إبراهيم دياز.. ورقة رابحة تنتظر فرصة حقيقية من ألونسو

BySayed

أكتوبر 2, 2025


أكد المغربي إبراهيم دياز من جديد أنه أحد الأوراق الرابحة داخل صفوف ريال مدريد، بعدما وقع على هدف ثمين في الدقائق الأخيرة من مواجهة الفريق أمام كايرات ألماتي في دوري أبطال أوروبا.

الهدف لم يكن مجرد افتتاح سجله التهديفي هذا الموسم، بل رسالة واضحة إلى الجهاز الفني والجماهير بأنه مستعد للقتال من أجل حجز مكان أساسي في التشكيلة، خصوصاً في الجبهة اليمنى التي أصبحت من نصيب الواعد الأرجنتيني فرانكو ماستانتوونو في الفترة الأخيرة، وفقًا لما أوردته صحيفة “ماركا” الإسبانية.

أرقام تضع دياز في الصورة

حتى الآن شارك دياز في 224 دقيقة فقط خلال الموسم، نجح خلالها في تسجيل هدف وصناعة آخر.

ورغم قلة الدقائق، فإن هذه الأرقام تبدو أكثر فاعلية من زميله ماستانتونو، الذي يملك هدفًا واحدًا فقط في 463 دقيقة لعب، دون أي تمريرات حاسمة.

صحيح أن اللاعبين يختلفان في الأسلوب والخصائص الفنية، حيث يتميز الأرجنتيني بالقدرة على التحكم في إيقاع اللعب والربط بين الخطوط، بينما يمتاز دياز بالسرعة والمهارة والقدرة على الاختراق، إلا أن لغة الأرقام تمنح اللاعب المغربي أفضلية واضحة في هذه المرحلة المبكرة من الموسم.

ما يميز إبراهيم دياز أنه لا يكتفي بانتظار الفرص، بل يسعى إلى فرض نفسه بالعمل الجاد والانضباط داخل وخارج الملعب.

اللاعب يدرك أن منافسة نجوم مثل مبابي وفينيسيوس وأردا جولر وماستانتونو ليست سهلة، لكنه يضع نصب عينيه هدفًا أساسيًا: أن يجعل مهمة مدربه تشابي ألونسو صعبة في اختيار التشكيلة.

منافسة شريفة ورسالة للمدرب

اللاعب البالغ من العمر 25 عامًا أوضح في أكثر من مناسبة أن سلاحه الوحيد هو العمل بصمت والالتزام الكامل بتعليمات الجهاز الفني.

وهدفه الأخير أمام كايرات ألماتي جاء ليؤكد هذه الذهنية؛ إذ لم يحتفل بشكل استعراضي، بل توجه مباشرة إلى زملائه في إشارة إلى أن المصلحة الجماعية أهم من الإنجازات الفردية.

من جانب آخر، يدرك ألونسو أن وجود لاعب مثل إبراهيم يمنحه مرونة تكتيكية مهمة، خصوصًا أنه قادر على شغل أكثر من مركز في الخط الأمامي، سواء كجناح أيمن أو أيسر أو حتى خلف المهاجم.

هذه القدرة على التكيف تجعله خيارًا مفيدًا في المباريات التي تتطلب تنويعاً في الحلول الهجومية.

مساهمة مزدوجة: أهداف وصناعة

إحصائيًا يظهر دياز في قائمة قصيرة من اللاعبين الذين تمكنوا من الجمع بين التسجيل والصناعة في الموسم الحالي بقميص ريال مدريد.

فإلى جانب فينيسيوس جونيور وكيليان مبابي وأردا جولر، يعد إبراهيم أحد الأسماء القليلة التي ساهمت مباشرة في أكثر من هدف، وهو ما يثبت أنه “متصل” ذهنيًا وفنيًا مع الفريق.

التأثير المزدوج للاعب لا يقتصر على الموسم الحالي فحسب، بل يمتد إلى مسيرته مع النادي الملكي منذ عودته من ميلان في صيف 2023.

فمنذ ذلك التاريخ، وقع إبراهيم على 19 هدفًا، وبات على بعد هدف واحد فقط من الوصول إلى 20 هدفًا مع الفريق، وهو رقم لافت بالنظر إلى أنه لم يكن عنصراً أساسيًا ثابتًا في معظم المباريات.

أما على صعيد صناعة الأهداف، فقد وصل إلى 20 تمريرة حاسمة منذ انضمامه الأول للفريق في موسم 2018-2019، ما يعكس قيمته كصانع لعب إضافي في الخط الأمامي.

لاعب الحسم

ما يزيد من قيمة إبراهيم هو أنه اعتاد الظهور في اللحظات الحاسمة أمام كبار الخصوم.

فقد سبق له أن سجل في شباك لايبزيج الألماني وأتلتيكو مدريد ومانشستر سيتي الإنجليزي، وهي أهداف كان لها وقع خاص على الجماهير والإعلام.

هذه القدرة على الظهور في المناسبات الكبرى تمنحه صفة “الرجل المناسب في اللحظة المناسبة”، وهو ما يعزز مكانته كلاعب يمكن الاعتماد عليه عندما تشتد المنافسة وتزداد الضغوط.

ومع ازدحام جدول المباريات بين الدوري الإسباني ودوري الأبطال، تبدو الفرصة سانحة أمام إبراهيم دياز للحصول على دقائق إضافية.

الإصابات المتكررة التي تطارد بعض زملائه قد تفتح له الباب للمشاركة أساسيًا، لكن الأمر سيعتمد بالدرجة الأولى على استمراره في تقديم الأداء نفسه الذي ظهر به مؤخرًا.

وإذا واصل اللاعب على هذا النسق، فقد يجد نفسه رقمًا صعبًا في حسابات ألونسو، وربما منافسًا جديًا لماستانتونو على المركز الأساسي في الجبهة اليمنى.

مستقبل واعد ورسالة واضحة

قصة إبراهيم دياز مع ريال مدريد تحمل في طياتها الكثير من الدروس. فاللاعب الذي خاض تجارب سابقة مع مانشستر سيتي ثم مع ميلان الإيطالي لم يتوقف يومًا عن الإيمان بقدراته.

عودته إلى مدريد لم تكن مجرد رجوع إلى نقطة البداية، بل كانت تحديًا لإثبات الذات داخل أكثر الأندية تطلبًا في العالم.

ومع مرور الوقت، يثبت دياز أن الصبر والعمل الجاد يمكن أن يمنحاه مكانة مميزة حتى وسط كوكبة من النجوم العالميين.

وبهدفه الأخير وصناعته للأهداف، يبعث إبراهيم برسالة واضحة: هو لا يريد أن يكون مجرد بديل أو خيار ثانوي، بل يسعى ليكون جزءًا محوريًا من مشروع ريال مدريد المستقبلي.

وبين طموحه الشخصي ومصلحة الفريق، يظل التحدي الأكبر هو مواصلة الأداء المتزن الذي يجعل من اسمه خيارًا لا يمكن تجاهله.



المصدر – كوورة

By Sayed