المدرب البرتغالي يعاني بشدة في انطلاقة الموسم
وجّه المدير الفني لمانشستر يونايتد، روبن أموريم، رسالة حازمة إلى لاعبيه بعد الفوز على سندرلاند (2-0)، في الدوري الإنجليزي الممتاز، مؤكدًا أن الفريق بحاجة إلى قدر أكبر من الاستقرار والهدوء النفسي، بعيدًا عن الإثارة الزائدة التي تسببت في إنهاك اللاعبين ذهنيًا خلال الأسابيع الماضية.
وشدد أموريم على أن الأداء أمام سندرلاند كان “ناضجًا ومهنيًا”، مشيرًا إلى أن الفريق بدأ يستعيد شخصيته الحقيقية بعد فترة من التذبذب والتوتر، وأثنى على روح الانضباط والتركيز التي ظهرت في المباراة، معتبرًا أنها خطوة مهمة في طريق بناء فريق أكثر توازنًا.
ونقلت صحيفة “ذا صن” عن مصدر داخل النادي قوله: “أموريم قال للاعبين إن الجماهير قد تستمتع بالإثارة والدراما، لكنه لا يريد ذلك. كان مسرورًا للغاية بأداء الفريق أمام سندرلاند، ووصفها بأنها مباراة احترافية هادئة، على عكس اللقاءات السابقة التي كانت تُسبب الصداع والذعر والنوبات القلبية للمدربين والمشجعين، على حد سواء”.
وأضاف المصدر: “أوضح لهم أن أحد أهم أسباب تعثر الفريق في فترات سابقة، هو الإرهاق الذهني الناتج عن كثرة المباريات الدرامية التي استنزفت طاقاتهم النفسية، وهو ما أثّر على تركيزهم بشكل مباشر. لذلك شدّد على ضرورة اللعب بعقلانية وثقة، والابتعاد عن الانفعالات غير الضرورية”.
وتأتي تصريحات أموريم في وقت حساس، إذ يدرك أن مسؤولي مانشستر يونايتد يراقبون تطور الفريق عن كثب. فرغم الدعم الكبير الذي يحظى به من المالك المشارك السير جيم راتكليف، إلا أن الأخير يريد رؤية نتائج ملموسة قبل نهاية العام.
وفي مقابلة حديثة عبر بودكاست صحيفة “ذا تايمز” بعنوان “ذا بيزنس”، قال الملياردير البريطاني ورئيس مجموعة “إنيوس” إنه يمنح أموريم “ثلاث سنوات كاملة” لإثبات مشروعه مع الفريق، مؤكدًا أن بدايته تشبه إلى حدٍّ كبير بدايات السير أليكس فيرجسون في الثمانينيات، وميكيل أرتيتا مع آرسنال، حين واجه الاثنان ضغوطًا هائلة قبل أن ينجحا في ترسيخ فلسفتيهما وتحقيق النجاحات.
لكن تصريحات راتكليف أثارت نقاشًا واسعًا في الأوساط الإعلامية وبين جماهير النادي، حيث تساءل كثيرون عن قدرة أموريم الفعلية على قلب الموازين في ظل الظروف الحالية للفريق، وعن مدى صبر الإدارة على المشروع إذا لم تتحقق النتائج سريعًا.
اختبارات صعبة بانتظار يونايتد
يواجه مانشستر يونايتد مرحلة معقدة بعد فترة التوقف الدولي، تبدأ بمواجهة نارية أمام ليفربول على ملعب آنفيلد. المباراة تحمل طابعًا خاصًا، خاصة أن الفريقين يعيشان أوضاعًا متباينة. ورغم أن ليفربول بقيادة آرني سلوت خسر ثلاث مباريات متتالية في مختلف المسابقات (2-1 أمام كريستال بالاس وتشيلسي في الدوري، و1-0 أمام جالطة سراي في دوري الأبطال)، فإن اللعب في آنفيلد سيبقى اختبارًا شاقًا لأي فريق، مهما كان مستواه.
أموريم يدرك صعوبة المهمة، لكنه يراهن على أن التراجع المؤقت في مستوى ليفربول قد يمنح فريقه فرصة لاستعادة الثقة وتحقيق نتيجة إيجابية. وتُظهر بيانات “أوبتا” أن نسبة فوز مانشستر يونايتد في اللقاء لا تتجاوز 11.2%، وهو ما يعكس حجم التحدي الذي ينتظره.
المدرب البرتغالي يعتمد على تنظيم دفاعي صارم وتحول سريع في الهجمات المرتدة، مستفيدًا من سرعة غارناتشو وجرينوود، إضافة إلى خبرة برونو فيرنانديز في صناعة اللعب. ويأمل أن يكون الفوز على سندرلاند نقطة انطلاق نحو فترة أكثر استقرارًا على مستوى الأداء والنتائج.
جدول ناري في الأسابيع المقبلة
ولا يقتصر التحدي على مواجهة ليفربول، إذ سيخوض مانشستر يونايتد سلسلة من المباريات الصعبة أمام توتنهام، كريستال بالاس، وبورنموث. توتنهام يعيش فترة ازدهار واضحة تحت قيادة المدرب توماس فرانك، ويحتل موقعًا متقدمًا في المراكز الخمسة الأولى، مما يجعل لقاء لندن اختبارًا حقيقيًا لطموحات أموريم.
أما كريستال بالاس، الذي فاجأ الجميع بفوزه الأخير على ليفربول، فيُظهر شخصية قوية وثقة متزايدة، رغم استمرار الشائعات حول رحيل مدافعه مارك جويهي. الفريق حقق ثلاثة انتصارات في آخر خمس مباريات، ويبدو خصمًا عنيدًا أمام أي منافس.
بورنموث أيضًا يعيش واحدة من أفضل فتراته، إذ لم يخسر سوى مباراة واحدة منذ بداية الموسم، ويحتل مركزًا متقدمًا في جدول الترتيب بفضل العمل الجماعي والتنظيم الدفاعي الصلب تحت قيادة الإسباني أندوني إرايولا. ورغم ذلك، سيكون يونايتد في وضع أفضل عندما يواجهه على ملعب أولد ترافورد.
رسائل أموريم للاعبيه
قبل هذه المرحلة الحاسمة، وجّه أموريم رسالة جديدة إلى لاعبيه مفادها أن الفريق لا يملك رفاهية فقدان النقاط بعد الآن. وقال في جلسة مغلقة مع اللاعبين إن بعضهم “يختار متى يظهر ومتى يختفي”، وإن هذا السلوك لن يكون مقبولًا بعد الآن.
وأضاف: “الالتزام والانضباط الذهني أهم من أي مهارة فنية. أريد من الجميع أن يظهروا في كل مباراة، لأن الاستمرارية فقط هي ما تصنع الفرق بين فريق جيّد وفريق بطل”.
بهذا الأسلوب الصارم والواقعي، يحاول أموريم ترسيخ ثقافة جديدة داخل مانشستر يونايتد، قائمة على الهدوء والتركيز والاحترافية، بدلًا من الاعتماد على العواطف وردّات الفعل. وإذا تمكن من الحفاظ على هذا النهج، فقد تكون الأشهر المقبلة هي بداية التحول الحقيقي في مسيرة “الشياطين الحمر” نحو الاستقرار والعودة للمنافسة على الألقاب.
