ألحقت الأمريكية أماندا أنيسيموفا، وصيفة بطولة الولايات المتحدة المفتوحة للتنس، هزيمة قاسية بمواطنتها كوكو جوف، المصنفة الثانية وحاملة اللقب، بنتيجة 6-1 و6-2، اليوم السبت، لتبلغ نهائي دورة بكين الصينية (ألف نقطة) للمرة الأولى في مسيرتها.
واحتاجت أنيسيموفا، المصنفة الثالثة عالميًا، إلى 58 دقيقة فقط لحسم المواجهة أمام جوف، وتضرب موعدًا في المباراة النهائية مع التشيكية الشابة ليندا نوسكوفا، البالغة 20 عامًا والمصنفة 26 عالميًا، التي أطاحت بالأميركية المخضرمة جيسيكا بيجولا بفوز مثير 6-3 و1-6 و7-6 (8-6).
وعبّرت أنيسيموفا، التي خسرت نهائي “فلاشينج ميدوز” أمام المصنفة الأولى عالميًا، أرينا سابالينكا، عن سعادتها بالانتصار قائلة: “تمكنت من تقديم أداء جيد بالفعل. كنت أعلم أنه يجب اللعب بمستوى عالٍ أمام كوكو إذا أردت الفوز. أنا متحمسة للغاية لبلوغ النهائي”.
سيطرة كاملة
ورغم أن جوف كانت اللاعبة المفضلة لدى الجماهير، التي ملأت مدرجات الملعب الرئيس “دياموند كورت”، فإن أنيسيموفا سيطرت بشكل كامل على اللقاء، وسط أخطاء متكررة من منافستها، التي أرسلت العديد من الكرات خارج الملعب أو في الشبكة.
وبعد مرور ربع ساعة فقط، تقدمت أنيسيموفا 5-0 في المجموعة الأولى، قبل أن تواصل زحفها في المجموعة الثانية لتتقدم أيضًا 5-0، ما جعل مهمة جوف شبه مستحيلة رغم محاولاتها.
جوف، البالغة 21 عامًا والمتوجة هذا العام بلقب رولان جاروس، كانت قد تجرعت في بكين هزيمة واحدة فقط قبل مباراة السبت، وكانت أمام البولندية إيجا شفيونتيك في نصف نهائي نسخة 2023. أما هذه المرة فقد وجدت نفسها عاجزة أمام قوة وضربات أنيسيموفا المحكمة.
بدورها، شكرت أنيسيموفا الجماهير على دعمها المستمر: “كان دعم الجماهير هائلًا منذ اليوم الأول. أعتقد أن هذا ما ساعدني كثيرًا خلال المباريات”.
وفي نصف النهائي الآخر، احتاجت نوسكوفا إلى ساعتين و28 دقيقة لتجاوز بيجولا، في مواجهة شاقة بدنيًا وذهنيًا.
وقالت عقب اللقاء: “كانت مباراة في غاية الصعوبة، من الناحيتين الذهنية والجسدية.. الفوز بهذا الشكل يمنحني ثقة كبيرة قبل النهائي”.
يُذكر أن أنيسيموفا ونوسكوفا تواجهتا، هذا الموسم، في ثمن نهائي بطولة ويمبلدون، حيث تمكنت الأميركية من الفوز بصعوبة 6-2 و5-7 و6-4، ما يزيد من ترقّب النهائي المرتقب في بكين.
تاريخ البطولة
تُعد دورة بكين للتنس (China Open) إحدى أبرز بطولات رابطة المحترفات (WTA) ورابطة المحترفين (ATP) على حد سواء، حيث تُقام سنويًا في العاصمة الصينية منذ عام 2004 على الملاعب الصلبة، وتتمتع بمكانة خاصة، نظرًا لكونها واحدة من بطولات فئة الألف نقطة لدى السيدات، وضمن سلسلة البطولات المهمة لدى الرجال.
وقد رسخت البطولة نفسها كأحد الأحداث الكبرى في روزنامة اللعبة، ليس فقط على المستوى الآسيوي، بل على الصعيد العالمي، إذ تستقطب في كل عام نخبة من نجوم ونجمات التنس، وتُعتبر محطة مهمة قبل ختام الموسم.
النسخة الحالية من دورة بكين تشهد حضورًا بارزًا لأسماء لامعة في عالم الكرة الصفراء. فإلى جانب الأميركية كوكو جوف حاملة اللقب في نسخة 2023، شاركت المصنفة الأولى عالميًا أرينا سابالينكا، إضافة إلى البولندية إيجا شفيونتيك، التي تُعد واحدة من أبرز المرشحات للفوز بالبطولة في كل مشاركة.
كما حضرت أسماء وازنة مثل الأميركية جيسيكا بيجولا، واليونانية ماريا ساكاري، فضلا عن الشابة التشيكية ليندا نوسكوفا التي صنعت المفاجأة هذا العام ببلوغ النهائي.
وفي منافسات الرجال، يظل الإسباني كارلوس ألكاراز والروسي دانييل ميدفيديف، ضمن أبرز النجوم المشاركين في النسخ الأخيرة، إلى جانب حضور أبطال سابقين مثل البريطاني آندي موراي والصربي نوفاك ديوكوفيتش في سنوات مضت، ما منح البطولة بُعدًا إضافيًا من التنافسية والاهتمام الإعلامي.
نتائج مفاجئة
من الناحية التاريخية، عُرفت البطولة على مدار العقدين الماضيين بقدرتها على تقديم مواجهات قوية ونتائج مفاجئة. فقد توّجت البلجيكية جوستين هينان بلقبها عام 2004، بينما احتكرت الروسية سفتلانا كوزنتسوفا والأميركية سيرينا ويليامز والألمانية أنجليك كيربر الألقاب في سنوات مختلفة.
أما على صعيد الرجال، فقد حفر ديوكوفيتش اسمه كأكثر المتوجين في بكين، حيث أحرز اللقب ست مرات بين عامي 2009 و2015، فيما فاز رافاييل نادال بالبطولة مرتين، ليؤكد مكانة البطولة كميدان لمنافسة الأساطير.
وتُعرف دورة بكين بأجوائها المميزة، حيث تُقام المباريات على ملاعب “الملعب الوطني للتنس” الذي شُيد خصيصًا للألعاب الأولمبية عام 2008، ويُلقب بـ “عين الماس” (Diamond Court) نظرًا لتصميمه الفريد الذي يتسع لحوالي 15 ألف متفرج.
هذا الملعب، إلى جانب الملاعب الفرعية، يمنح البطولة طابعًا خاصًا من حيث التنظيم والجماهيرية، إذ يحرص آلاف المشجعين الصينيين على متابعة النجوم العالميين، في واحدة من أهم البطولات التي تُقام خارج أوروبا وأمريكا.