قرر توماس توخيل، مدرب منتخب إنجلترا، استبعاد ريس جيمس من قائمة منتخب الأسود الثلاثة، ليحل مكانه اللاعب الشاب نيكو أورايلي، الذي لم يسبق له تمثيل المنتخب الأول.
وجاء هذا القرار بعد تعرض قائد تشيلسي لإصابة خلال الفوز المثير لفريقه على ليفربول بنتيجة 2-1 في ملعب “ستامفورد بريدج” يوم السبت الماضي.
ووفقاً لصحيفة “ميرور” البريطانية، فإن جيمس البالغ من العمر 25 عاماً سيغيب عن مواجهة إنجلترا الودية أمام ويلز المقررة على ملعب “ويمبلي” الخميس المقبل، كما سيغيب عن لقاء منتخب بلاده أمام لاتفيا في تصفيات كأس العالم، والمقرر الثلاثاء القادم. وقد تشهد هذه المباريات الظهور الأول لأورايلي بقميص المنتخب الإنجليزي الأول.
وكان نيكو أورايلي، نجم مانشستر سيتي الصاعد، قد استُدعي في البداية لقائمة منتخب إنجلترا تحت 21 عاماً بقيادة لي كارزلي، بعد أن مثّل بلاده في جميع الفئات العمرية منذ مستوى تحت 15 عاماً.
وشارك أورايلي في مباراة سيتي أمام برينتفورد كاملة يوم الأحد، والتي انتهت بفوز فريقه 1-0، بعدما نجح الموسم الماضي في حجز مكان ضمن الفريق الأول تحت قيادة بيب جوارديولا.
وفي الشهر الماضي، وقع الظهير الأيسر الشاب عقداً جديداً مع مانشستر سيتي يمتد لخمس سنوات.
وأبدى جوارديولا سعادته بالخطوة قائلاً: “بعد ريكو لويس، الآن نيكو أورايلي، وسافينيو قريب أيضاً، وفي السابق فعلها روبن دياش. نحن نريده معنا، لذلك بذلنا الجهد اللازم لإبقائه لفترة أطول. أنا سعيد جداً لأن نيكو يتطور كثيراً”.
وأضاف المدرب الإسباني: “منذ بدأ اللعب معنا، خسرنا مباراة واحدة فقط، كانت نهائي كأس الاتحاد أمام كريستال بالاس. لقد ساعدنا كثيراً، وتحسن في عدوانيته وخطورته في الكرات الثابتة ومع الكرة، ونحن سعداء جداً به”.
Getty Images
أما إصابة ريس جيمس، فتُعتقد أنها جرح في الساق، حيث شارك في المباراة كاملة وساهم في فوز فريق إنزو ماريسكا، قبل أن يكشف عن الجرح عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي بعد اللقاء.
وتزيد إصابة جيمس من معاناة تشيلسي الدفاعية، إذ دخل الفريق المباراة الأخيرة وهو يفتقد أربعة مدافعين في مركز قلب الدفاع، قبل أن يُجبر اثنان آخران على مغادرة الملعب مصابين، رغم أن الأمر اتضح لاحقاً أنه كان إجراءً وقائياً فقط.
وقال المدرب المساعد ويلي كاباييرو، الذي تولى الحديث للإعلام بعد طرد ماريسكا بسبب احتفاله المبالغ فيه بالهدف الحاسم في الدقيقة 96: “المدافعان تمت إراحتهما كإجراء وقائي فقط. قدما مجهوداً رائعاً اليوم، وتحدثنا معهما بالفعل وأكدا أنهما بخير، وهذا أمر جيد بالنسبة لنا”.
ونشأ ريس جيمس في أكاديمية نادي تشيلسي التي انضم إليها منذ طفولته، حيث أظهر موهبة كبيرة في مركز الظهير الأيمن بفضل قوته البدنية ومهاراته الفنية العالية.
تدرّج جيمس في مختلف فرق الفئات السنية للنادي اللندني، قبل أن يُعير إلى فريق ويجان أتلتيك في موسم 2018-2019 لاكتساب الخبرة في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي “تشامبيونشيب”.
وفي ويجان، قدّم جيمس أداءً مميزاً جعله من أبرز لاعبي الفريق رغم صغر سنه، إذ شارك في 46 مباراة وسجل ثلاثة أهداف، كما نال جائزة أفضل لاعب في النادي لذلك الموسم، وهو إنجاز لافت لشاب لم يتجاوز التاسعة عشرة من عمره. هذه التجربة الناجحة فتحت له الباب للعودة إلى تشيلسي في صيف 2019، حيث اعتمد عليه المدرب فرانك لامبارد بشكل أساسي ضمن مشروعه لتجديد دماء الفريق بالاعتماد على المواهب الشابة.
ومنذ ذلك الحين، أثبت ريس جيمس أنه أحد أبرز أظهرة العالم بفضل قدرته على الجمع بين القوة الدفاعية والدعم الهجومي. يمتاز بدقة عرضياته وحُسن تمركزه في الكرات الثابتة، إلى جانب شخصيته القيادية التي جعلته خياراً طبيعياً لحمل شارة القيادة لاحقاً. وساهم بشكل مباشر في فوز تشيلسي بلقب دوري أبطال أوروبا موسم 2020-2021 بعد أداء لافت أمام مانشستر سيتي في النهائي، كما شارك في تتويج الفريق بكأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية.
على الصعيد الدولي، شارك جيمس مع منتخب إنجلترا في جميع المراحل السنية، قبل أن يُستدعى لأول مرة إلى المنتخب الأول عام 2020 تحت قيادة جاريث ساوثجيت. ورغم تعرضه لإصابات متكررة حالت دون مشاركته في بعض البطولات الكبرى، إلا أنه يُعد من الركائز الأساسية في تشكيلة “الأسود الثلاثة” بفضل قدرته على اللعب في أكثر من مركز دفاعي.
خارج الملعب، يُعرف جيمس بتواضعه وانخراطه في الأعمال الخيرية، إذ أسّس مؤسسة لدعم الأطفال والشباب في المجتمع المحلي، وشارك في عدة مبادرات لمكافحة الفقر والجوع في لندن. كما يحظى بتقدير واسع بين جماهير تشيلسي الذين يرونه رمزاً للولاء والانتماء، كونه أحد أبناء النادي الذين تدرجوا في أكاديميته وواصلوا تمثيله في أعلى المستويات محلياً وأوروبياً.