نجح تشابي ألونسو، مدرب ريال مدريد، في فك لغز طالما أربك يورجن كلوب في ليفربول، بإعادة توظيف ترينت ألكسندر أرنولد بطريقة تتناسب مع قدراته، وتقلل من نقاط ضعفه.
فرغم أن أرنولد لم يخض سوى عدد قليل من المباريات بقميص الفريق الملكي، إلا أن تأثيره ظهر بوضوح، بعد أن منحه ألونسو دورًا مختلفًا عن مركزه المعتاد كظهير أيمن تقليدي، حيث بدا أكثر راحة وتألقًا.
وانضم أرنولد إلى صفوف ريال مدريد في صفقة انتقال حر، بعد نهاية عقده مع ليفربول، وقيّده النادي الإسباني في قائمته المشاركة بكأس العالم للأندية 2025.
ثغرة دفاعية
Getty Images
رغم أن أرنولد لعب دورًا رئيسًا في إنجازات ليفربول على مدار 9 أعوام مثّل فيها الريدز، إلا أنه شكّل ثغرة دفاعية في الناحية اليمنى.
واستفاد يورجن كلوب، وبعده آرني سلوت في ليفربول من انطلاقات أرنولد على المستوى الهجومي، فضلًا عن إجادته لعب الكرات الثابتة، إلا أنه دائمًا ما يترك خلفه مساحات واسعة تمهد طريق المنافسين لمرمى الحارس أليسون بيكر.
ففي خطة 4-3-3، التي اعتمد عليها كلوب وسلوت في أغلب المباريات، لعب أرنولد كظهير أيمن، بأدوار مركبة، دفاعيًا وهجوميًا.
لكن السنوات التي قضاها مع ليفربول أظهرت فشل الدولي الإنجليزي في أداء مهامه بجودة عالية على المستويين، حيث عابه البطء في الارتداد عند فقدان الكرة، ما كلف فريقه الكثير.
دور مختلف
Getty Images
ويبدو أن ألونسو انتبه لهذه النقطة مبكرًا، وقرر الاعتماد عليه في الأدوار الهجومية التي يجيدها جيدًا، وهو ما أتى بثماره في المباريات الأربع التي خاضها حتى الآن.
وبدلًا من الاعتماد على 4 مدافعين، الطريقة التي اعتاد عليها ريال مدريد تحت قيادة المدرب السابق كارلو أنشيلوتي، قرر ألونسو التحول إلى 3-5-2.
في هذه الطريقة لم يعد أرنولد ظهير تقليدي، وإنما دفع به المدرب الإسباني في خط الوسط، ليلعب دور الظهير الجناح على الرواق الأيمن، وبالتالي أصبحت لديه حرية، ومُطالب بأدوار هجومية، ولا يدافع إلا عند الضرورة.
لا يمكن القول إن أرنولد هو السبب الوحيد الذي دفع ألونسو لتغيير الطريقة، وإنما وجد المدرب أن الاعتماد على 3 لاعبين في الخط الخلفي سيكون أكثر أمانًا، وسيقلل من الأخطاء الساذجة التي عانى منها الفريق الموسم الماضي.
في المقابل، أعاد ألونسو أوريلين تشواميني إلى قلب الدفاع ليشكّل ثلاثيًا ثابتًا مع أنطونيو رودريجر ودين هويسين، ما أتاح حرية أكبر لأرنولد على الرواق الأيمن.
نتائج مبشّرة
Getty Images
وبخلاف الصمود الدفاعي (لم يستقبل الفريق سوى هدفين في 4 مباريات)، فإن قرار ألونسو أدى لنتائج إيجابية هجوميًا، حيث استفاد من انطلاقات أرنولد وعرضياته المميزة، التي جاء منها هدف التأهل إلى ربع النهائي على حساب يوفنتوس بتوقيع جونزالو جارسيا.
بسبب هذا الهدف، حصد ريال مدريد مكافأة التأهل، البالغة 43 مليون جنيه إسترليني، ليرد على الانتقادات التي طالته عند دفع نحو 8.4 مليونًا لليفربول كي يقيّد أرنولد في قائمة مونديال الأندية، بدلًا من الانتظار لبداية الموسم الجديد.
كما أن النجم الإنجليزي هو رابع أكثر لاعب لمس الكرة في ريال مدريد بكأس العالم للأندية حتى الآن، بمعدل 76.63 لمسة في المباراة الواحدة، حسب إحصائيات شبكة “أوبتا”.
أيضًا أرنولد هو رابع أكثر لاعبي فريقه صناعة للفرص (5 فرص)، وأكثر اللاعبين إرسالًا للكرات العرضية (6 عرضيات).
تحدٍ منتظر
Getty Images
قبل أرنولد عانى ريال مدريد كثيرًا من مركز الظهير الأيمن، الذي شغله في معظم الأوقات لوكاس فاسكيز، وأحيانًا فيدي فالفيردي، وذلك في ظل إصابة المخضرم دانيال كارفاخال.
لكن عودة كارفاخال في بداية الموسم الجديد ستفرض على أرنولد تحديًا شرسًا للحفاظ على موقعه في التشكيل الأساسي لألونسو، خصوصًا أن الظهير الإسباني يملك الكثير من الخبرة، ولديه رصيد كبير في قلعة “سانتياجو بيرنابيو”.
ويبدو أن كارفاخال مستعد لهذه المنافسة، فحين سُئل عن رأيه في انضمام أرنولد، صرح قائلًا: “أنا سعيد جدًا بهذا، أعرف نفسي جيدًا، وأعلم أنه إذا استُدعيتُ سأبذل قصارى جهدي، لا خوف، ثقتي بنفسي في عنان السماء”.
وأضاف “في أي فريق، هناك تعاقدات جديدة، وقد اعتبرت ذلك تحديًا شخصيًا أيضًا. أعشق المنافسة والتحديات التي تنتظرني. آمل أن تُسهم المنافسة الشريفة في تحسين أداء الفريق”.
وسيكون ألونسو مطالبًا بحسم الاسم الذي سيشغل الجانب الأيمن، ومع ذلك قد يستفيد المدرب بخبرات كارفخال ضمن ثلاثي الدفاع، خصوصًا أنه لعب في هذا المركز من قبل.