إبراهيموفيتش: لياو ساحر.. وهذا ما جلبه مودريتش لميلان

BySayed

أكتوبر 10, 2025


كشف النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، مستشار نادي ميلان، عن كواليس من داخل الروسونيري، متحدثًا عن لاعبين يرى فيهم مستقبل النادي، وعن صفقات لم تكتمل، وأخرى أحدثت الفارق في الفريق، وعلى رأسها صفقة الكرواتي لوكا مودريتش.

كما تناول دوره الجديد في الإدارة، ورؤيته لعلاقة المدرب ماسيميليانو أليجري باللاعبين، وحالة النجم البرتغالي رافائيل لياو، مؤكدًا أن “الفوز هو جوهر ميلان، ولا أحد يغير هذا النادي، بل ميلان هو من يغير الجميع”.

في مقابلة موسعة مع صحيفة “لاجازيتا ديلو سبورت” الإيطالية، تحدث زلاتان عن عدد من لاعبي ميلان الذين يعتقد أن أمامهم فرصة كبيرة للتطور هذا الموسم، قائلًا: “بافلوفيتش ما زال قادرًا على التطور. خيمينيز، بمجرد أن يُطلق العنان لمهاراته، سيسجل الكثير من الأهداف. جاشاري لاعب من الطراز الرفيع، وريتشي سيتطور أيضًا. الفريق مزيج رائع بين الحاضر والمستقبل”.

لكن المفاجأة جاءت حين كشف إبراهيموفيتش أن الدولي الفرنسي أدريان رابيو كان قريبًا جدًا من ارتداء قميص ميلان في صيف 2024، قبل أن يقرر البقاء في فرنسا. وقال: “رابيو كان من المفترض أن ينضم إلينا قبل عام. حاولنا بالفعل، لكن في النهاية قرر اللعب في فرنسا. كنا نرغب في ضمه لأنه يملك الشخصية والخبرة التي يحتاجها أي فريق يريد المنافسة على الألقاب”.

مودريتش.. القائد الصامت الذي غيّر ملامح غرفة الملابس

وعن صفقة لوكا مودريتش التي أثارت جدلاً واسعًا في إيطاليا، أوضح زلاتان أن تأثير النجم الكرواتي في الفريق لا يُقاس فقط بما يقدمه في المباريات، بل بما يضيفه من خبرة وثقافة انتصار داخل غرفة الملابس.

قال إبراهيموفيتش: “مودريتش مختلف. إنه قائد في الملعب، لكنه لا يشغل مساحة كبيرة منه. حتى لو لم يقدم أداءً مميزًا في مباراة ما، فإن مجرد وجوده يمنح الفريق شيئًا خاصًا. لقد قلنا له في غرفة الملابس: (انطلق وافعل ما يحلو لك)”.

وأضاف بابتسامة: “مودريتش يلعب بهذه الطريقة منذ 20 عامًا. كثيرون يبقون في القمة لعامين فقط ثم يختفون، لكن القليل من اللاعبين يظلون في القمة لعقود. هؤلاء هم الأبطال الحقيقيون، حتى لو لم يفوزوا بالكرة الذهبية.. أحدهم أمامكم الآن”.

من الميدان إلى الإدارة.. زلاتان يحدد شروط العودة

تحدث إبراهيموفيتش أيضًا عن دوره داخل منظومة ميلان بعد تعيينه مستشارًا لمالك النادي جيري كاردينالي في عام 2023، مشيرًا إلى أنه وضع شروطًا محددة قبل قبول المهمة.

وأوضح: “طلبت ثلاثة أشياء قبل الموافقة: أولاً، أن أكون نفسي، فلا أحد يستطيع تغييري. ثانيًا، أن أكون جزءًا من مشروع طويل الأمد. وثالثًا، أن أعود من أجل الفوز. هذا هو السبب الحقيقي لوجودي هنا”.

وأضاف: “لم يتغير دوري كثيرًا، ما زلت أمثل المالك. العام الماضي فعلت أكثر مما كان يُتوقع مني، ليس لأن أحدًا طلب ذلك، بل لأنني شعرت بضرورة التدخل. لكنني لم أحب ذلك، لأنني لا أريد أن أكون محاصرًا في دور إداري بارد أو خلف مكتب. أفضل التحدث مباشرة مع الأشخاص الذين أحتاج إلى التواصل معهم”.

وأشار زلاتان إلى أن الصيف الماضي شهد تحولات مهمة في هيكلة النادي، من بينها التعاقد مع المدير الرياضي الجديد إيجلي تاري، والمدرب ماسيميليانو أليجري الذي سبق له العمل معه في يوفنتوس.

