كشف تقرير صحفي إسباني أن الإصابة الخطيرة التي تعرض لها المدافع الهولندي فيرجيل فان دايك، قائد ليفربول، عام 2020 كانت السبب الرئيسي وراء فشل انتقاله إلى ريال مدريد، رغم محاولاته المتكررة لتحقيق حلمه بارتداء القميص الأبيض.
ووفقاً لصحيفة “آس” الإسبانية، لم يُظهر فان دايك أي ضغينة تجاه ريال مدريد، رغم أن أغلب مواجهاته السابقة مع الفريق الملكي انتهت بخيبة أمل لفريقه ليفربول، بما في ذلك خسارتان في نهائي دوري أبطال أوروبا (2018 و2022) وإقصاءان آخران من البطولة (2021 و2023).
ومع ذلك، ظل المدافع الهولندي يقاتل حتى اللحظة الأخيرة خلال الموسم الماضي على أمل تحقيق حلمه بالانتقال إلى ريال مدريد.
وخلال تلك الفترة، سعى وكلاء فان دايك للتواصل مع نظرائهم في إسبانيا لإيجاد صلة مباشرة بالنادي الملكي ومحاولة فتح الباب المغلق أمام اللاعب، إلا أن محاولاتهم لم تلقَ استجابة من إدارة ريال مدريد التي ظلت متمسكة بموقفها الرافض للتعاقد مع قائد ليفربول.
انتظر فان دايك حتى اللحظة الأخيرة تقريبًا قبل أن يوافق على عرض التجديد الذي قدمه له ليفربول، ولم يوقع العقد الجديد إلا في 17 أبريل/نيسان الماضي، بعد أن عاش النادي الإنجليزي فترة من التوتر والخوف من خسارته.
وخلال تلك المدة، تلقى المدافع الهولندي عدة عروض متنوعة، بعضها كان مغريًا من الناحية الرياضية، وأخرى حملت مبالغ مالية ضخمة مثل عرض الهلال السعودي، لكنه رفضها جميعاً مفضلاً انتظار اهتمام ريال مدريد، الذي لم يأتِ أبدًا.
وأوضحت الصحيفة أن السبب الأهم وراء رفض ريال مدريد فكرة ضم فان دايك كان إصابته السابقة في الرباط الصليبي، رغم تعافيه الكامل منها، إذ فضّل الجهاز الفني للميرينجي توجيه اهتمامه إلى أهداف أخرى في خط الدفاع، وهو ما انعكس لاحقًا في التعاقد مع المدافع الشاب دين هويسن.
وخلال مواجهة الفريقين على ملعب “أنفيلد” في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أظهر فان دايك روحًا مرحة عندما سُئل عن اهتمام ريال مدريد بالتعاقد معه، حيث أجاب ممازحاً خلال مقابلة مع برنامج “الشيرنجيتو: “”هل يبحثون عن مدافعين؟ لا أعلم… لديهم روديجر.”
وبعد أن بلغ الـ34 من عمره في يوليو/تموز الماضي، قرر فان دايك في النهاية البقاء مع ليفربول، مفضلاً الاستمرار في النادي الذي قاده إلى العديد من النجاحات، بدلاً من خوض مغامرة جديدة لم يكن مقتنعًا بها تمامًا، رغم أن تلك الخطوة كانت ستقوده إلى اللعب في “سانتياجو برنابيو”.
في المقابل، وجد زميله ترينت ألكسندر – أرنولد طريقه نحو ريال مدريد في نهاية الموسم الماضي، ويعود اليوم إلى ملعبه السابق بمناسبة مواجهة القمة بين ليفربول وريال مدريد في دوري أبطال أوروبا.
وفي الوقت نفسه، برز اسم الفرنسي إبراهيما كوناتي كخيار جديد محتمل للنادي الملكي، خاصة وأن عقده مع ليفربول ينتهي في 30 يونيو المقبل ولم يُجدَّد بعد، ما يجعل انتقاله إلى “البرنابيو” احتمالاً قائماً في المستقبل القريب.
تصريحات فان دايك
أكد فان دايك في تصريحات سابقة أنه لم يتواصل كثيرًا مع الإنجليزي ترينت ألكسندر-أرنولد، زميله السابق في صفوف الريدز، منذ انضمامه إلى ريال مدريد، وذلك قبل عودته المرتقبة إلى “أنفيلد” لأول مرة منذ رحيله.
وأسفرت قرعة البطولة عن عودة سريعة لأرنولد إلى نادي طفولته، بعد صيف طويل من الجدل حول انتقاله إلى ريال مدريد، حيث تعرض الظهير الأيمن لصافرات استهجان من بعض جماهير ليفربول عقب الإعلان عن رحيله.
وقال فان دايك، في تصريحات نشرتها شبكة “إي إس بي إن”: “لم أتحدث مع أرنولد كثيرًا منذ رحيله، لا سبب لذلك، من الواضح أنني أعيش حياتي وهو كذلك.”
وأضاف: “أرنولد لاعب مميز، وأثبت ذلك كثيرًا، إنه موهوب للغاية، وكان مهمًا في فريقنا”.
وتابع: “كنت سعيدًا جدًا بوجوده معنا، وقد حققنا نجاحًا باهرًا، لكنه غدًا سيكون خصمنا، وإذا لعب سيتعين علينا أن نصعّب عليه المباراة.”
وعن إمكانية استقبال أرنولد بعدائية في أنفيلد، قال فان دايك: “دعونا نرى ما سيحدث، لن أعلق على ذلك، أعتقد أنه كان رائعًا في ليفربول.”
وشارك ألكسندر-أرنولد في 354 مباراة مع ليفربول في جميع المسابقات، وساهم في تحقيق العديد من الألقاب المحلية والقارية.
تصريحات ألكسندر-أرنولد
قال ألكسندر-أرنولد إنه سيبقى يحب ليفربول مهما كانت الطريقة التي سيُستقبل بها في ملعب “أنفيلد”، يوم الثلاثاء المقبل.
وتحدث أرنولد في مقابلة مع شبكة “برايم فيديو سبورت” : قبل المباراة التي ستُبث عبر المنصة، قائلاً: “عندما أُجريت القرعة، شعر الجميع تقريبًا بأن هذا اللقاء كان قدرًا، كان من المقدر أن يحدث هذا السيناريو.”
وأضاف: “بالطبع هم فريق كبير، لذلك كنت أعلم أنني في وقت ما سأواجه ليفربول مجددًا، سواء في البرنابيو أو أنفيلد. لقد حدث ذلك بسرعة كبيرة. لدي مشاعر مختلطة، ستكون مباراة صعبة للغاية، لكنني متحمس لها بشدة.”
وأكد أرنولد أنه لن يحتفل إذا تمكن من التسجيل في مرمى فريقه السابق.
وعن الاستقبال الذي يتوقعه من جماهير ليفربول، قال: “مهما كانت طريقة استقبالي، فذلك قرار الجماهير.”
وتابع: “سأظل أحب النادي، وسأبقى مشجعًا له إلى الأبد. سأبقى ممتنًا للفرص التي حصلت عليها هناك، وللأشياء التي حققناها معًا، ستبقى تلك الذكريات معي إلى الأبد.”
وأردف: “مهما حدث، مشاعري تجاه ليفربول لن تتغير. لدي هناك ذكريات ستبقى مدى الحياة، وبغض النظر عن الاستقبال الذي أحظى به، فإن ذلك لن يبدل شيئًا في قلبي.”