النصر واصل تحقيق العلامة الكاملة في دوري “روشن”
واصل الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو، قائد فريق النصر، تألقه في بطولة الدوري السعودي للمحترفين، بعدما سجل هدفًا في شباك نيوم مساء اليوم السبت، ضمن منافسات الجولة الثامنة من عمر النسخة الحالية للمسابقة.
رونالدو نجح في هز شباك الفريق الصاعد حديثًا إلى دوري روشن عند الدقيقة 65 من الشوط الثاني عبر ركلة جزاء نفذها بطريقة رائعة، ليمنح فريقه ثاني أهداف اللقاء.
وجاء هدف “الدون” ليشارك في فوز النصر المستحق على نيوم بنتيجة (3-1)، ليواصل الفريق سلسلة الانتصارات للمباراة الثامنة تواليًا، محققًا العلامة الكاملة برصيد 24 نقطة.
وكان البرازيلي أنجيلو جابرييل قد سجل أول أهداف النصر في الدقيقة 47، ثم جاء الدور على رونالدو، قبل أن يقلص أحمد عبده الفارق لنيوم (ق 84)، لكن البرتغالي جواو فيليكس لم ينتظر سوى دقيقتين ليحرز الهدف الثالث للعالمي.
رونالدو يكتب التاريخ
حمل الهدف الذي سجله رونالدو للعالمي في شباك نيوم رقمًا تاريخيًا، تمثل في وصوله إلى 100 مساهمة تهديفية في دوري روشن، منذ انضمامه في يناير/كانون الثاني 2023.
وسجل رونالدو 83 هدفًا وقدم 17 تمريرة حاسمة في 85 مباراة خاضها في دوري المحترفين، ليواصل كتابة التاريخ بالأرقام والإنجازات.
وبات رونالدو ثاني أسرع لاعب يصل إلى 100 مساهمة تهديفية في تاريخ المسابقة، بعد النجم المغربي عبدالرزاق حمد الله، نجم الشباب الحالي والنصر والاتحاد سابقًا، الذي حقق ذلك الرقم في 80 مباراة فقط.
ويعد الدوري السعودي رابع الدوريات التي يتمكن الدون من تحقيق 100 مساهمة تهديفية فيها، بعد كل من الدوري الإنجليزي والإسباني والإيطالي مع أندية مانشستر يونايتد وريال مدريد ويوفنتوس.
ويعتبر هذا الهدف العاشر له هذا الموسم إلى جانب تمريرتين حاسمتين في 11 مباراة خاضها بمختلف المسابقات، كما واصل رحلته في الصراع على الحذاء الذهبي للمسابقة للموسم الرابع تواليًا، حيث وصل للهدف التاسع في وصافة ترتيب هدافي النسخة الحالية خلف فيليكس صاحب الـ10 أهداف.
هداف تاريخي
رونالدو استطاع تسجيل 14 هدفًا في موسمه الأول الذي شارك فيه أقل من 6 أشهر، بعدما انضم لصفوف “فارس نجد” عقب فسخ عقده مع مانشستر يونايتد.
وفشل حينها الدون في التتويج بالحذاء الذهبي، نظرًا لانضمامه في منتصف الموسم، فيما تمكن المغربي عبدالرزاق حمد الله من الظفر باللقب آنذاك.
وفي الموسم قبل الماضي، نجح الدون في التتويج بلقب هداف المسابقة بعدما سجل 35 هدفًا، وهو أعلى معدل تهديفي للاعب واحد في نسخة واحدة بتاريخ الدوري السعودي، متجاوزًا الرقم التاريخي لحمد الله.
وفي الموسم الماضي، حافظ رونالدو على الحذاء الذهبي بتسجيله 25 هدفًا وضعته على قمة ترتيب هدافي المسابقة للموسم الثاني على التوالي.
صراع حمد الله
بهذا الهدف، واصل النجم البرتغالي صراعه مع حمد الله للوصول إلى قمة ترتيب هدافي النصر الأجانب عبر التاريخ، بعد أن رفع رصيده إلى 109 أهداف.
ويتصدر حمد الله القائمة برصيد 115 هدفًا، وبالتالي يحتاج رونالدو إلى 7 أهداف فقط لتجاوز هذا الرقم التاريخي، وهو ما يبدو ممكنًا بالنظر إلى مستواه التهديفي الحالي واستمرارية تألقه.
ويتطلع “صاروخ ماديرا” إلى مواصلة تحطيم الأرقام القياسية كما اعتاد دائمًا في مسيرته الاحترافية الطويلة.
ماذا ينتظر رونالدو؟
يدخل كريستيانو رونالدو الموسم الحالي مع النصر بطموحات كبيرة ورغبة جامحة في كتابة فصل جديد من المجد داخل الكرة السعودية، بعدما مرّ بتجارب صعبة وإخفاقات متكررة منذ انضمامه إلى الفريق في يناير/كانون الثاني 2023.
النجم البرتغالي يرى أن هذا الموسم هو فرصته الحاسمة لقيادة النصر نحو تحقيق لقبي الدوري السعودي ودوري أبطال آسيا، وهما الهدفان اللذان يسعى إليهما بكل قوته من أجل تعويض ما فاته خلال الموسمين الماضيين، حين اقترب أكثر من مرة من الألقاب دون أن ينجح في حصدها.
فبعد أن عاش رونالدو خيبة فقدان لقب الدوري لصالح الاتحاد مرتين والهلال مرة، وخروج النصر من آسيا بشكل كارثي في آخر نسختين، يدرك جيدًا أن تحقيق الثنائية هذا الموسم سيكون بمثابة رد قوي على كل الانتقادات التي طالته، وإثبات أنه لا يزال قادرًا على قيادة أي فريق نحو القمة مهما بلغت الصعوبات.
تحول منتظر
تحقيق رونالدو لهدفي الدوري ودوري أبطال آسيا لن يكون مجرد إنجاز شخصي، بل سيشكل نقطة تحول تاريخية للنصر بأكمله. فوجوده داخل الفريق لا يقتصر على تسجيل الأهداف فقط، بل يمتد إلى تحفيز زملائه ورفع طموحات النادي إلى مستويات عالمية.
فإذا نجح في قيادة النصر إلى الألقاب الكبرى، فسيثبت أن تأثيره يتجاوز المستطيل الأخضر، وأن تجربته في السعودية ليست مجرد محطة في نهاية مسيرته، بل مرحلة من المجد والقيادة أعادت تعريف معنى الطموح في كرة القدم الآسيوية.