تعرف كل من الإسباني كارلوس ألكاراز المصنف الأول عالميًا، والإيطالي يانيك سينر المصنف الثاني، على مسارهما المحتمل نحو التتويج بلقب بطولة رولكس باريس للماسترز 2025، التي قد تقودنا إلى نهائي سادس متتالٍ بين النجمين الشابين في مشهد بات مألوفًا لعشاق التنس في المواسم الأخيرة.
ويعود ألكاراز إلى الملاعب بعد غيابٍ دام أكثر من ثلاثة أسابيع، إذ لم يشارك منذ منتصف أكتوبر، وسيبدأ مشواره في باريس من الدور الثاني بمواجهة الفائز من لقاء كاميرون نوري وسيباستيان بايز، وذلك بحسب نتائج القرعة التي أُجريت مساء الجمعة.
أما سينر، الذي لا يزال ينافس في نصف نهائي بطولة فيينا، فسيفتتح مشاركته في صالة “لا ديفانس أرينا” بمواجهة الفائز من لقاء الشاب الأمريكي أليكس ميتشيلسن أو البلجيكي زيزو بيرجس.
وتحمل بطولة باريس للماسترز (فئة 1000 نقطة) أهمية استثنائية هذا الموسم، إذ تمثل آخر محطة كبرى قبل نهائيات نيتو لرابطة محترفي التنس في تورينو، ما يجعلها حاسمة في تحديد هوية اللاعبين الذين سيحجزون المقاعد المتبقية في البطولة الختامية للموسم.
ويبرز في هذا السياق الصراع المشتعل بين الكندي فيليكس أوجيه ألياسيم والنرويجي كاسبر رود، حيث من المحتمل أن يتقابلا في مواجهة نارية بالدور الثالث. ويحتل أوجيه ألياسيم المركز التاسع في سباق تورينو، متفوقًا بفارق 410 نقاط فقط على رود المصنف 11، بينما سيغيب البريطاني جاك دريبر (المركز العاشر) بسبب الإصابة، ما يزيد من تعقيد المنافسة على آخر المقاعد المؤهلة.
وفي المقابل، يسعى الإيطالي لورنزو موسيتي إلى تحقيق حلمه بالمشاركة الأولى في نهائيات تورينو، إذ يحتل المركز الثامن حاليًا (آخر المراكز المؤهلة). وسيبدأ موسيتي مشواره بمواجهة متأهل من التصفيات أو لاعب مدعو ببطاقة خاصة، على أن يلتقي المحتمل ألكسندر زفيريف حامل اللقب في الدور ربع النهائي، في مواجهة قد تحدد مصيره بشكل كبير.
AFP
مواجهات مرتقبة في الأدوار المتقدمة
من أبرز المواجهات المحتملة أيضًا، لقاء يجمع بين الأمريكي تايلور فريتز المصنف الرابع، والأسترالي أليكس دي مينو المصنف السادس في ربع النهائي، في مواجهة تحمل نكهة “سباق تورينو”، حيث يسعى كلاهما لتعزيز حظوظه في التواجد ضمن الثمانية الكبار نهاية الموسم.
وسيكون الكندي دينيس شابوفالوف أمام فرصة لاستعادة بريقه عندما يلتقي الشاب البرازيلي جواو فونسيكا في أولى مبارياته، والفائز بينهما سيضرب موعدًا مع الروسي كارين خاشانوف بطل باريس لعام 2018.
ومن القصص الطريفة في قرعة هذا العام احتمال مواجهة أبناء العم آرثر ريندركنيتش وفالنتين فاشيرو في الدور الثاني. وكان فاشيرو قد حقق مفاجأة مدوّية قبل أسابيع عندما هزم ريندركنيتش في نهائي شنغهاي، ليصبح أقل اللاعبين تصنيفًا تتويجًا بلقب ماسترز 1000 في التاريخ الحديث. وسيواجه فاشيرو في الدور الأول المصنف 14 التشيكي جيري ليهيتشكا.
ألكاراز وسينر.. صراع متجدد
تزداد الإثارة حين نتذكر أن ألكاراز وسينر التقيا في نهائي آخر خمس بطولات شاركا فيها معًا، بما في ذلك المواجهة الملحمية في بطولة أمريكا المفتوحة، والتي حسمها الإسباني لصالحه بأربع مجموعات ليتوّج باللقب ويستعيد صدارة التصنيف العالمي للمرة الأولى منذ عام 2023.
ويمتلك ألكاراز أفضلية واضحة في المواجهات المباشرة، إذ يتقدم على سينر بنتيجة 10 انتصارات مقابل 5، ما يجعل اللقاء المنتظر بينهما في باريس، إذا تحقق، فصلًا جديدًا في واحدة من أعذب المنافسات في جيل التنس الجديد.
وتُقام نسخة هذا العام من البطولة لأول مرة في موقعها الجديد “لا ديفانس أرينا”، أكبر منشأة رياضية داخلية في أوروبا، حيث تتسع لعشرات الآلاف من المشجعين وتوفر أجواء مثالية لختام موسم الماسترز. وتنطلق منافسات القرعة الرئيسية بين 27 أكتوبر و2 نوفمبر 2025.
EPA
أرقام خالدة لديوكوفيتش
ورغم غيابه عن نسخة هذا العام، يظل الصربي نوفاك ديوكوفيتش هو الاسم الأكثر ارتباطًا بتاريخ بطولة باريس، إذ يحمل الرقم القياسي في عدد الألقاب برصيد 7 تتويجات أعوام 2009 و2013 و2014 و2015 و2019 و2021 و2023.
ويُعد ديوكوفيتش أيضًا أكبر لاعب سنًا يتوج باللقب عندما فاز في نسخة 2023 وهو في عمر 36 عامًا، بينما يبقى بوريس بيكر أصغر المتوجين على الإطلاق حين فاز بنسخة 1986 بعمر 18 عامًا فقط.
ويواصل الصربي سيطرته في سجلات البطولة، فهو الأكثر فوزًا بالمباريات (50 انتصارًا) والأكثر خوضًا للمباريات (59 مواجهة)، كما أنه الوحيد الذي توّج باللقب ثلاث مرات متتالية (2013–2015).
ولم تتوقف أرقامه القياسية عند هذا الحد، إذ يعد الأكثر وصولًا إلى المباراة النهائية (9 مرات)، وخسر فقط مرتين: أمام كارين خاشانوف في 2018 وهولجر رون في 2022. كما يحمل الرقم القياسي في عدد الانتصارات المتتالية (17)، وشارك في البطولة 17 مرة، وهو أيضًا الوحيد الذي بلغ النهائي ثلاث مرات متتالية مرتين (2013–2015 و2021–2023).
أما الجماهير الفرنسية، فلا تزال تبحث عن بطل محلي يعيد أمجاد الماضي، إذ يعود آخر تتويج فرنسي باللقب إلى عام 2008 حين فاز جو ويلفريد تسونجا بالبطولة. ومنذ ذلك الحين، لم ينجح أي لاعب فرنسي في كسر هيمنة الكبار على اللقب رغم اقتراب البعض في مناسبات متفرقة.