسفة تشابي ألونسو الهجومية، حيث أصبح القلب النابض لهجوم ريال مدريد والعنصر الحاسم الذي يصنع الفارق في كل لقاء، سواء بتسجيله أو بصناعته للفرص الحاسمة.
ورغم أن الحديث بعد المباراة انشغل بأداء فينيسيوس جونيور الذي وقع على ثنائية رائعة، إلا أن اللاعب الأكثر تأثيرًا داخل المنظومة البيضاء هو كيليان مبابي، نظرًا لديناميكيته الهجومية وسرعته في التحرك بين الخطوط وقدرته على تغيير موازين أي مباراة في لحظة واحدة.
المهاجم الفرنسي هو اللاعب الفارق في مشروع تشابي ألونسو الجديد، وحتى تألق فينيسيوس لا يُخفي حقيقة أن مبابي هو النجم الذي يصنع الفارق في الثلث الأخير من الملعب.
لكن فرحة الجماهير الملكية لم تدم طويلًا، إذ أثار مشهد سقوط مبابي في الدقيقة 82 أمام فياريال قلقًا واسعًا، بعدما بدا متألمًا وهو يمسك بكاحله الأيمن، ما اضطر الجهاز الطبي للتدخل سريعًا وسط صمت في مدرجات البرنابيو.
ورغم أن اللاعب خرج ماشيًا على قدميه دون الحاجة إلى دعم خارجي، إلا أنه كان واضحًا أنه يعاني من بعض الألم، وفضل المدرب تشابي ألونسو استبداله فورًا والدفع بزميله رودريجو حرصًا على سلامته.
التقارير الأولية من النادي لم تؤكد بعد طبيعة الإصابة، لكن تشير إلى أنها ليست خطيرة، إذ شعر اللاعب بانزعاج عضلي بسيط أو التواء في الكاحل.
ومع ذلك، فإن القلق لا يزال قائمًا، خصوصًا وأن مبابي تم استدعاؤه من قبل المدرب ديدييه ديشامب للمشاركة مع المنتخب الفرنسي خلال فترة التوقف الدولي ضمن التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2026.
وسيبقى القرار النهائي بخصوص مشاركته رهن الفحوصات الطبية التي سيخضع لها خلال الأيام المقبلة في مدريد.
قائمة الـ 100
وعلى صعيد آخر، لم تقتصر أرقام “أوبتا” على مبابي فحسب، إذ أبرزت الشبكة الشهيرة إحصائية خاصة بلاعب الوسط الفرنسي تشواميني ورقم مميز حققه رفقة اللاعبين الفرنسيين الأكثر مشاركة في تاريخ ريال مدريد ببطولة الدوري الإسباني.
وجاءت القائمة لتؤكد استمرار الحضور الفرنسي القوي داخل النادي الملكي، حيث يتصدرها كريم بنزيما بـ(439) مباراة، يليه رافاييل فاران بـ(236) مباراة، ثم زين الدين زيدان بـ(155)، وبعده فيرلاند ميندي بـ(128)، وإدواردو كامافينجا بـ(116)، في حين أكمل أوريلين تشواميني مؤخرًا مباراته رقم (100) في الليجا، لينضم رسميًا إلى قائمة المئويين الفرنسيين في تاريخ الميرينجي.
هذه الأرقام تعكس مدى تأثير المدرسة الفرنسية في مسيرة ريال مدريد الحديثة، ليس فقط في الكم، بل أيضًا في الجودة والنجاحات، من زيدان وبنزيما إلى جيل مبابي وتشواميني.
مبابي-فينيسيوس.. عودة الشراكة
وأمام فياريال، استعاد ريال مدريد واحدة من المعادلات التي افتقدها في بعض المباريات السابقة وهي الشراكة الهجومية المدمرة بين كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور.
هذه الثنائية كانت مفتاح الفوز الذي حققه الفريق بقيادة تشابي ألونسو، إذ افتتح فينيسيوس طريق الانتصار بهدف مبكر أعاد الثقة للميرينجي، قبل أن يضع مبابي بصمته المعتادة مسجلًا الهدف الثالث ليحسم اللقاء بنتيجة (3-1)، ويصل إلى 14 هدفًا هذا الموسم، منها 9 في الدوري الإسباني.
كما واصل الفرنسي تألقه اللافت بتسجيله في سبع مباريات متتالية بالليجا، مؤكّدًا مكانته كأكثر اللاعبين حسْمًا في أوروبا حاليًا.
وسجل الأهداف لريال مدريد: فينيسيوس جونيور “هدفان” (ق47 و69 من ركلة جزاء)، وكيليان مبابي (ق81).
وبهذا الانتصار، رفع ريال مدريد رصيده إلى 21 نقطة من 8 مباريات، محققًا 7 انتصارات مقابل هزيمة واحدة، ليقفز لصدارة الدوري الإسباني مؤقتا، بفارق نقطتين عن المتصدر السابق برشلونة صاحب المركز الثاني بـ 19 نقطة، والذي لعب مباراة أقل، بينما تجمد رصيد فياريال عند 16 نقطة في المركز الثالث بعد تلقيه خسارته الثانية هذا الموسم.