الأرقام لا تكذب.. كيف خسر برشلونة “فليك” أمام باريس؟

BySayed

أكتوبر 2, 2025


خسر هانز فليك مدرب برشلونة، رهانه الدائم على طريقته التي تتسم بالمجازفة، بسقوط فريقه في معقله على يد باريس سان جيرمان (1-2) أمس الأربعاء، في ثاني جولات دوري أبطال أوروبا.

وأشار فليك بوضوح، إلى أحد العوامل الرئيسية التي ساهمت في هزيمة فريقه أمام باريس سان جيرمان، حيث قال “لم نحافظ على هيكلنا في الشوط الثاني.. على الفريق بأكمله الدفاع والهجوم والاستحواذ على الكرة ببراعة، واستغلال المساحات، والمشاركة في الاستحواذ”.

وأضاف “في باريس سان جيرمان، رأينا أن الجميع يعرف كيفية استغلال المساحات، ويريد الكرة… هذه أمور يجب تعلمها وتحسينها”.

الأرقام لا تكذب

يدعم تفسير فليك، الأرقام التي قدمتها شبكة “أوبتا”، والتي تُظهر كيف فقد برشلونة، الاستحواذ منذ البداية (46.9% للفريق الكتالوني و53.1% لباريس سان جيرمان)، وقام بتمريرات ناجحة أقل من منافسيه (361 مقابل 418).

كما ركض لمسافة أطول بدون الكرة (115.7 كم لبرشلونة مقارنة بـ 113 كم لباريس سان جيرمان)، مما أدى إلى إرهاق أكبر وفقدان السيطرة على المباراة.

ولم يكن العملاق الفرنسي، بحاجة للمزيد من الركض، بل إلى تحسين أدائهم، حيث ترجمت السيطرة على الكرة إلى تمريرات فاعلة واستعادة للكرة، فالضغط والجري خلف الكرة، دون هيكلة، كما قال فليك، أدى إلى انخفاض معدل استعادة الكرة، وهذا ما حدث، حيث استعاد برشلونة 44 كرة مقابل 55 كرة للباريسيين.

وفيما يتعلق بالتدخلات في المباراة، تفوق فريق المدرب الإسباني لويس إنريكي، على برشلونة بقيادة هانز فليك، بـ 647 تدخلًا للفريق الفرنسي و614 تدخلًا لأصحاب الأرض.

والدليل على أن المعركة كانت في وسط الملعب، هو أن لاعبي خط وسط الفريق الفرنسي، فيتينيا وفابيان وزائير إيمري، استعادوا 19 كرة (11 و7 و1)، بينما أنهى لاعبو خط الوسط الكتالوني، بيدري ودي يونج وأولمو، الرقم عند 8 فقط (3 و3 و2).

وتفوق لويس إنريكي على فريقه السابق بكل وضوح وقوة، متجاوزًا إياه في قائمة طويلة من الإحصائيات، منهيًا بذلك قرابة عام من تفوق برشلونة في الاستحواذ على الكرة على أرضه.

وكان آخر مرة فاز فيها منافس على برشلونة في هذا الجانب، كانت ضد بايرن ميونخ في 23 أكتوبر/تشرين أول 2024، في مباراة بالدور الأول، مع أن فريق المدرب فليك فاز حينها بنتيجة 4-1 بفضل فاعليته وقوته الهجومية.

تهور فليك مستمر

منذ توليه تدريب برشلونة، أثار هانز فليك جدلاً واسعاً بسبب أسلوبه الهجومي المندفع الذي وُصفه الكثيرون بـ “المتهور”.

فليك، المعروف بفلسفته القائمة على الضغط العالي والتمرير السريع نحو الأمام، يسعى إلى إعادة برشلونة لروح اللعب الهجومي الممتع، لكنه في الوقت نفسه، يواجه تحدياً كبيراً في تحقيق التوازن بين الهجوم والدفاع.

أسلوب فليك يعتمد على الدفاع المتقدم والضغط المستمر على الخصم في مناطقه، وهو ما يخلق فرصاً كثيرة للتسجيل، لكنه يترك مساحات واسعة خلف الخط الدفاعي.

هذا الأمر جعل برشلونة، يتعرض لهجمات مرتدة خطيرة في أكثر من مباراة، خاصة أمام الفرق التي تجيد استغلال الفراغات والسرعة في التحول من الدفاع إلى الهجوم.

كما يُلاحظ أن فليك يفضّل إشراك عدد كبير من اللاعبين ذوي النزعة الهجومية في التشكيلة الأساسية، مما يضع خط الدفاع والحارس تحت ضغط متواصل.

ورغم جاذبية هذا الأسلوب لجماهير برشلونة، إلا أنه يحمل مخاطرة عالية في المباريات الكبرى التي تحتاج إلى انضباط تكتيكي أكثر.

ورغم الانتقادات، يرى البعض أن هذا التهور الإيجابي، جزء من محاولة فليك لإعادة هوية النادي الهجومية الأصيلة، شرط أن يجد التوازن المطلوب بين الجرأة والانضباط حتى لا يتحول الحماس إلى نقطة ضعف قاتلة للفريق.

من جانبه، اتهم الفرنسي تييري هنري مهاجم برشلونة السابق، المدرب الألماني، بالتعنت، لعدم تعديله خط الدفاع المتقدم الذي لعب به ضد باريس.

ورغم إشادات الأسطورة الفرنسي الدائمة بأداء البلوجرانا، وأسلوب فليك التكتيكي، إلا أنه انتقد بشدة ما حدث في نهاية المباراة، عندما أحرز الضيوف هدف الفوز.

وقال هنري، خلال تصريحات أبرزتها صحيفة موندو ديبورتيفو “لا يُمكنك اللعب في دوري أبطال أوروبا بهذا الخط الدفاعي المتقدم، أنا آسف.. عندما تلعب ضد فرق كبيرة، ستكون مكشوفا.. من هجمة واحدة، قد يسجل المنافس هدفًا.. وهذا بالضبط ما حدث ضد باريس سان جيرمان.. لطالما ذكرنا ذلك، لكنهم لم يريدوا تغييره”.

وأضاف هنري، عن فليك “في بعض الأحيان، يمكن للمدربين أن يكونوا عنيدين في استراتيجيتهم، لكن في المباريات المهمة، يمكن أن يكون الأمر مكلفًا.. برشلونة يجب أن يكون أكثر حذرًا في المباريات الكبيرة”.

وشهد الموسم الماضي، استقبال البارسا، الكثير من الأهداف بسبب هذا الأسلوب المتهور، منها مباريات ضد فرق متوسطة، أوروبيا ومحليا، مثل بنفيكا وسيلتا فيجو وموناكو.



المصدر – كوورة

By Sayed