لم تكن الهزيمة أمام الأهلي مجرد مباراة ترتبت عليها خسارة فرصة جديدة للحصول على لقب مع النصر، بل كانت طعنة، أو قل طعنات للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو.
كل الأمور كانت مهيأة لليلة تاريخية، بداية من تسجيل الهدف رقم 100 مع النصر، وصولًا إلى التقدم قبل 8 دقائق من نهاية المباراة، غير أن كل شيء تغير في ركلات الترجيح، وخسر رونالدو رفقة النصر لقب السوبر السعودي لصالح الأهلي.
وكما كان اللقب فرصة لتحقيق عدة مكاسب للنجم البرتغالي، فإن خسارته وجهت له عدة ضربات، سيكون عليه سرعة الاستفاقة منها قبل بداية الموسم الجديد.
لا ألقاب
الخسارة أبقت العقدة التي يعاني منها كريستيانو رونالدو منذ وصوله إلى النصر في يناير/كانون الثاني 2023، والتي تتمثل في عدم التتويج بأي ألقاب.
وبات هذا اللقب هو رقم 12 الذي يخسره رونالدو رفقة النصر، والرابع في بطولة كأس السوبر السعودي التي باتت عقدته الأكبر.
بالإضافة إلى ذلك، خسر “الدون” لقب الدوري السعودي 3 مرات، وكأس خادم الحرمين الشريفين مثلها، ودوري أبطال آسيا مرتين.
يأتي ذلك رغم أن النصر وصل للمباراة النهائية 3 مرات، بواقع مرتين في السوبر وأخرى في كأس الملك.
مشروع مُهدد
الفوز بلقب كأس السوبر السعودي كان سيمنح مشروع رونالدو الجديد في النصر دفعة قوية للأمام.
“صاروخ ماديرا” تعرض لبعض الانتقادات بسبب تجديد عقده مع النصر، في ظل فشل الفريق في الحصول على أي ألقاب منذ يناير/كانون الثاني 2021.
غير أن رونالدو حمل المشروع الجديد على عاتقه، لا سيما بعد الحصول على 15% من ملكية النادي بحسب تقارير صحفية، فبدأ في تأسيسه من الأعلى.
واستعان النجم البرتغالي ببني جلدته، فجاء خوسيه سيميدو كرئيس تنفيذي، وسيماو كوتينيو كمدير رياضي، وجورجي جيسوس كمدير فني، وكذلك ضم الفريق جواو فيليكس من تشيلسي.
هذا المشروع كان سيجني ثماره مبكرًا حال حصد كأس السوبر، بعد أشهر قليلة من انطلاقته، لكنه الآن أصبح محل شك.
الضغط أصبح متزايدًا على النصر بشكل عام، وعلى رونالدو بشكل خاص، خاصةً وأن جيسوس مثلًا خسر كأس السوبر السعودي لأول مرة، بعد أن فاز به 3 مرات مع فريقه السابق الهلال.
أفضلية ميسي
خسارة السوبر السعودي حرمت رونالدو من محاولة اللحاق بغريمه الأرجنتيني ليونيل ميسي، فيما يتعلق بمشواريهما خارج قارة أوروبا.
“الدون” غادر أوروبا في يناير/كانون الثاني 2023 نحو النصر، قبل أن يلحق به ميسي في الصيف التالي، ولكن صوب إنتر ميامي.
الوضع كان متشابهًا بين النصر وإنتر ميامي قبل وصول النجمين، بل كان أسوأ بالنسبة للفريق الأمريكي الذي لم يعرف طعم الألقاب قبل قدوم “البرغوث”، بعكس “العالمي” الذي تُوج بآخر لقب قبل عامين من وصول “الدون”.
وبينما كان رونالدو يخسر لقبًا تلو الآخر رفقة النصر، نجح ميسي في وضع بصمته جماعيًا كما وضعها فرديًا، من خلال تتويج الفريقين بلقبي كأس الدوريات ودرع المشجعين.
“صاروخ ماديرا” كان يأمل أن يلحق بميسي، ويفوز بأول لقب رسمي له مع النصر، غير أن ذلك لم يحدث للمرة الـ12، ليبقى النجم الأرجنتيني متفوقًا عليه.