عادت الانتقادات من جديد تلاحق نجم فريق ليفربول، محمد صلاح، بعد مستواه السئ الذي ظهر به في مباراة الأمس الكارثية أمام مانشستر سيتي، في بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز.
وحل ليفربول ضيفًا على مانشستر سيتي، في الجولة الحادية عشر من بطولة الدوري الإنجليزي على ملعب “الاتحاد” حيث خسر حامل اللقب بثلاثة أهداف دون رد.
وشارك محمد صلاح في مباراة ليفربول ومانشستر سيتي بأكملها، ولكنه لم يترك بصمته المعهودة أمام السكاي بلو، ليعود من جديد إلى دائرة الانتقادات والتي تعرض لها كثيرًا ذلك الموسم كونه بعيدًا عن مستواه المتألق.
وقالت صحيفة “إندبندنت” الإنجليزية، من خلال مقال الصحفي ميجيل ديلاني: “هناك رجل واحد كان يتعين على ليفربول أن يراقب ما فعله جيدًا في إطار الحفاظ على لقب الدوري الإنجليزي، وهو السير أليكس فيرجسون، حيث كان أكثر وعيًا من أي شخص آخر بأن ذلك الإنجاز يتطلب قرارات صعبة، ويمكن النظر في أداء آخر بائس من محمد صلاح في ضوء ذلك”.
وأضافت: “قبل ثلاثة أسابيع فقط، قلنا إن الوقت قد حان للمدرب آرني سلوت لاستبعاد اللاعب المصري، ونتقدم الآن خطوة أخرى، كان عليهم السماح له بالرحيل في الصيف، وهذا ليس انتقادًا لنجمٍ كان، حتى الأشهر القليلة الماضية، يستحق بجدارة لقب أفضل لاعب في العالم”.
وواصلت: “قد ينتهي الأمر بـ محمد صلاح إلى جعل مقالات كهذه سخيفة تمامًا بانطلاقته المفاجئة خلال الأشهر القليلة المقبلة وقيادته ليفربول للفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة السابعة، لكن مسألة الدفاع عن لقب الدوري الإنجليزي تحديدًا – ومسألة أن يصبح الفريق الذي يفوز بالدوري تلو الآخر – هي التي تثير مسألة أكبر”.
وأردفت: “ربما كان محمد صلاح أحد أفضل اللاعبين في العالم، لكنه في الثالثة والثلاثين من عمره، وكل فترة سيئة تثير الآن أسئلة أكثر إلحاحًا حول مدى قدرته على الحفاظ على نفس المستوى أو حتى الوصول إليه، بمعنى آخر ما هي قيمة عقده الجديد الضخم؟”.
اقرأ أيضًا.. مستشار مانشستر سيتي السابق يتوقع مصير محمد صلاح مع ليفربول في صيف 2026
واستكملت: “لقد حظيت تعاقدات ليفربول خلال العقد الماضي، عن جدارة، بالثناء باعتبارها من بين الأذكى في عالم كرة القدم، ولكن كانت الخطوة الذكية، بلا شك، هي التخلي عن محمد صلاح، دون التأثر بأي عاطفة، لا يتعلق الأمر فقط بالناحية الشخصية وتكلفته المحتملة، بل يتعلق أيضًا بما أنفقه ليفربول، فإذا كانت هناك لحظة مناسبة لبيع أسطورة محبوبة من أساطير النادي، فربما تكون عندما يعود الفريق أخيرًا إلى منصة الأبطال، وينفق أكثر من 400 مليون جنيه إسترليني على مجموعة من اللاعبين الجدد اللامعين، إنها أفضل طريقة ممكنة لتخفيف وطأة خسارة نجم كهذا على الجماهير”.
وأوضحت: “لقد فعل فيرجسون شيئًا مشابهًا في أوقات أقل ملاءمة بكثير، لقد تخلص من هدافه المتألق رود فان نيستلروي في نهاية موسم 2005-2006، الذي وُصف عادة بأنه عام مريع، نظرًا لأنه شهد أيضًا رحيلًا مرًا لـ روي كين وغيره الكثير، والنتيجة؟ ثلاثة ألقاب متتالية على الفور، لهذا السبب يصعب ألا نفكر في أن ليفربول، على النقيض من ذلك، حيث شعر ببساطة أنه لا يستطيع التخلي عن صلاح، هل تداخلت عاطفة معينة؟ هل أثر وهج النصر على عملية التفكير؟”.
واستأنفت: “كان قرار ليفربول لا يشبه ما فعله فيرجسون على الإطلاق، بل لا يشبه الطريقة التي اعتاد بها أبطال ليفربول العظماء في السبعينيات والثمانينيات التخلي فجأة عن اللاعبين العظماء لصالح الفريق القادم، كان بوب بيزلي قاسيًا في هذا الصدد مثل فيرجسون، وتُعد أحد الردود الواضحة في هذا الصدد هو أن ليفربول يمر بالفعل بمرحلة انتقالية مهمة، ولهذا السبب نرى ما نراه، وقد يجعل ذلك قرار النادي تجاه محمد صلاح أقل منطقية وليس أكثر!”.
وشددت: “لقد أنفق النادي مبلغًا غير مسبوق على خط هجوم جديد، لكنهم لا يستطيعون اللعب بالطريقة التي تصوروها لأن هذا النجم المهيمن، أي محمد صلاح، لا يزال موجودًا، ويتفاقم هذا الوضع نظرًا لحقيقة أن أسلوب لعبه – خاصة بالنظر إلى وضع كرة القدم في عام 2025 – له تأثير غير متناسب على بقية الفريق، إذا كان المصري موجودًا، فلا بد أن يتشكل باقي النظام حوله، وهذا يُبطئ من عملية الانتقال المحتملة”.
وزعمت: “ويمكن القول إن هذا جعل الأمور أكثر صعوبة على آرني سلوت، الذي أصبح عليه الآن التوفيق بين فكرتين أساسيتين للفريق، واحدة مع صلاح وأخرى لما بعده، فهل من المدهش ألا نرى لاعبين مثل فلوريان فيرتز يُظهرون أفضل مستوياتهم؟”.
واسترسلت: “من وجهة نظر ليفربول، يعني تجديد عقد محمد صلاح إمكانية حصولهم على مبلغ كبير جراء بيعه لاحقًا، وهو مبلغ لم يكن ليحصلوا عليه حال رحيله مجانًا في الصيف الماضي، ومن الواضح أن هذا سيُحدث فرقًا كبيرًا على المدى المتوسط، مما يساعد في تمويل مستقبلي، ومع ذلك، فإن هذا قد يعني أن موسمًا كاملًا قد تم إهداره في سبيل تحقيق ذلك الهدف، وربما يتسبب ذلك في تأخير تأقلم إيزاك وفيرتز، مع زيادة الضغط عليهما بدون قصد”.
واختتمت: “كل هذا قابل للتغيير، حيث يكفي النظر إلى تحولات هذا الموسم ويكفي النظر إلى مسيرة محمد صلاح المهنية، حيث لا يزال يمتلك هذه الموهبة، كما أن العديد من اللاعبين هذه الأيام لا يزالون يسجلون الكثير من الأهداف وهم في أواخر الثلاثينيات من عمرهم، لكن حتى مع مناقشة المراحل النهائية من العقد الجديد، كانت هناك مؤشرات على هذا التراجع، لذلك حتى يتمكن صلاح من العودة إلى أي مستوى قريب من مستوياته السابقة، فإن الشعور سيظل قائمًا بأن كان يتعين على ليفربول أن يسمح له بالرحيل ويتغير أكثر في الصيف”.