قدم فريق الاتحاد السعودي أداء متباينا في 90 دقيقة أمام شباب الأهلي الإماراتي في الجولة الثانية من مرحلة الدوري في دوري أبطال آسيا للنخبة.
وجاء الشوط الأول سلبيا تماما، بينما كان العميد أكثر شراسة وندية وخلقا للفرص في الثاني، لكنها لم تستغل، ليخسر 1-0، ويواصل التعثر.
الاتحاد ذو الوجهين تجرع خسارة جديدة قد تكلفه تعقيد حساباته في التأهل للأدوار الإقصائية في البطولة القارية التي يعود إليها بعد عام من الغياب، خاصة بعد الهزيمة في الجولة الأولى من فريق إماراتي آخر هو الوحدة (1-2).
وبثوب فني جديدة بعد رحيل الفرنسي لوران بلان، وتحت قيادة المدرب المؤقت حسن خليفة، ظهر الاتحاد بصورة باهتة تماما في أول 45 دقيقة، قبل أن يستعيد جزءا من هويته المفقودة كبطل للدوري السعودي في الشوط الثاني، وإن كان قد فشل أيضا في تحويل تأخره إلى تعادل على أقل تقدير.
أظهر الاتحاد بعضا من الشراسة، ولكن بعد فوات الأوان، بعد أن ارتضى المنافس الإماراتي بالتقدم ثم التراجع لتأمين تقدمه مع الاعتماد على المرتدات التي لم تفتقد الخطورة على مرمى الحارس رايكوفيتش المتألق.
ولم يتخلص الاتحاد من هفوات قاتلة شوهت بداية الموسم الثاني للفريق تحت قيادة مدربه السابق بلان، وأفقدت الفريق شخصيته الفنية، لعل أبرزها الهفوات الدفاعية وغياب العمق في التشكيل والافتقار إلى الحلول الإبداعية أيضا في الثلث الهجومي، بل الاعتماد أكثر على ما يقدمه أبرز النجوم من حلول فردية.
سلبيات مكررة
لم يكن مطلوبا من المدرب المؤقت حسن خليفة أن يحمل عصاه السحرية، ليزيل كل سلبيات زمن لوران بلان في 90 دقيقة، لكن على الأقل كان من المنتظر رؤية شكل أفضل للفريق، ورد فعل من اللاعبين يعكس أنهم ما زالوا يمثلون بطل الثنائية المحلية في الموسم الماضي.
لم تكن مفاجأة أن شباب الأهلي أكثر خطورة، فقد كان أكثر تنظيما وسرعة في التحولات، كذلك امتلك لاعبوه جرأة أكثر في اتخاذ القرارات الهجومية، لا سيما أن الضغط الدفاعي من الاتحاد كان هشا ويفتح المجال بسهولة للتوغل والتسديد حتى من مسافات بعيدة دون مضايقة.
ومع تنوع أساليب لعب باولو سوزا مدرب الفريق الإماراتي، لم تكن هناك أي مشقة في تهديد العميد، سواء من كرات عرضية أو تسديدات بعيدة المدى.
وظلت المشكلة المستمرة في الاتحاد التعامل مع الكرات العرضية، إذ تغيب الرقابة دائما عن مهاجمي المنافس.
ولم يكن الشكل الهجومي للعميد أقل سوءا من الدفاع: تباعد كبير بين اللاعبين وتمركز خاطئ في أحضان المدافعين، مما صعب مهمة صناع اللعب في خلق الفرص والتمريرات الحاسمة والخطيرة للمهاجمين.
ولعل فترات الانتعاشة الهجومية القليلة للعميد كانت فقط في الأوقات التي تدرج فيها الفريق بالكرة بشكل سليم، وتحرك اللاعبون دون كرة بوعي وذكاء لخلق مساحات، بخلاف ذلك لم تكن هجمات الاتحاد لتشكل خطورة حتى ولو استمر اللعب لليوم التالي.
وافتقد الاتحاد ميزة مهمة كان يمتلكها في الموسم الماضي، وهي ماكينة صناعة الأهداف موسى ديابي، ذلك أن النجم الفرنسي يعاني من تراجع كارثي في المستوى، بعدما كان يتميز ببراعته في توقيت القرار سواء السرعة والمهارة والمرور من المدافعين، أو التمرير كي يقدم هدايا لزملائه.
ديابي أصبح لاعبا لا يجيد كل ذلك، بل يفقد الكرة بسهولة سواء بتسديدات أو عرضيات عشوائية، أو فشل في تجاوز موقف 1 ضد 1.
تحول للأفضل.. ولكن!
مع تقدم الظهيرين والتخلي عن الحذر الدفاعي وتقديم العون لكل من موسى ديابي وستيفن بيرجوين، أصبح الشكل الهجومي للاتحاد أفضل.
حتى وإن كانت هناك مساحات شاسعة في الدفاع، فإنه على الأقل أظهر بطل الدوري السعودي رغبة حقيقية في العودة للمباراة.
كثافة عديدة في الوسط الهجومي للاتحاد كانت كفيلة بأن تنقل الخطورة إلى مناطق دفاع الفريق الإماراتي، وهو ما كان يحتاج العميد للقيام به منذ بداية المباراة لكنه فشل في ذلك.
غير أن السلبية الوحيدة ظلت تتمثل في الفشل في تعطيل مرتدات شباب الأهلي مبكرا، التي كادت تزيد المعاناة بهدف ثان، لولا تألق رايكوفيتش، علاوة على تمحور الأداء في البحث عن كريم بنزيما، وكأنه الوحيد الذي يملك أختام إنهاء الهجمات دون غيره، باستثناء محاولات فردية معدودة من جانب ستيفن بيرجوين وموسى ديابي.
وحتى مع تغيير مركز ديابي وانتقاله للجبهة اليسرى كانت هناك خطورة في انطلاقاته لكن ظلت أزمة القرار الأخير هي التي تعيق اكتمال الشكل الهجومي.
سقوط آسيوي جديد بدروس مستفادة كثيرة للاتحاد الذي يحتاج لمدرب جديد بهوية فنية واضحة في أقرب وقت إذا ما أراد إنقاذ موسمه.