بين الغيابات والإرهاق، لم يكن طريق ريال مدريد في دور المجموعات بكأس العالم للأندية مفروشًا بالورود، لكن المدرب تشابي ألونسو نجح في تحويل التحديات إلى فرص، مقدمًا فريقًا مرنًا، متوازنًا، ومليئًا بالمفاجآت التكتيكية.
انتصاران و7 أهداف مسجلة، وهدفان فقط استقبلتهما الشباك، كانت كافية لتعلن ميلاد نسخة جديدة من الميرنجي، أكثر هدوءًا وذكاءً، تقودها يد فنية تثق في التفاصيل وتراهن على الموهبة.
تألق جولر
من أبرز مكاسب ريال مدريد في البطولة حتى الآن، الظهور المتجدد للنجم التركي الشاب أردا جولر.
وبعيدًا عن الأرقام، كان تأثير جولر فنيًا بامتياز، بعدما عدل تشابي ألونسو دوره من لاعب جناح إلى “عقل مفكر” في وسط الملعب لبناء اللعب، فكانت قراراته هادئة، تمريراته محسوبة، وتحركاته تنم عن وعي كبير.
وبخلاف المراوغات والتسديدات، قدم جولر نسخة أكثر نضجًا وتأثيرًا، جعلت منه صانع توازن لا غنى عنه في خط الوسط.
صلابة دفاعية
الدفاع لم يكن بمنأى عن التجديد، فالشاب دين هويسين فرض نفسه بثقة، وأثبت قدرته على قيادة الخط الخلفي رغم قلة خبرته.
وبرز هويسين في دقة التمريرات، وهدوئه تحت الضغط، وقراءته الممتازة للعب، ليبدو وكأنه أحد ركائز الفريق المخضرمين.
إلى جانبه لعب أوريلين تشواميني دورًا مزدوجًا ببراعة، حيث تألق كمحور دفاعي وكقلب دفاع عند الحاجة، مؤكدًا قدرته على التأقلم والقيادة دون أن يفقد توازنه أو فعاليته.
وجوه صاعدة
في الخطوط الجانبية والهجومية، ظهرت أسماء أخرى لتثبت أن مدريد لا يعتمد فقط على النجوم.
فران جارسيا تألق بهدوء في مركز الظهير الأيسر، وقدم أداءً متزنًا هجوميًا ودفاعيًا، بينما استغل جونزالو جارسيا غياب مبابي وإندريك ليفرض نفسه بذكاء.
بثلاث مشاركات أساسية، ومساهمة مباشرة في 3 أهداف، أثبت جونزالو أنه ليس مجرد بديل مؤقت، بل مشروع نجم قادر على كتابة اسمه في تشكيلة الفريق الأول.