إنريكي وإنزاجي.. معركة العقول تشعل نهائي دوري أبطال أوروبا

BySayed

مايو 31, 2025


يشهد ملعب “أليانز آرينا”، معقل بايرن ميونخ، مساء اليوم السبت، نهائي دوري أبطال أوروبا بين إنتر ميلان وباريس سان جيرمان، في مواجهة تكتيكية مرتقبة بين المدربين لويس إنريكي وسيموني إنزاجي.

ويتشابه باريس سان جيرمان وإنتر ميلان في العديد من الجوانب الفنية، لكنهما يختلفان في الفلسفة التكتيكية، حيث يعتمد إنريكي على خطة 4-3-3، بينما يميل إنزاجي إلى أسلوب 3-5-2.

قطع الفريقان رحلة شاقة للوصول إلى النهائي، واجه خلالها كلاهما فرقًا قوية. تخطى إنتر ميلان أندية مثل مانشستر سيتي، أرسنال، باير ليفركوزن، بايرن ميونخ، وبرشلونة.

في المقابل، كان مشوار باريس أكثر صعوبة نسبيًا، حيث واجه آرسنال، أتلتيكو مدريد، بايرن ميونخ، ومانشستر سيتي في مرحلة المجموعات، ثم ليفربول، آرسنال، وأستون فيلا في الأدوار الإقصائية.

الرئات الثلاث

يملك الفريقان عددا من اللاعبين أصحاب الرئات الثلاث الذين يتسمون بالسرعة في الانطلاقات، حيث كون لويس إنريكي جبهات قوية، تضم أشرف حكيمي وكفاراتسخيليا يمينا، ونونو مينديس وبرادلي باركولا أو ديزيري دوي يسارا مع رأس الحربة الذي يتمتع بحرية الحركة عثمان ديمبلي.

ولكن يختلف أسلوب إنريكي في استغلال هذه التوليفة، ففي الحالة الدفاعية يستغل سرعة ديمبلي وباركولا ودوي وكفاراتسخيليا في الضغط العكسي بشراسة لاستعادة الكرة في منتصف ملعب المنافس.

كما يجيد المدرب الإسباني أيضا استغلال هذه الرئات السريعة في الهجمات المرتدة مع الاستفادة أيضا بانطلاقات الظهيرين أشرف حكيمي ونونو مينديس، ليساهما في صناعة وإحراز الأهداف مثلما حدث في مباراة الإياب أمام أستون فيلا التي انتهت بفوز الفريق الإنجليزي بنتيجة 3-2.

في المقابل، يملك إنزاجي عددا من أصحاب السرعات مثل الظهيرين دينزل دومفريس وفيدريكو ديماركو، ولكن هذا الثنائي لا يتميز في الانطلاقات بقدر تميزه في تنفيذ الكرات الثابتة والركلات الركنية.

ويتفوق دومفريس على ديماركو أكثر في النواحي الهجومية بفضل تميزه بطول القامة التي تجعله خطرا يهدد المنافسين في الكرات الثابتة داخل منطقة الجزاء.

وما يختلف في صفوف إنتر، أن الثنائي الهجومي لاوتارو مارتينيز وماركوس تورام مع البدلاء مهدي طارمي وماركو أرناوتوفيتش بمثابة رئات بمواصفات مختلفة بفضل تميزهم بالقوة البدنية وقوة الالتحامات وإجادة تبادل أدوار محطة الارتكاز في الهجمات المرتدة بعمق دفاع المنافسين.

العقل المدبر

يرتكز لويس إنريكي في الفترة الأخيرة على ثلاثي الوسط فابيان رويز وجواو نيفيز وفيتينيا، ويبقى هذا الثلاثي بمثابة أسلحة متنوعة بين دقة التمريرات والشراسة في الضغط، وأيضا التسديدات بعيدة المدى خاصة من رويز وفيتينيا.

أما جواو نيفيز، رغم قصر قامته، لكنه يكون خطيرا للغاية في الإضافة الهجومية بتقدمه داخل منطقة جزاء المنافسين إضافة إلى تميزه أيضا في التحرك بين الخطوط وخلق فرص التمرير والتهديف لزملائه.

في المقابل فإن ثلاثي وسط إنتر ميلان، نيكولو باريلا وهاكان تشالهانوجلو وهنريك مخيتريان، يجيد سيموني إنزاجي استغلالهم بأكثر من طريقة في الربط بين الخطوط والتسديدات البعيدة، لكنهم يتفوقون على ثلاثي باريس بتميزهم في تنفيذ الكرات الثابتة والعرضية والتسديد من مسافات بعيدة.

وتبقى الفوارق بين خطي الوسط في الفريقين، أن الوسط الباريسي يتسم بخفة الحركة وأسرع نسبيا، بينما تتفوق كتيبة النيراتزوري بالقوة البدنية التي تؤهلها للعب بشراسة وتركيز حتى الثواني الأخيرة، وهو العامل الذي حذر إنريكي لاعبي باريس منه في المؤتمر الصحفي الخاص بالمباراة.

صمام الأمان

على المستوى الدفاعي، يبقى جيانلويجي دوناروما الأبرز في الفترة الأخيرة بفضل تصدياته المؤثرة أمام ليفربول وآرسنال وأستون فيلا، وكذلك تطور مستواه نسبيا في اللعب بقدميه تحت ضغط المنافسين.

ولكن إنريكي سيكون أمام تحد بشأن نقص الخيارات المميزة في قلب الدفاع بخلاف الثنائي الأساسي ماركينيوس وباتشو، وذلك بسبب اعتماده على الثنائي لوكاس هيرنانديز ولوكاس بيرالدو على فترات متباعدة، بينما خرج برسنيل كيمبيمبي تماما من الحسابات.

في المقابل، يملك إنزاجي كتيبة مميزة في خط الدفاع على مستوى القوة البدنية وإجادة الرقابة والتمركز داخل منطقة الجزاء والقدرة على تضييق المساحات أمام المنافسين.

وبفضل ذلك، خرج إنتر ميلان بشباك نظيفة في 8 من أصل 14 مباراة للفريق في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم بفضل قوة ثلاثي العمق الدفاعي باستوني وأتشيربي وبيسيك إضافة إلى البدلاء دارميان ودي فري.

كما يبقى الحارس السويسري يان سومر، من صمامات الأمان التي يرتكز عليها سيموني إنزاجي، حيث كان لسومر دورا بارزا بتصديات مؤثرة في مواجهتي بايرن ميونخ بدور الثمانية وبرشلونة في إياب قبل النهائي حيث حصل على جائزة رجل المباراة رغم دخول مرماه 3 أهداف، ولكنه أنقذ فريقه من 7 محاولات أخرى محققة.



المصدر – كوورة

By Sayed