في لحظةٍ تختلط فيها الحسابات الفنية بالرهانات النفسية، يقف الفرنسي هيرفي رينارد، مدرب المنتخب السعودي أمام اختبارٍ جديد يحدد ملامح مستقبل الأخضر في الملحق الآسيوي.
هناك أسئلة كثيرة تُطرح، أي نهج سيختار؟ وأي أوراق سيستخدمها أمام إندونيسيا؟
ويستعد المنتخب السعودي لمواجهة نظيره الإندونيسي، مساء اليوم الأربعاء، ضمن منافسات الملحق الآسيوي المؤهل لنهائيات كأس العالم 2026.
وسيخوض الأخضر المواجهة الثانية في الملحق ضد العراق، مساء الأربعاء المُقبل، حيث يتأهل الأول من كل مجموعة في الملحق مباشرة إلى المونديال، بينما يتقابل الوصيفان في دور فاصل (ذهاب وإياب) ليتأهل أحدهما للملحق العالمي.
هوية غير واضحة
منذ عودة رينارد لقيادة المنتخب السعودي، لم ينجح في رسم ملامح واضحة لهوية “الأخضر”، فمرة يعتمد على أسلوب هجومي مفتوح، وأخرى يميل للتحفظ الدفاعي، وبين هذه وتلك ظل الأداء متذبذبًا، من دون بصمة ثابتة تجعل الجماهير تشعر بالاطمئنان.
هذا الغياب عن الاستقرار التكتيكي انعكس على النتائج، حيث لم يحقق المنتخب الانتصارات المستمرة التي تفرض شخصيته، بل ظل يتأرجح بين الفوز والخسارة، وكأن رينارد لا يزال يبحث عن “الوصفة المفقودة” التي تليق بمنتخب بحجم السعودية في أهم محطة نحو المونديال.
ليلة صعبة وحل هجومي
لا شك أن مواجهة السعودية وإندونيسيا، تعد واحدة من أصعب المباريات على الأخضر، نظرًا لرغبة كل طرف في التأهل، بالإضافة لمستوى الخصم المميز.
وعن هذا الأمر، قال حمد المنتشري، نجم المنتخب السعودي السابق، في تصريحات تلفزيونية: “ستكون ليلة صعبة بكل تأكيد على كل لاعب، فالتركيز هو الأهم لحسم المواجهة”.
وأضاف: “كل لاعب يرسم عدة سيناريوهات في رأسه للمباراة، فيما يتعلق بمراقبة الخصم وطريقة اللعب وغيرها من الأمور، ولكن كما ذكرت العامل الذي سيبرز تفوقنا هو التركيز”.
وتطرق المنتشري للحديث عن بعض الأمور الفنية، حيث وضع حلا هجوميًا لرينارد، قائلا: “من وجهة نظري عبد الله الحمدان سيكون حلا كبيرًا، فهو يظهر مع الأخضر بصورة رائعة بالإضافة لتألقه مؤخرًا مع الهلال”.
وأعرب عن رغبته في البدء بالحمدان كمهاجم متأخر خلف فراس البريكان، موضحًا أن اللاعب يمتاز بقدرات تهديفية رائعة.
وأكد المنتشري أن تقارب الخطوط سيمنح الأخضر قوة كبيرة، مضيفًا: “أتمنى أن يبدأ رينارد بناصر الدوسري في وسط الملعب، لأنه سيكون مفيدًا في عملية التحول وصناعة الفارق، بالإضافة لقدراته الدفاعية والهجومية”.
وأوضح المنتشري: “إندونيسيا فريق يتكتل ويخرج بهجمات مرتدة، ومميز في العرضيات، أعتقد أننا نمتلك عدة حلول منها التسديد من مسافات بعيدة”.
معضلة هجومية وانتقادات
سلط الإعلامي السعودي خالد الشنيف، نجم أهلي جدة السابق، الضوء على المعضلة الهجومية التي تواجه رجال رينارد، حيث أكد أن تسجيل الأهداف أصبح بمثابة صداع قوي يحتاج علاجا فعالا.
وشدد: “منتخبنا ضعيف للغاية في ترجمة الفرص إلى أهداف، فهو يهدر الكثير أمام المرمى، وهذا مقلق قبل الملحق”.
من جانبه، قال أحمد عطيف، لاعب المنتخب السعودي السابق، أن “الأخضر” يعاني بشدة من صعوبة في الوصول إلى مرمى الخصوم”.
وتابع: “نحتاج إلى لاعبين يمتلكون الحلول في السيطرة وإرسال الكرة للأمام، فهناك مصعب الجوير وعبد الله الحمدان وصالح أبو الشامات، لديهم القدرة على القيام بذلك”.
وأردف: “رينارد لديه أزمة منذ الولاية الأولى فيما يتعلق بالعملية الهجومية وتفاقمت بعد وصوله في الفترة الثانية، وأتمنى أن يستغل الأدوات المتاحة في مباراة إندونيسيا”.
ويرى عطيف أن “الأخضر” لديه إمكانيات أفضل من الصين وأستراليا والبحرين وإندونيسيا، ولكنه شدد على أن سبب تراجع المستوى يعود إلى ضعف الإدارة الفنية من رينارد.
وواصل: “جميع الظروف في صالحنا من أجل حسم التأهل، وإذا فشلنا في الفوز على إندونيسيا، فلا نستحق العبور لكأس العالم من الأساس”.
وأكمل: “مع احترامي وتقديري للمنتخب الإندونيسي، فيجب علينا أن نفرض أسلوبنا من البداية وتحقيق الفوز والمبادرة في التسجيل”.
ووضع عطيف روشتة إيقاف خطورة إندونيسيا، قائلا: “الضغط العكسي هو أحد أهم الأمور التي ستمنع إندونيسيا من ميزته الأبرز وهي التحول الهجومي”.
واختتم: “يجب في الوقت ذاته على لاعبينا القيام بمخالفات تكتيكية من أجل منعهم من تنفيذ أي صورة هجومية”.
قلق جماهيري متزايد
الجماهير السعودية تتابع المشهد بعين القلق، فغياب هوية واضحة للمنتخب قبل ملحق الحسم يثير المخاوف من التعثر في لحظة لا تحتمل الأخطاء.
أصوات كثيرة عبر منصات التواصل الاجتماعي عبّرت عن خشيتها من أن يدفع “الأخضر” ثمن التجارب التكتيكية المستمرة لرينارد، خاصة أن المنافسين مثل إندونيسيا والعراق يدخلون المواجهة بتركيز عالٍ وخطط مستقرة.
وبين الحماس والدعم المعتاد من المدرجات، يبقى القلق حاضرًا من أن تتحول الأحلام الكبيرة إلى صدمة غير متوقعة.
تشكيل السعودية المتوقع ضد إندونيسيا
حراسة المرمى: نواف العقيدي.
الدفاع: سعود عبد الحميد – حسان تمبكتي – جهاد ذكري – متعب الحربي.
الوسط: مصعب الجوير – ناصر الدوسري – محمد كنو.
الهجوم: سالم الدوسري – فراس البريكان – أيمن يحيى.