الأيادي الصغيرة والنجوم الكبار.. سر تقليد دخول الأطفال مع اللاعبين

BySayed

أكتوبر 3, 2025


قبل صافرة البداية بلحظات، وبين هتافات الجماهير وأصوات المذيعين، يلفت الأنظار، مشهد إنساني بسيط لكنه مليء بالرمزية، وهو لاعبون عالميون يدخلون أرض الملعب، جنبًا إلى جنب مع أطفال صغار.

ابتسامات بريئة، أياد صغيرة متشبثة بأيدي نجوم كبار، وخطوات واثقة رغم عظمة الموقف، مشهد بات جزءًا لا يتجزأ من طقوس كرة القدم الحديثة، لكنه يثير سؤالًا مثيرًا “لماذا يرافق الأطفال اللاعبين إلى أرضية الميدان؟”.

هل هو مجرد لمسة جمالية لإضافة الدفء قبل صراع كروي محتدم؟ أم أنه تقليد يخفي قصة طويلة من البدايات المتواضعة في البرازيل وصولًا إلى كبرى البطولات العالمية، حيث يمتزج البعد الإنساني بالرسائل الاجتماعية والمصالح التجارية؟

البداية

ولدت فكرة اصطحاب الأطفال للاعبين إلى الملعب في سبعينيات القرن الماضي في البرازيل، في وقت كان فيه نادي أتلتيكو مينيرو، يعاني من ضعف الحضور الجماهيري وتحديات مالية.

وتوصل مدير العلاقات العامة للنادي، رونان راموس أوليفيرا، إلى حل ذكي، بوجود الأطفال في المباريات، خاصة أولئك الذين يقودون اللاعبين إلى الملعب، فكان وسيلة سهلة لضمان وجود شخص بالغ إضافي واحد على الأقل في المدرجات.

ومع ذلك، كان للمفهوم الأصلي، بعض اللمسات الفريدة، أولاً، كان من المتوقع أن يكون الأطفال، شبيهين باللاعبين الذين يرافقونهم، أي يبدون مشابهين بشكل لافت للاعبي كرة القدم.

 Olympique Lyonnais Olympique Lyonnais

وعندما ظهر هذا التقليد لأول مرة في عام 1976، لم يعرف المشجعون عنه إلا في يوم المباراة، حيث أعلن النادي عن الفكرة على أنها شيء “عظيم” قبل يوم واحد فقط.

وفي أتلتيكو مينيرو، لا يزال التقليد يختلف قليلاً عما نراه في أوروبا، حيث يرافق اللاعبين عادة طفل واحد، في النادي البرازيلي، يسير ما يصل إلى 22 طفلاً مع اللاعبين.

الانتشار الأوروبي وظهور “روني الطفل”

في أوروبا، لم ينتشر تقليد مرافقة الأطفال للاعبين إلى أرض الملعب حتى التسعينيات، وكان الألمان من أوائل من تبنوه، وذلك عندما سافر مدير فيردر بريمن، ويلي ليمكه، إلى البرازيل لاستكشاف اللاعبين، ولاحظ أن الأطفال يرافقون اللاعبين إلى الملعب.

وبحلول موسم (1995- 1996)، بدأ هذا التقليد يكتسب زخمًا في الدوري الألماني، في نفس الوقت تقريبًا، بدأت إنجلترا في تجربة هذا التقليد، وجاءت إحدى أولى الصور الأيقونية من ديربي ليفربول وإيفرتون في نوفمبر 1996، حيث كان كل فريق، يرافقه طفل.

وأصبحت الصورة مشهورة، خاصة وأن أحد الأطفال الذين رافقوا إيفرتون، لم يكن سوى نجم كرة القدم الإنجليزية المعتزل واين روني.

كيف يتم اختيار الأطفال المرافقين؟

في الأصل، تم تقديم هذا التقليد في البطولات الدولية كمبادرة خيرية، فخلال كأس العالم 2002، دخل الاتحاد الدولي لكرة القدم في شراكة مع اليونيسف، لبرنامج “قل نعم من أجل الأطفال”، والذي كان يهدف إلى حماية حقوق الأطفال في الترفيه الصحي والتعليم الابتدائي الجيد.

ومنذ ذلك الحين، ظل التقليد مرتبطًا بالعمل الخيري، ويتبع الاتحاد الأوروبي أيضًا نهجًا مماثلًا، والنسبة لبطولة أمم أوروبا 2024، نظم الراعي الرسمي للبطولة، سحبًا للسماح للأطفال بمرافقة اللاعبين، وتغطية نفقات سفرهم وإقامتهم هم وأولياء أمورهم.

