لم ينجح الفرنسي أندي ضيوف، لاعب وسط إنتر، المنضم خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية إلى صفوف النيراتزوري، في إثبات نفسه ليصبح رحيله أقرب من أي لاعب آخر بالفريق، رغم أنه لم يكمل سوى أشهر قليلة جدا.
وجه إنتر أنظاره نحو ضيوف لسد فراغ بخط الوسط حيث كان من المفترض أن يضم فريق الأفاعي الفرنسي مانو كوني، نجم وسط روما، لكن مبالغة الجيالوروسي في سعر اللاعب المطلوب جعل إنتر يوجه أنظاره بعيدا.
لاعب خفيف الوزن، خجول، غير واثق من نفسه، وهو أيضًا الأقل مشاركةً بين صفقات إنتر الجديدة، حيث يحتل المركز قبل الأخير في تشكيلة النيراتزوري من حيث وقت اللعب، بعد دارميان (المُصاب منذ فترة طويلة) الذي لعب أقل منه.
ولتلخيص أداء آندي ضيوف، لاعب إنتر، بعد أشهره الأولى في ميلان، تكفي كلمة واحدة وهي: لغز.
كان الفرنسي أحد الوافدين الصيفيين مقابل 25 مليون يورو (مثل أنجي يوان بوني ولويس هنريكي)، لكنه بلا شك أكثر من خيب الآمال، خاصةً مع ظهوره في أبيانو بعد انتهاء مسلسل مانو كوني.
فنظرًا لخطط النادي والخطة التكتيكية للمدرب الجديد، كان من المتوقع وجود لاعب وسط مسيطر ومؤثر، قادر على كسر إيقاع اللعب في وسط الملعب، واستعادة الكرة، وتنفيذ الهجمات الدفاعية على الجانب الآخر من الملعب، لاعب ارتكاز بما تحمله الكلمة من معنى، وهو ما كان يفتقده الإنتر.
بداية صعبة
نظرًا لأن اللاعب الفرنسي لم يلعب سوى 26 دقيقة من أصل أكثر من 1080 دقيقة متاحة (لا تشمل الوقت بدل الضائع)، فإن تحديد هويته الكروية تبدو صعبة للغاية.
ولم تُتح إلى أندي ضيوف كثير من الفرص حتى الآن، لكن من المؤكد أيضًا أنه في الدقائق القليلة التي أتيحت له، أعطى للمدير الفني كريستيان كيفو انطباعًا سلبيا بأنه مشتت الذهن.
دخل ضيوف كبديل في أول مباراة له في الدوري الإيطالي ضد فريق تورينو، لكنه ترك بصمته فورًا عبر الوقوع في خطأين فادحين. وبعد أقل من شهر ونصف، عاد للظهور في مباراة متواضعة ضد كريمونيزي، حيث دخل بديلا حين كان فريقه متقدما بنتيجة 4-0، ثم أعطى الانطباع المحبط نفسه.
وبناء على تلك المعطيات، ليس من المستبعد أن يحصل اللاعب الفرنسي على فرصة جديدة، لا سيما أن إدارة النادي تركز على المقابل المالي الكبير الذي دفعته للحصول على خدماته، لكن سيكون ذلك ربما بعيدًا عن ملعب سان سيرو، الذي غالبًا ما يهدد بتخويف الوافدين الجدد الذين لا يتمتعون بشخصية قوية وثبات انفعالي مناسب.
ووفقا لأحدث التقارير الصحفية والمصادر القريبة من مسؤولي فريق إنتر ميلان، فإن النادي والإدارة الفنية ترى أن رحيل ضيوف بشكل مؤقت، على سبيل الإعارة خلال شهر يناير/كانون الثاني القادم أمر ليس ببعيد، وأن هذه الخطوة قد تحقق نتائج إيجابية ترضي الطرفين، وتنشيط حالة اللاعب ومستواه الذي لفت به أنظارهم في فريقه السابق لانس.
ويأمل إنتر ميلان أن يتلاشى المستوى الباهت الذي عرقل بداية ضيوف مع الفريق، ومن ناحية أخرى وهي الأهم للفريق حاليا: ستفتح إعارته الباب للقيام باستثمار فعال في الميركاتو الشتوي، علما بأن مسؤولي نيراتزوري يستهدفون التعاقد مع مورتن فريندروب، نجم وسط فريق جنوى ومنتخب الدنمارك.
أرقام إنتر هذا الموسم
على الصعيد الأوروبي، بدأ إنتر ميلان موسمه بقوة في مرحلة الدوري بمسابقة دوري أبطال أوروبا، حيث حقق الفوز خارج قواعده على أياكس أمستردام الهولندي 2-0، ثم عاد ليهزم سلافيا براج 3-0، بمساهمات مباشرة من لاوتارو مارتينيز (هدفان) ودومفريس، قبل أن يهزم يونيون سانت جيلواز البلجيكي بأربعة أهداف من دون رد.
وحتى الآن، سجل الفريق الأسود والأزرق 9 أهداف دون أن تستقبل شباكه أي هدف، ما يعكس تركيزه الدفاعي القوي في المسابقة القارية، حيث يحتل المركز الثالث في جدول ترتيب مرحلة الدوري برصيد 9 نقاط بفارق هدف أقل عن المتصدر باريس سان جيرمان (حامل اللقب) ووصيفه بايرن ميونخ.
أما في الدوري الإيطالي، فقد واجه إنتر تحديات أكبر، إذ نجح في بدء الموسم الجاري بانتصار عريض على تورينو 5-0، لكنه بعد ذلك تلقى خسارتين مفاجئتين أمام كل من أودينيزي بنتيجة 2-1 وغريمه يوفنتوس بنتيجة 4-3.
بعد ذلك حقق الفريق الملقب بـ”الأفاعي” سلسلة من الانتصارات ضد ساسولو 2-1، كالياري 2-0، وكريمونيزي 4-1، ثم أمام روما 1-0، وبعد 4 مباريات من الانتصارات، سقط إنتر مجددا خارج قواعده أمام نابولي (حامل اللقب) 3-1، قبل أن يعود مجددا إلى المسار الصحيح بتحقيق فوز عريض على فريق فيورنتينا بثلاثة أهداف من دون رد.
وحتى الآن جمع إنتر ميلان 18 نقطة يحتل بهم المركز الثالث في جدول ترتيب الدوري الإيطالي، بفارق 3 نقاط عن روما، و4 نقاط عن المتصدر نابولي الذي سقط في فخ التعادل مع ضيفه كومو مساء أمس السبت.