أكد الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي، المدير الفني للمنتخب البرازيلي، أن أي نتيجة متواضعة لريال مدريد تُعد مقدمة لأزمة، مشيدا في الوقت نفسه بالإنجازات التي حققها الفريق تحت قيادة تشابي ألونسو حتى الآن.
وأوضح أنشيلوتي، في حوار حصري مع صحيفة “آس” الإسبانية، أن النتائج الباهرة للفريق تعكس مستوى استثنائيا رغم الانتقادات الأخيرة التي تلقاها المدرب الشاب تشابي ألونسو بعد التعادل أمام رايو فاليكانو والهزائم ضد أتلتيكو مدريد وليفربول.
وتحدث أنشيلوتي عن لاعبيه السابقين في ريال مدريد، الذين أصبحوا الآن تحت إشرافه مع المنتخب البرازيلي، مثل إندريك، الذي يحصل على دقائق قليلة مع الفريق الأبيض، وفينيسيوس، الذي يحظى بتغطية إعلامية كبيرة، ورودريجو جويس، الذي ساعده خلال فترة صعبة في النادي الملكي.
وقال أنشيلوتي عن الجناح البرازيلي رودريجو جويس الذي يعاني من تراجع المستوى مع ريال مدريد، حيث مر 8 أشهر دون تسجيل أي هدف وغالبا ما يبدأ من على مقاعد البدلاء: “لم أفعل شيئا خاصا. فقط فهمت المشكلة التي كان يعاني منها رودريجو”.
سجل أنشيلوتي مع ريال مدريد
ترك أنشيلوتي بعد مغادرته ريال مدريد في الصيف لإفساح المجال لتشابي ألونسو إرثا استثنائيا. خلال فترتيه مع النادي، حقق ثلاثة ألقاب في دوري أبطال أوروبا، ثلاث بطولات كأس العالم للأندية، لقبين في الدوري الإسباني، لقبين في كأس الملك، ثلاث بطولات كأس السوبر الأوروبي، ولقبين في السوبر الإسباني.
وبالمجمل، أشرف أنشيلوتي على 250 فوزا لريال مدريد: 162 في الدوري الإسباني، 53 في دوري أبطال أوروبا، 22 في كأس الملك، خمسة في السوبر الإسباني، خمسة في كأس العالم للأندية، وثلاثة في كأس السوبر الأوروبي.
وعلى الرغم من هذه الإنجازات، واجه أنشيلوتي أحيانا الادعاء بأنه (مديرا للأشخاص) أكثر من كونه مدربا تكتيكيا، لكنه نفى ذلك بقوة قائلا: “من الكذب القول إنني كنت مجرد مدير”.
أنشيلوتي عن ألونسو والضغوط الحالية
وأشار أنشيلوتي إلى تفهمه للضغط الذي يواجهه تشابي ألونسو حاليا، خاصة بعد الهزائم الأخيرة والتعادل مع رايو فاليكانو، وقال: “التعادل في ريال مدريد هو مقدمة لأزمة. نتائج مدريد كانت رائعة حتى الآن، فماذا يريد أي شخص أكثر من ذلك؟”.
وأشارت الصحيفة التي نشرت اقتباسات فقط من الحوار أن في المقابلة الكاملة، سيتناول أنشيلوتي قضية النجم نيمار، واللاعب فيتور روكي، بالإضافة إلى الحديث عن المنتخب البرازيلي، والاستعدادات لكأس العالم المقبل، كما سيقدم رؤى مهمة عن مسيرته السابقة في ريال مدريد وحاضره مع راقصي السامبا.
مسيرة أسطورية
كارلو أنشيلوتي، أحد أعظم المدربين في تاريخ كرة القدم، يجمع بين الخبرة العميقة والقدرة على إدارة النجوم، ليصبح اسمه مرادفا للنجاح في جميع الفرق التي قادها. وُلد أنشيلوتي في 10 يونيو/حزيران 1959 في مدينة ريجيو إميليا الإيطالية، وبدأ مسيرته كلاعب وسط مميز، حيث لعب لعدة أندية إيطالية كبيرة أبرزها روما وإي سي ميلان. خلال مسيرته كلاعب، تميز كارلو أنشيلوتي بذكائه التكتيكي، قدرته على قراءة المباريات، وتمريراته الدقيقة، وهي صفات ساعدته لاحقا في مسيرته التدريبية.
انتقل أنشيلوتي من عالم اللاعبين إلى عالم التدريب في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، حيث كانت بداية مشواره مع نادي ريجينا الإيطالي. سرعان ما أثبت قدرته على قيادة الفرق، مما أتاح له الانتقال إلى أندية أكبر مثل بارما، وفيورنتينا، ويوفنتوس، قبل أن يتجه إلى ميلان في 2001. هنا بدأت مرحلة أساسية في مسيرته التدريبية، حيث قاد ميلان إلى تحقيق إنجازات أوروبية باهرة، أبرزها لقب دوري أبطال أوروبا عام 2003، بعد مباراة درامية ضد يوفنتوس، ولقب آخر في 2007، ليصبح أنشيلوتي واحدا من أبرز المدربين القادرين على التألق في البطولات الأوروبية الكبرى.
في 2009، انتقل أنشيلوتي إلى تشيلسي، ليضيف بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز وكأس الاتحاد إلى سجل إنجازاته، قبل أن ينتقل إلى باريس سان جيرمان ويحقق معه لقب الدوري الفرنسي. لم يتوقف طموحه عند هذا الحد، إذ تولى تدريب ريال مدريد في فترتين مختلفتين، ليكتب اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ النادي الإسباني. خلال فترتيه مع ريال مدريد، قاد أنشيلوتي الفريق للفوز بثلاثة ألقاب دوري أبطال أوروبا، إلى جانب تحقيق بطولات الدوري الإسباني، كأس الملك، السوبر الإسباني، وكأس العالم للأندية، ليصبح أكثر المدربين تتويجا في تاريخ النادي، بما مجموعه 15 لقبا رسميا.
تتميز فلسفة أنشيلوتي التدريبية بالقدرة على الجمع بين المرونة التكتيكية وإدارة الشخصيات الكبيرة. فهو قادر على تحقيق الانسجام بين نجوم الفريق، مع الحفاظ على الأداء الجماعي المميز، وهو ما جعله مدربا محبوبا بين اللاعبين والإدارات على حد سواء. بالإضافة إلى ذلك، عرف أنشيلوتي بقدرته على تعديل الخطط خلال المباراة، والاعتماد على أسلوب اللعب الهجومي المتوازن، مما أكسبه سمعة مدرب عصري يوازن بين التكتيك والدفع بالنجوم.