يؤمن روبن أموريم، مدرب مانشستر يونايتد، بأن التصريح العلني الذي أدلى به السير جيم راتكليف لدعمه، كان له التأثير الضخم على موسم الشياطين الحمر حتى الآن.
وقال الشريك المالك في “أولد ترافورد” خلال فترة التوقف الدولي في أكتوبر/ تشرين الأول، إن المدرب البرتغالي يجب أن يتم الحكم على عمله بعد ثلاث سنوات، لا بعد بضعة أشهر من العمل، وأن المشروع يتطلب الصبر والاستمرارية.
ومع أن أموريم لم يُكمل سوى عام واحد فقط من تلك المدة – حيث تحلّ ذكرى أول مباراة له في القيادة يوم الإثنين المقبل – فإن التصريحات القوية لراتكليف جعلت الأجواء حول النادي أكثر هدوءا واستقرارا، بعد أسابيع كانت فيها الضغوط في أعلى مستوياتها، خصوصا عقب الخسارة 3-1 أمام برينتفورد في نهاية سبتمبر/ أيلول.
ومنذ تلك الهزيمة، استجمع الفريق قواه وحقق صحوة واضحة، إذ فاز في ثلاث مباريات وتعادل في اثنتين، ما منح المدرب البرتغالي بعض المساحة لإعادة ترتيب أوراقه وتثبيت خطواته داخل النادي.
ويعتقد أموريم أن كلمات راتكليف خلال الشهر الماضي لعبت دورا محوريا في تهدئة الضوضاء المحيطة بالنادي.
وقال أموريم، في تصريحات نقلتها “ذا صن”: “إذا تذكرتم اللحظة التي أجرى فيها جيم تلك المقابلة، ستدركون كيف هدّأت كثيرا مما كان يدور حول النادي. تغيّر الضجيج تماما، وكان لذلك أهمية كبيرة للفريق، كما أنه مهم جدا بالنسبة لي أيضا”.
وأضاف: “لقد كان تأثيرها هائلا، ليس فقط على طريقتي في العمل، بل على الطريقة التي يرى بها الناس ما نقوم به. لقد كان ذلك مهما للغاية بالنسبة لنا”.
وخلال أوائل أكتوبر/ تشرين الأول، أوضح راتكليف أن أموريم يجب أن يتم تقييمه على مدار ثلاث سنوات، وأن العودة إلى الطريق الصحيح لن تتم عبر “زر سحري”، مؤكدا عدم وجود أي نية لاتخاذ قرارات متسرعة أو انفعالية.
ورغم أن المدرب البرتغالي عبّر عن سعادته بسماع مثل تلك الكلمات الداعمة، إلا أنه أكد أن ما قاله راتكليف لم يكن جديدا بالنسبة له، إذ إن الرسالة ذاتها كان يتم تمريرها له داخل النادي منذ اليوم الأول: بناء مشروع طويل الأمد يتطلب الاستقرار والصبر.
وفي تصريحاته للصحيفة البريطانية، قال أموريم: “الأمر مهم دائما، لكن الأهم هو أن يفهم المشجعون أننا نملك مسارا واضحا، وأننا مستمرون في اتباعه. بالنسبة لي، لا يتغير الكثير، فلست قلقا بشأن فقدان وظيفتي. إنه أمر جيد أن تسمع ذلك، لكنه لا يغير شيئا في طريقة تصرفي. أعرف جيدا أي طريق يجب أن أسلك”.
ويستعد مانشستر يونايتد لمواجهة إيفرتون مساء الإثنين المقبل، في مباراة تُصادف الذكرى السنوية الأولى لأول ظهور لأموريم مع الفريق، حين تعادل 1-1 مع إبسويتش في لقائه الافتتاحي.
وعن عامه الأول مع النادي، قال أموريم: “لقد كانت رحلة مليئة بالدروس. أحيانا تعتقد أننا صغار جدا، أو أننا فقط نحقق الفوز، ثم تواجه نتائج مختلفة، وتسمع آراء مختلفة حول عملك وما تقدمه. يكون الأمر صعبا في بعض الأحيان، لكنك تتعلم كثيرا. أعتقد أنني أصبحت مدربا أفضل الآن، وأنا مستعد للمستقبل، وللحاضر أيضا. كانت رحلة قاسية بالفعل، لكنني أعلم أنها كانت ضرورية، ونحن الآن في مكان أفضل بسببها”.
وأكد المدرب البرتغالي أنه، رغم كل الضغوط التي مرّ بها خلال الأشهر الـ12 الماضية، لم يفقد أبدا إحساسه بامتياز تولي وظيفة بهذا الحجم وهذه الرمزية.
وأضاف قائلاً: “أشعر بهذا الامتنان كثيرا، خاصة في أولد ترافورد، لأن غرفة مدرب الفريق مليئة بصور المديرين الفنيين السابقين. يمكنك أن تشعر بتاريخ النادي العظيم. هناك حوالي 23 شخصا فقط تولّوا هذا المنصب عبر التاريخ، لذلك فالمسؤولية كبيرة جدا”.
وأوضح أموريم أن إدراكه حجـم الإرث الذي يشرف عليه يمنحه دافعا إضافيا للاستمرار في العمل وفق منهجيته، مهما كانت الضغوط، مُشيرا إلى أن بناء مشروع مستدام يحتاج إلى وقت، وأن الفريق بدأ بالفعل يجني ثمار الاستقرار، سواء على مستوى النتائج أو على مستوى ثقة الجماهير بعملية إعادة البناء.
وبينما يواصل مانشستر يونايتد محاولاته للعودة إلى دائرة المنافسة على المراكز المتقدمة في الدوري الإنجليزي الممتاز، يبدو واضحا أن العلاقة بين أموريم وراتكليف باتت إحدى ركائز هذا المشروع، خصوصا في ظل التحديات التي مرّ بها الفريق منذ بداية الموسم.
ومع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لقيادته، يرى أموريم أن أهم ما تحقق خلال العام الماضي ليس مجرد سلسلة نتائج إيجابية، بل بناء قاعدة صلبة يمكن للفريق الاعتماد عليها خلال السنوات المقبلة، في إطار رؤية طويلة الأمد تتماشى مع ما أكده راتكليف: “أن النجاح الحقيقي يأتي بالصبر، وبحماية المدرب وتمكينه من تنفيذ مشروعه كاملاً دون تدخلات ارتجالية أو ضغوط غير منطقية”.