وقال النجم السويدي: “إيجلي تاري يقوم بعمل جيد، فهو يتواصل دائمًا مع المدرب واللاعبين. أما أنا فأزور كاسا ميلان وميلانيلو باستمرار، وأتحدث يوميًا مع فورلاني ومع جيري كاردينالي، الذي يتابع كل التفاصيل ويشاركنا نفس الشغف. ندرس ما يلزم لتحسين ميلان ونضع الخطط، وفي النهاية، القرار النهائي لجيري، لكنه يثق بالكامل في فريق العمل”.

“أتعلم بصمت”.. زلاتان الإداري الهادئ

كشف زلاتان أنه يشارك أيضًا في الجانب المؤسسي ومشروعات الترفيه التابعة لمجموعة “ريد بيرد” المالكة للنادي، مؤكدًا أنه يتعامل مع هذه الملفات بتواضع وحرص على التعلم.

وقال: “في المجالات التي لا أملك خبرة فيها، ألتزم الصمت، أراقب وأتعلم. لكن في الجوانب التي أفهمها، أتحدث كثيرًا، بل كثيرًا جدًا”.

وأضاف بابتسامة: “الفرق بين زلاتان اللاعب وزلاتان الإداري هو أنني أصبحت أرى الصورة كاملة، لا فقط من داخل الملعب. أفكر في الاستدامة، في المشروع، في الصورة العامة للنادي”.

توازن أليجري وبدايات مشجعة

تحت قيادة أليجري، جمع ميلان 13 نقطة في أول ست مباريات من الدوري الإيطالي، متأخرًا بفارق نقطة واحدة فقط عن الثنائي المتصدر نابولي وروما، وهو ما يعد بداية إيجابية للموسم الجديد.

وتحدث زلاتان عن علاقته بالمدرب الإيطالي المخضرم قائلاً: “هناك مدرب في الميدان، وإذا استطعت المساعدة دون أن أزعجه، فسأفعل ذلك. لا يجب أن تتجاوزه لأن ذلك يضعه في موقف صعب. أستطيع أن أكون صديقًا للاعبين أكثر منه، لكنني ما زلت إبرا بخبرتي”.

وتابع: “في الماضي كنت أؤمن فقط بالقوة. اليوم، تعلمت أنه لكي تصل إلى عقول اللاعبين، عليك أن تكون أكثر ليونة. أليجري يعرف كيف يتعامل مع المجموعات، ونحن نعمل بانسجام كامل”.

أزمة لياو وغضب في تورينو

وعن التقارير التي تحدثت عن غضب أليجري من البرتغالي رافائيل لياو بعد التعادل السلبي أمام يوفنتوس، أكد إبراهيموفيتش الواقعة قائلاً: “كنت في غرفة الملابس في تورينو. كان الجميع غاضبًا، بمن فيهم أليجري، لأنه كان يمكننا الفوز. ولياو أيضًا كان غاضبًا لأنه أضاع فرصتين مهمتين”.

وتابع: “علينا أن نتذكر أن لياو كان الأفضل خلال فترة الإعداد للموسم، لكنه غاب نحو شهرين بسبب الإصابة، والآن يحتاج إلى استعادة لياقته الكاملة. نعم، نتوقع منه السحر لأنه ساحر بالفعل. أقول هذا ليس من باب التسويق، بل لأنني أعرف كرة القدم جيدًا. رأيته وهو شاب، والآن أصبح أبًا لطفلين. إنها رحلة نضوج طويلة، وأنا نفسي لم أنضج قبل أن أبلغ الثامنة والعشرين”.

وأضاف زلاتان: “عندما فزنا بالسكوديتو، أستطيع القول إن لياو كاد أن يفوز به بمفرده. إنه لاعب من طراز خاص، ونحن نثق بأنه سيعود إلى أفضل مستوياته قريبًا”.

ميلان.. ثقافة الفوز التي لا تتغير

ويرى إبراهيموفيتش أن ميلان يسير في الطريق الصحيح نحو العودة للمنافسة الأوروبية الكبرى، مشيدًا بخطوات الإدارة في السوق الصيفي.

وقال: “الفريق أصبح أكثر توازنًا هذا الموسم، فقد تعلمنا من أخطاء العام الماضي. حققنا كأسًا ووصلنا إلى نهائي كأس إيطاليا، لكننا نعرف من نحن. ميلان نادٍ بُني على ثقافة الفوز، وهدفنا الآن هو استعادة بريقه الأوروبي”.

واختتم بتصريح لافت يعكس فلسفته الكروية والحياتية: “الفوز هو جوهر ميلان، خاصة في أوروبا. لا أحد يغير ميلان، بل ميلان هو من يغيرك. عندما تكون في ميلانيلو، تشعر بالانتصار في الهواء. كل من يعمل هناك – من المدرب إلى عامل الحديقة – يعرف أنه جزء من منظومة النصر. وبعد أن تعيش هناك، لن تكون اللاعب نفسه أبدًا”.



المصدر – كوورة

By Sayed