تعرض المغربي ياسين بونو، حارس مرمى الهلال السعودي، لموقف حرج خلال اختياره لأفضل حراس المرمى العرب عبر التاريخ.
ومنذ انضمامه إلى الهلال في صيف 2023، أثبت بونو أنه أحد أهم الحراس في القارة الآسيوية والعالم العربي، بفضل تصدياته الحاسمة ومردوده الثابت، الذي قاد الزعيم لتحقيق عدة بطولات محلية، والوصول إلى أدوار متقدمة في البطولات القارية والعالمية، أبرزها كأس العالم للأندية، التي تألق فيها الحارس المغربي بتصديات خرافية، ساهمت في بلوغ الفريق الدور ربع النهائي.
وعبر الحساب الرسمي لدوري روشن على منصة “يوتيوب”، شارك بونو في تحدٍّ بنظام التصفية بين مجموعة من الحراس العرب التاريخيين، لاختيار الأفضل بينهم حتى الوصول إلى لقب “أفضل حارس عربي في التاريخ”.
بدأ التحدي بمواجهة بين المصري عصام الحضري، أسطورة الأهلي ومنتخب مصر، والعُماني علي الحبسي، حارس الهلال السابق، ليختار بونو الحضري، قائلًا: “لأنني إفريقي سأختار الحضري”.
ثم انتقل إلى مواجهة بين العراقي نور صبري، والحارس السعودي الأسطوري محمد الدعيع، ليختار بونو الدعيع دون تردد.
كما فضّل مواطنه بادو الزاكي على الجزائري رايس مبولحي، قبل أن يمنح الأفضلية للمغربي نادر المياغري على حساب التونسي شكري الواعر.
موقف حرج
ازدادت صعوبة الاختبار في المراحل النهائية، حين وجد بونو نفسه أمام مواجهة تجمع بين عصام الحضري ومحمد الدعيع، فابتسم قائلًا: “صعبة صعبة!.. لكن عصام الحضري”.
وفي النصف الآخر من التحدي، اختار بادو الزاكي على حساب نادر المياغري، ليصل في النهاية إلى المواجهة الأخيرة بين الزاكي والحضري.
وفي ختام التحدي، حسم بونو الأمر باختيار الزاكي، مؤكدًا أنه الأفضل عربيًا في رأيه، ليضع نهاية لمسار طويل من المقارنات والاختيارات الصعبة.
هذا الاختيار أشعل تفاعلًا كبيرًا بين الجماهير، على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ انقسمت الآراء بين مؤيد لاختيار بونو، ومناصر للحراس الآخرين الذين تركوا بصمات خالدة في الكرة العربية.
فالأسطورة محمد الدعيع، مثلًا، حقق إنجازات ضخمة مع الهلال والمنتخب السعودي، فيما يُعد عصام الحضري أحد أبرز الأسماء في تاريخ الكرة الأفريقية والعربية، بفضل ثلاثيته التاريخية في كأس الأمم الأفريقية، وتألقه اللافت مع الأهلي في دوري الأبطال ومونديال الأندية.
أما بادو الزاكي فهو أيقونة للكرة المغربية، بقيادته أسود الأطلس إلى مونديال 1986، وتألقه اللافت مع ريال مايوركا الإسباني، ما جعله أول حارس عربي يدخل قائمة الأفضل في الليجا.
بونو يصنع الفارق
منذ وصوله إلى الهلال قادمًا من إشبيلية الإسباني، أثبت بونو أنه صفقة من العيار الثقيل. فبفضل خبرته الأوروبية الكبيرة وشخصيته القيادية داخل الملعب، أصبح عنصر استقرار أساسيًا في تشكيلة المدرب جورجي جيسوس.
يتميز بونو بقدرة مذهلة على قراءة تحركات المهاجمين وتمركزه المثالي، ما يجعله عقبة صعبة أمام أي خصم. كما يُسهم بتمريراته الدقيقة في بناء اللعب من الخلف، وهو ما يتماشى مع أسلوب اللعب الحديث الذي يعتمده الهلال.
كان بونو حاسمًا في العديد من المباريات الكبرى، سواء في الدوري السعودي أو دوري أبطال آسيا، حيث أنقذ فريقه في لحظات حرجة بتصديات استثنائية وردود فعل سريعة.
كما أظهر براعة كبيرة في ركلات الترجيح، ما جعله أحد أبرز الحراس في المواقف الحاسمة. وتُعد شخصيته الهادئة وثقته العالية عاملين مهمين، في منح زملائه المدافعين الطمأنينة والتركيز، ليزداد الانسجام في الخط الخلفي للفريق.
بفضل هذه السمات، أصبح بونو من أبرز رموز الجيل الحالي للهلال، ومثالًا للحارس العصري الذي يجمع بين الحضور القوي داخل المرمى والقيادة الذكية للفريق، كما بات أحد أعمدة المشروع الرياضي للنادي على المستويين المحلي والقاري.
مستقبل غامض
رغم كل هذا التألق، يظل مستقبل ياسين بونو مع الهلال غير محسوم. فالتعاقد مع الحارس الفرنسي باتويي هذا الصيف، أثار تساؤلات حول موقف الإدارة من تمديد عقد المغربي، الذي يقترب من نهايته.
ووفقًا للتقارير الصحفية، فإن مفاوضات التجديد مستمرة منذ فترة، لكنها لم تُحسم بعد بسبب بعض التفاصيل المالية ومدة العقد.
تؤكد إدارة الهلال تمسكها بالحارس المغربي، وتعتبر استمراره أولوية قصوى، نظرًا لدوره المحوري في استقرار المنظومة الدفاعية، بينما يقال إن بونو يدرس خياراته بهدوء، في ظل اهتمام عدد من الأندية الأوروبية بخدماته.
ومع مرور الوقت دون إعلان رسمي، تزايدت مخاوف الجماهير الهلالية، التي ترى في بونو أحد ركائز الفريق الأساسية، وركنًا من أركان نجاحه في الموسمين الأخيرين، خصوصًا مع اقتراب الزعيم من استحقاقات مهمة، أبرزها الأدوار المتقدمة من دوري أبطال آسيا.
وتخشى الجماهير أن يؤدي أي تأخير في حسم الملف إلى فقدان بونو، بينما تعمل الإدارة بجدية على حسم الأمر خلال الأسابيع المقبلة، لضمان بقاء الحارس المغربي، الذي بات أحد الوجوه البارزة في الكرة السعودية والآسيوية.