ويتبع اليويفا نفس الطريقة أيضًا في نهائيات دوري أبطال أوروبا، بالتعاون مع المنظمات المحلية في المدن المضيفة ومؤسسة اليويفا للأطفال.

وعلى سبيل المثال، في نهائي دوري أبطال أوروبا 2023 بين مانشستر سيتي وإنتر ميلان في إسطنبول، حصل الأطفال من المناطق المتضررة من الزلزال في تركيا، على فرصة مرافقة اللاعبين.

وتتراوح متطلبات العمر لهؤلاء الأطفال عادة بين 7 سنوات، وعمومًا، من 11 إلى 12 عامًا. ومع ذلك، في دوري أبطال أوروبا، يكون الحد الأقصى للعمر أكثر صرامة: فقط الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و 9 سنوات، ولا يزيد طولهم عن 135 سم.

سحب مجاني (يانصيب)

لا يحتاج الأطفال وأولياء أمورهم إلى دفع أي مقابل، مجرد ملء استمارة، فنادي تشيلسي، على سبيل المثال، يختار 250 مرافقًا كل موسم، ولكن نظرًا للعدد الهائل من الطلبات، تم إغلاق استمارة التقديم الآن، مع قائمة انتظار تمتد لأربع سنوات قادمة.

ويبدو أن مرافق كول بالمر في إحدى مباريات الموسم الماضي، الذي رافقه في مباراة برينتفورد، هو أحد أولئك الذين انتظروا طويلاً، لدرجة أنه أصبح أطول قامة من اللاعب نفسه.

دفع المال

تقدم بعض الأندية إلى أولياء الأمور، فرصة شراء مكان لطفلهم ببساطة، فنادي وست هام، على سبيل المثال، لديه قائمة انتظار، لكن سعر هذا المركز المرغوب يتراوح بين 175 إلى 375 جنيهًا إسترلينيًا، اعتمادًا على الامتيازات الإضافية مثل الحصول على بضائع النادي أو حضور الجلسات التدريبية مع طاقم الفريق.

وفي الواقع، كانت هذه الممارسة أكثر شيوعًا في الماضي، وكثيرًا ما انتهت بالجدل، وكان وست هام سباقًا في هذا المجال، حيث كان يتقاضى ما يصل إلى 600 جنيه إسترليني لكل طفل في عام 2014، وبحلول عام 2019، ارتفع السعر إلى 700 جنيه إسترليني.

وفي عام 2014 أيضًا، أدرج نيوكاسل، فرصة مرافقة لاعب كجزء من باقات كبار الشخصيات (VIP packages)، والتي يمكن أن تكلف ما يصل إلى 3 أو 4 آلاف جنيه إسترليني.

عضوية النادي للأطفال

بالإضافة إلى عضويات البالغين، غالبًا ما يكون لدى الأندية، عضويات للأطفال، ويكون الاختيار العشوائي للمرافق التميمي، جزءًا من المزايا.

وفي إنجلترا، تتكلف هذه العضوية عادة حوالي 20 جنيهًا إسترلينيًا (في مانشستر سيتي أو إيفرتون)، أو أقل قليلاً، حوالي 20 يورو في باريس سان جيرمان.

العمل الخيري

يمكن أن يتخذ هذا أشكالًا عديدة، على سبيل المثال، دخل أولمبيك ليون، في وقت ما، في شراكة مع إحدى شركات الطيران لجلب أطفال من مستشفيات طب الأطفال والأورام المحلية إلى أرض الملعب في ديسمبر.

واتخذ نادي بولتون، نهجًا مختلفًا قليلاً خلال مباراة أمام بلاكبول، حيث أقام مزادًا للحصول على حق مرافقة طفل للاعب، جمع المزاد 210 جنيهات إسترلينية لصندوق النادي الخيري، الذي يدعم المشاريع المجتمعية المحلية.

مرافق خاص

في بعض المناسبات، يمكن أن يكون هناك مرافقون خاصون، على سبيل المثال، نزل لاعبو أياكس إلى الملعب مع أمهاتهم في عيد الأم، كما نزل لاعبو ساو باولو إلى الملعب برفقة كلاب للترويج لتبني الكلاب الضالة في ساو باولو.

وفي النهاية، سواء كان ذلك بضربة حظ أو تبرع سخي، فإن اختيار الطفل لمرافقة أسطورة كرة قدم، ذكرى ستدوم مدى الحياة لهؤلاء الأطفال المحظوظين.



المصدر – كوورة

By Sayed