أنف مكسور ودفاع محطم.. معاناة فليك تتواصل في برشلونة

BySayed

نوفمبر 7, 2025


أعلن نادي برشلونة الإسباني، عن إصابة مدافعه الدولي إيريك جارسيا بكسر في الأنف، إثر التحام قوي خلال الدقائق الأخيرة من مواجهة كلوب بروج البلجيكي في دوري أبطال أوروبا، وهي المباراة التي انتهت بالتعادل الإيجابي (3-3)، بعد أداء مثير شهد تقلبات عديدة.

وأوضح النادي الكتالوني في بيانه الطبي أن جارسيا “يعاني من كسر في الأنف، وسيخضع لتجهيز خاص بقناع واقٍ، على أن تتم متابعة حالته خلال الأيام المقبلة لتحديد مدى جاهزيته للمشاركة في اللقاء القادم أمام سيلتا فيجو ضمن الدوري الإسباني”.

وخضع اللاعب لفحوصات إضافية في المدينة الرياضية خوان جامبر بعد أن تلقى الإسعافات الأولية في أحد مستشفيات مدينة بروج عقب اللقاء مباشرة. ووفقًا لتقارير صحيفة ماركا الإسبانية، فإن جارسيا سيحاول اختبار إمكانية خوض التدريبات بالقناع الواقي في الأيام القليلة المقبلة، قبل اتخاذ القرار النهائي بشأن مشاركته.

وقعت الحادثة المؤلمة في الثواني الأخيرة من اللقاء، حين ارتقى جارسيا في كرة هوائية مشتركة مع لاعب بروج فيرمانت، ليصطدم رأساهما بقوة، ويسقط المدافع الإسباني أرضًا والدماء تسيل من أنفه، وسط قلق واضح من زملائه. وبعد تدخل الطاقم الطبي، قرر المدرب هانز فليك استبداله فورًا، قبل أن يصرّح اللاعب بنفسه في المنطقة المختلطة عقب المباراة بأنه يعتقد أن أنفه قد تعرّض للكسر فعلًا.

وتُعد إصابة جارسيا ضربة جديدة للمدرب الألماني هانز فليك، الذي يواجه أزمة متزايدة في الخط الخلفي لبرشلونة قبل مواجهة سيلتا فيجو يوم الأحد. فإلى جانب غياب جارسيا، لم يستعد باو كوبارسي كامل لياقته البدنية بعد، بينما يعاني كريستنسن من مشاكل عضلية متكررة، ليصبح رونالد أراوخو الخيار الوحيد الجاهز بنسبة مئة في المئة في قلب الدفاع.

ويأمل الطاقم الفني أن يتمكن جارسيا من اللعب مرتديًا القناع الواقي لتخفيف حدة الأزمة الدفاعية التي تُؤرق فليك منذ انطلاق الموسم، في ظل توهج الفريق هجوميًا وتخبطه دفاعيًا بشكل لافت.

إيريك جارسياEPA

فريق يسجل بغزارة ويدافع بعشوائية

التعادل المثير مع كلوب بروج لم يكن مجرد نتيجة عابرة، بل كشف مجددًا عن العيب الأكبر في منظومة برشلونة الحالية: هشاشته الدفاعية. فالفريق الكتالوني، رغم قدراته الهجومية الكبيرة، ما زال يعاني من أخطاء كارثية في الخط الخلفي، لم يتمكن فليك من تصحيحها حتى الآن.

ففي 15 مباراة هذا الموسم، تلقى برشلونة 20 هدفًا، وهو رقم صادم لفريق يطمح إلى المنافسة على جميع البطولات. ورغم تحقيقه نتائج هجومية مبهرة في بعض اللقاءات، فإن تلك الأخطاء الدفاعية المتكررة باتت تُكلّفه نقاطًا ثمينة وتُربك حساباته في الدوري ودوري الأبطال.

وقد تجلّى هذا الخلل بوضوح أمام بروج، حين استقبل الفريق ثلاثة أهداف متشابهة تقريبًا، نتيجة فقدان الكرة في مناطق حساسة، وغياب التنظيم في الضغط العالي، وترك مساحات شاسعة خلف المدافعين، الأمر الذي استغله الخصم ببراعة.

فليك تحت المجهر

منذ توليه قيادة برشلونة، خاض هانز فليك 75 مباراة، حقق خلالها 54 فوزًا و9 تعادلات و12 خسارة. ورغم أن هذه الأرقام تبدو إيجابية على الورق، فإنها تخفي وراءها أزمة بنيوية واضحة: في عشر مباريات فقط استقبل برشلونة ثلاثة أهداف أو أكثر، وهو مؤشر خطير على خلل المنظومة الدفاعية.

وغالبًا ما حدث ذلك في المباريات الكبرى أو المصيرية، مثل الفوز 5-4 على بنفيكا في دوري الأبطال، أو التعادل 4-4 مع أتلتيكو مدريد في نصف نهائي كأس الملك، أو التعادل والخسارة المتتاليتين أمام إنتر ميلان (3-3 و4-3) في دوري الأبطال، وهي المواجهات التي حرمت الفريق من الوصول إلى النهائي الأوروبي الموسم الماضي.

وللمقارنة، فقد استقبل برشلونة 24 هدفًا في 14 مباراة خلال النسخة الماضية من دوري الأبطال، مقابل 15 هدفًا فقط لباريس سان جيرمان في 17 مباراة نحو التتويج باللقب، ما يعكس بوضوح حجم الفجوة الدفاعية بين الفريقين.

فليكAFP

أرقام مقلقة

في المباريات العشر التي تلقى فيها برشلونة ثلاثة أهداف أو أكثر، أحرز الفريق 33 هدفًا واستقبل 35، ولم يتمكن من الفوز سوى في ثلاث منها. هذه الإحصائية وحدها تكشف أن الأسلوب الهجومي الذي يعتمد عليه فليك لا يُعوِّض ضعف الخط الخلفي، بل يُضاعف من مخاطره.

فالمدرب الألماني يعتمد على الضغط العالي وخط دفاع متقدم، وهو أسلوب يمنح الخصوم مساحات هائلة للمرتدات السريعة، خاصة عندما يفقد الفريق الكرة في وسط الملعب. وما حدث أمام بروج كان نسخة طبق الأصل من أخطاء سابقة: اندفاع هجومي غير محسوب، ضغط فوضوي، ومساحات مفتوحة جعلت شباك برشلونة عرضة للاهتزاز.

وحتى الآن، استقبل الفريق الأهداف في تسع مباريات متتالية، بمجموع 20 هدفًا في 15 مباراة، منها سبعة في أربع مباريات أوروبية فقط هذا الموسم، ما يوضح أن معضلة برشلونة لم تعد تتعلق بجودة اللاعبين فحسب، بل بمنظومة دفاعية تحتاج إلى إعادة بناء كاملة.

نتيجة هذه الأخطاء واضحة في جدول الترتيب: برشلونة بدأ الموسم بصورة مخيبة، إذ خسر ست مباريات من أصل 15، واضطر في ثلاث أخرى إلى قلب النتيجة بعد التأخر، وهي أرقام لا تليق بفريق يرفع شعار السيطرة والاستحواذ.



المصدر – كوورة

By Sayed