قدمت ألمانيا أداءً باهتًا وخيب آمال جماهيرها في الهزيمة أمام البرتغال بنتيجة (1-2) في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية، في اللقاء الذي أُقيم الأربعاء الماضي على ملعب “أليانز أرينا” بمدينة ميونخ.
جاءت هذه الخسارة رغم تأكيد لاعبي الماكينات في الأيام التي سبقت المباراة على أهمية الظفر باللقب الأوروبي، لما يمثّله من دفعة معنوية وتجهيز مثالي قبل خوض غمار مونديال 2026، فهل بات المنتخب الألماني مجرد فريق متواضع بلا طموحات؟
القائد جوشوا كيميش عبّر عن خيبة الأمل بقوله: “لم نشعر بأن لدينا عقلية الفوز، أو الرغبة الكافية للوصول إلى النهائي”، في تصريح يعكس الأزمة الحقيقية التي يعاني منها الفريق. وأضاف أن المباراة كانت من أسوأ ما قدمته ألمانيا في الفترة الأخيرة.
المدرب جوليان ناجلسمان لم يُخفِ خيبة أمله، ورحّب بكلمات قائده، مؤكدًا أن الفريق افتقر للشجاعة المطلوبة. وقال: “علينا أن نقدم أقصى ما لدينا لننافس الكبار، وإذا لم نهاجم بكامل قوتنا، فحتى فرق الدرجة الثالثة ستتفوق علينا”.
أزمة في الدفاع والهجوم
تعاني ألمانيا من ثغرات دفاعية واضحة، إضافة إلى عقم هجومي في ظل غياب الأفكار والقدرة على الاختراق. وصف ناجلسمان أداء فريقه في مباراة ميونخ بأنه “نوم في الملعب”، وهي عبارة تلخّص كثيرًا من الواقع المرير.
كان غياب الثنائي أنطونيو روديجر ونيكو شلوتيربيك مؤثرًا، بعدما شكّلا جدارًا قويًا أمام إيطاليا في ربع النهائي. كما أثر غياب النجم جمال موسيالا كثيرًا على الجانب الهجومي. في المقابل، بدا الاعتماد على روبن جوسينس ونيكلاس فولكروج غير فعّال، في ظل تراجع مستواهما.
كما افتقدت ألمانيا خدمات أنجيلو ستيلر وتيم كليندينست، ليكشف ذلك عن ضعف العمق في التشكيلة، مقارنة بما تملكه منتخبات مثل إسبانيا وفرنسا والبرتغال من جودة فردية أعلى.
بصيص من الأمل
ورغم هذه الانتكاسة، لا ينبغي التشكيك في كل ما تحقق مؤخرًا. فقد أظهر الفريق الألماني تطورًا ملحوظًا في الأشهر الماضية، وهو ما أشار إليه النجم الأسطوري لوثار ماتيوس في تصريح لقناة سكاي سبورتس، مؤكدًا أن عودة موسيالا وروديجر “تبقي الأمل حيًا” قبل مونديال 2026.
وسيكون على ألمانيا محاولة استعادة بعض المعنويات يوم الأحد المقبل، حين تلاقي فرنسا في مباراة تحديد المركز الثالث بمدينة شتوتجارت. وعلّق ناجلسمان قائلًا: “اللعب على المركز الثالث ليس حلمًا، لكنه فرصة للنضوج وإثبات الذات”.