يواصل أهلي جدة، تقديم عروضه المميزة في بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة، بتحقيق فوز جديد على حساب السد القطري، مساء اليوم الثلاثاء، بهدفين مقابل هدف، ضمن الجولة الرابعة من عمر المسابقة.
ورفع “الراقي” رصيده إلى 10 نقاط من الفوز في 3 والتعادل في مباراة واحدة، متجنبًا الهزيمة للمباراة الرابعة هذا الموسم بالبطولة الآسيوية.
وحقق الفريق الأهلاوي عدة أرقام مثيرة من هذا الانتصار الثمين، في رحلة الدفاع عن اللقب الذي توج النسخة الماضية للمرة الأولى في تاريخه.
تعزيز التاريخ
واصل الأهلي تعزيز رقمه التاريخي بالوصول للمباراة رقم 22 بدون هزيمة في البطولة الآسيوية، وهو إنجاز غير مسبوق في تاريخ المسابقة بمختلف مسمياتها.
وبدأت هذه السلسلة في نسخة 2020-2021، عندما تجنب الهزيمة في 5 مباريات متتالية، ثم واصل سجله في النسخة الماضية خلال 13 مباراة.
وفي النسخة الحالية، تجنب الهزيمة في 4 مباريات، ليصل المجموع إلى 22 مباراة متتالية، معززًا تصدره لقائمة أكثر الأندية تفاديًا للخسارة بالبطولة القارية.
ملك النخبة الأول
نجح الجزائري رياض محرز في مواصلة تقديم عروضه المثيرة في البطولة، بعدما سجل هدفًا رائعًا في الدقيقة 34 من الشوط الأول.
وأصبح النجم الجزائري صاحب أطول سلسلة مساهمات متتالية خارج الديار في البطولة الآسيوية، بواقع 7 مباريات.
ووصل الساحر الجزائري للمساهمة التهديفية رقم 70 مع الأهلي في 93 مباراة خاضها بمختلف المسابقات منذ وصوله في صيف 2023.
ورفع محرز رصيده إلى 4 مساهمات تهديفية في 4 مباريات بالنسخة الحالية من البطولة الآسيوية، علمًا بأنه كان اللاعب الأكثر مساهمة بالنسخة الماضية.
وواصل محرز (21 مساهمة) مطاردة السوري عمر السومة الذي يتصدر قائمة أكثر اللاعبين مساهمة في الأهداف بتاريخ الأهلي في البطولة (27).
ماذا قال محرز؟
أعرب محرز عن سعادته البالغة بالانتصار على السد، حيث قال في تصريحات تلفزيونية بعد المباراة: “لقد ظهرنا بمستوى جيد، واستطعنا تسجيل هدفين خارج الديار، وهذا ليس بالأمر السهل”.
وأضاف: “سعداء بتحقيق نقاط المباراة كاملة والحفاظ على سجلنا دون هزيمة، وهدفنا الاستمرار على هذا النهج وإسعاد جماهيرنا”.
واختتم: “ندخل كل مباراة وهدفنا الأول هو الانتصار، لأننا نلعب لنادٍ كبير، يمتلك قاعدة جماهيرية عريقة”.
مهمة لا تعرف الراحة
رغم انشغاله ببطولة دوري أبطال آسيا للنخبة، لا يعرف الأهلي طعم الهدوء، إذ يخوض الفريق سباقًا شرسًا على جميع الجبهات، سواء في الدوري السعودي للمحترفين أو كأس الملك.
المهمة ليست سهلة إطلاقًا، فالتوازن بين البطولات يتطلب عمقًا فنيًا ونفسيًا هائلًا، وهو ما يحاول المدرب يايسله الحفاظ عليه من خلال تدوير ذكي يضمن جاهزية الجميع دون المساس بثبات الأداء.
ومع ارتفاع مستوى المنافسة المحلية، خاصة أمام فرق مثل الهلال والاتحاد والنصر، يبدو أن الأهلي يسير في طريقٍ محفوفٍ بالتحديات، لكن عقلية الفوز التي تسود أجواء الفريق جعلت منه نموذجًا للفريق الذي لا يكتفي بالمشاركة، بل يبحث دائمًا عن الذهب من كل اتجاه.
عقلية البطل
أصبح يميز الأهلي هذا الموسم ليس فقط الأسماء الكبيرة أو الانتصارات المتتالية، بل الروح التي وُلدت من رحم البطولة الماضية، حين واجه الفريق كل الظروف الصعبة وخرج مرفوع الرأس كبطلٍ لآسيا.
تلك التجربة صنعت شخصية جديدة لـ”الراقي”، شخصية لا تعرف الاستسلام، وتتعامل مع كل مباراة على أنها نهائي مصغر.
هذه الروح انعكست بوضوح على أداء اللاعبين داخل الملعب، إذ لم يعد الفريق يكتفي بالنتائج، بل يسعى دائمًا لفرض أسلوبه والسيطرة على مجريات اللعب.
ومن الواضح أن الأهلي، بقيادة محرز وبقية النجوم، يسير في طريقٍ يُعيده إلى منصات التتويج المحلية، وربما القارية أيضًا، إذا ما حافظ على نفس النسق الذهني والانضباط التكتيكي.
وكان الأهلي قد استهل مشواره هذا الموسم بتحقيق لقب السوبر السعودي للمرة الأولى منذ 9 سنوات، بالتفوق على النصر بركلات الترجيح.
طموح لا ينتهي
الأهلي لا يبدو مكتفيًا بما حققه حتى الآن، فالفريق يعيش مرحلة من النضج الكروي والذهني تجعله أقرب من أي وقت مضى لتكرار إنجازاته التاريخية.
الجماهير باتت تشعر أن فريقها عاد ليحكم القارة من جديد، خاصة مع الانسجام الكبير بين عناصر الخبرة والشباب داخل التشكيلة.
المدرب يايسله بدوره أظهر قدرة فريدة على قراءة المنافسين والتعامل مع ضغوط المراحل المتقدمة، ما يجعل الأهلي اليوم أكثر جاهزية لخوض صراع اللقب الآسيوي حتى النفس الأخير.
كل المؤشرات تؤكد أن “الراقي” يسير بخطى ثابتة نحو موسم قد يُخلَّد في ذاكرة عشاقه لسنوات طويلة.