أعلن نادي السد، حامل لقب الدوري القطري لكرة القدم، اليوم الخميس، التعاقد مع الإيطالي روبرتو مانشيني، مدربا للفريق، لموسمين ونصف خلفا للمقال، الإسباني فيكليس سانشيز.
وقال النادي بيان على موقعه الرسمي: “رسميا مانشيني مدربا للفريق”.
وأضاف: “يأتي هذا التعاقد في إطار سعي إدارة النادي لتعزيز الجهاز الفني بخبرات تدريبية متميزة قادرة على تحقيق طموحات الفريق ومواصلة حصد الإنجازات”.
وكانت إدارة السد دخلت في مفاوضات مع مانشيني منذ فترة، حيث زار الدوحة وحضر مباراة الفريق مع الريان في المرحلة التاسعة من الدوري والتي انتصر فيها 5–1، لكنه غادر العاصمة القطرية دون إتمام الاتفاق.
وأشارت تقارير صحفية الى أن المدرب الإيطالي رفض العرض المالي الأول المقدم له خلال زيارته السابقة لقطر، ما دفع الإدارة الى تقديم عرض جديد وافق عليه ووقع العقد الرسمي.
ويبحث السد من خلال التعاقد مع المدرب الإيطالي عن تصحيح مساره محليا وقاريا بعد بداية مخيبة للدوري الذي يحمل لقب نسختيه الأخيرتين، حيث اكتفى بجمع 8 نقاط فقط في سبع مراحل متلقيا ثلاثة هزائم، فيما اكتفى بتعادل وخسارة في الجولات الثلاث الأولى من مسابقة دوري أبطال آسيا للنخبة.
ودفعت تلك النتائج الإدارة لإقالة سانشيز وتعيين مواطنه مساعده سيرجيو أليجري بشكل مؤقت، دون جديد على المستوى القاري بخسارة ثانية أمام الأهلي السعودي 1-2، رغم التحسن المحلي بانتصارين عريضين على الريان 5–1 وأم صلال 8–3.
مسيرة حافلة
وُلد مانشيني في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 1964 في جيسولو بإيطاليا.
وبدأ مسيرته كلاعب في بولونيا ثم لمع بشدة مع سامبدوريا، حيث أصبح رمز النادي وحقق معه الدوري الإيطالي عام 1991 وكأس الكؤوس الأوروبية 1990.
واختتم مسيرته كلاعب في لاتسيو، حيث فاز بالـ دوري الإيطالي 2000 وكأس الكؤوس الأوروبية 1999.
لعب أيضًا للمنتخب الإيطالي وسجل 4 أهداف في 36 مباراة دولية.
ويملك مانشيني مسيرة حافلة كمدرب، واستهلها مع فيورنتينا عام 2001 وتوج معه بطلا للكأس المحلية في العام ذاته، قبل أن يقود لاتسيو (2002-2004) وتوج معه باللقب ذاته (2004)، وإنتر (2004-2008 و2014-2016) وفاز بلقب “سيري أ” ثلاث مرات (2006 و2007 و2008) وكأس إيطاليا مرتين (2005 و2006) والكأس السوبر الإيطالية مرتين (2005 و2006)، ومانشستر سيتي الإنجليزي (2009-2013) الذي قاده في عام 2012 إلى لقبه الأول كبطل للدوري الإنجليزي منذ 44 عاماً.
كما قاد جالطة سراي التركي الى لقب الكأس المحلية عام 2014.
وتولى مانشيني تدريب منتخب بلاده في الفترة من أيار/مايو 2018 إلى آب/أغسطس 2023، وقاده إلى الفوز بكأس أوروبا صيف 2021 وتحقيق سلسلة قياسية من 37 مباراة من دون هزيمة بين أيلول/سبتمبر 2018 وتشرين الأول/أكتوبر 2021.
لكن المنتخب الوطني فشل أيضاً في التأهل لكأس العالم 2022، وغاب عن النهائيات للمرة الثانية توالياً، كما لم يحقق بداية جيدة في التصفيات المؤهلة لكأس أوروبا 2024، حيث خسر على أرضه أمام إنجلترا 1-2.
ترك منصبه في 2023 للإشراف على تدريب المنتخب السعودي بعقد كان يمتد لثلاثة أعوام لكنه لم يستمر إلا عاما واحدا.
وقاد مانشيني المنتخب السعودي في 18 مباراة، وحقق الأخضر تحت إمرته 7 انتصارات و5 تعادلات مقابل 6 هزائم، حيث كانت نهائيات كأس آسيا 2023 في الدوحة آخر محطة له معه بعد خروجه من ثمن النهائي بعد الخسارة أمام كوريا الجنوبية بركلات الترجيح.
وكشف الإيطالي روبرتو مانشيني، وقتها أنه تنازل عن جزء كبير من الشرط الجزائي في عقده مع الاتحاد السعودي لكرة القدم.
وجاء رحيل مانشيني بسبب سوء نتائج المنتخب السعودي تحت قيادته، إذ اكتفى بـ5 نقاط من أول 4 مباريات في الدور الحاسم من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026.
وقال المدرب الإيطالي، في تصريحات لصحيفة “الاقتصادية” السعودية، “تنازلت عن أكثر من نصف قيمة الشرط الجزائي في العقد”.
وأضاف “لن أكشف عن قيمة المبلغ المالي، وما يمكنني قوله إن ما تنازلت عنه يتراوح بين 60 و70% من إجمالي الشرط الجزائي”.
وبحسب ما ذكرته صحيفة “كوريري ديلا سيرا” الإيطالية في وقت سابق، فإن الاتحاد السعودي دفع 50 مليون يورو مقابل إنهاء علاقته مع مانشيني، وهو أمر نفاه ياسر المسحل رئيس الاتحاد السعودي لاحقا.
بداية المشوار
وتنتظر المدرب الإيطالي مواجهة آسيوية أمام الوحدة في أول مباراة رسمية مع السد وستكون أمام الوحدة الإماراتي، يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، ضمن دوري أبطال آسيا، في اختبار مبكر سيشكّل الانطلاقة الفعلية للمشروع الفني الجديد.
ويعوّل السد على خبرة مانشيني ومسيرته الدولية لاستعادة إيقاع المنافسة على لقب الدوري، وتعزيز الحضور القاري، وبناء فريق قادر على الاستمرارية حتى 2028.