ضمن المنتخب السعودي أول ثلاث نقاط ثمينة في مشواره ضمن الملحق الآسيوي المؤهل لنهائيات كأس العالم 2026، المقرر إقامتها في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، بعد فوز صعب ومثير على منتخب إندونيسيا بنتيجة 3-2 في مباراة حملت العديد من المشاهد الدرامية داخل وخارج الملعب.
المواجهة التي احتضنها ملعب الإنماء لم تكن سهلة على الإطلاق، إذ كشفت عن جوانب عديدة في أداء المنتخب السعودي، بين التألق الفردي لبعض النجوم والاختبارات الذهنية للفريق في ظل الضغط الجماهيري والظروف المتقلبة التي مرت بها المباراة، كما أنها حملت الكثير من اللقطات المميزة والتي يرصدها “كووورة” في التقرير التالي..
تألق البريكان
حصد مهاجم أهلي جدة فراس البريكان جائزة أفضل لاعب في المباراة، وذلك بعدما سجل هدفين، خلال الفوز بثلاثية. صحيح أن البريكان سجل هدفا منهما عبر ركلة جزاء، لكن توقيتات أهدافه كانت رائعة، وكلاهما ساهم في تحقيق الفوز.
وفي وقت تبحث فيه الكرة السعودية عن مهاجم وهداف مميز ذو مستوى ثابت، فقد نجح نجم الأهلي في تقديم نفسه بأفضل مايكون، حيث سجل اللاعب هدفه رقم 31 على صعيد جميع الفئات السنية للمنتخبات السعودية، وكانت أغلب أهدافه مؤثرة في مسيرة الأخضر على مستوى الكبار تحديدا.
النجم المتخصص في مشوار التصفيات أظهر تألقا لافتا، حيث لعب 76 دقيقة لمس الكرة فيها 38 مرة، وسجل هدفين وصنع 3 فرص خطيرة، كما كسب ركلة جزاء، ومرر 14 تمريرة صحيحة من أصل 20، واستخلص كرة واحدة ناجحة بنسبة دقة 100%، كما فاز بـ 6 التحامات أرضية من أصل 8، و4 التحامات هوائية من أصل 5.
وعقب المباراة أكد البريكان أن مباراة الثلاثاء ضد العراق ستكون بمثابة نهائي خاص.
بصمة أولى
أما صالح أبو الشامات، فقد أبرز موهبته في بدايات ظهوره الدولي بقميص الأخضر، حيث سجل هدفه الدولي الأول، وهدف له وزنه وأهميته كونه قد يساهم في تأهل المنتخب لنهائيات كأس العالم.
المثير أن الهدف الذي سجله أبو الشامات جاء من التسديدة الأولى له على المرمى، كما حرمت العارضة نجم أهلي جدة من محاولة أخرى.
وأظهر اللاعب تألقا لافتا في قيادته للجبهة اليمنى الهجومية، مع تبادل أدوار مرن بينه وبين زملائه في الهجوم.
وقال اللاعب عقب المباراة: “فوز مهم، لكن حتى الآن لم نحقق شيء، لأن هناك مباراة أخرى ضد العراق.. لم نتوقع أي مباراة سهلة، لأن المنتخبات الثلاثة في المجموعة تطمح في التأهل المباشر للمونديال”.
تيفو “الاصطياد”
وعلى غرار التألق الجماهيري للأندية، فقد توحدت الجماهير خلف راية المنتخب بشكل رائع في ملعب الإنماء، وظهرت ألوان التشجيع الرائعة في المباراة، من خلال رفع “تيفو” خاص بالمباراة.
ورفعت الجماهير “تيفو” كُتب عليه “Hunt” أو الاصطياد، في رسالة تحفيزية للاعبين من أجل اصطياد منافسيهم وحصد بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم.
احتفال المولد
ومثلما كانت الاحتفالات الجماهيرية صاخبة وحماسية وتحمل ألوانا رائعة من التشجيع، فإن الملعب أيضا لم يخلُ من مظاهر احتفالية رائعة.
وفي لمسة وفاء رائعة للنجم الغائب طويلا بسبب إصابته بغيبوبة فهد المولد، فقد احتفل لاعبو المنتخب السعودية بالطريقة الاحتفالية المميزة لنجم الكرة السعودية السابق.
وحرص صالح أبو الشامات وفراس البريكان على تكرار احتفالية المولد بعد كل هدف الأمر الذي أثار إعجاب وتعاطف الجماهير لارتباط المشجعين بنجم الاتحاد والشباب السابق.
انفعال رينارد
لم يخلُ اللقاء من التوتر، حيث بدا المدرب الفرنسي هيرفي رينارد في حالة غضب متكرر خلال شوطي المباراة، سواء بسبب أخطاء في التمركز أو بطء في التحول من الدفاع إلى الهجوم.
لكن ذروة انفعاله جاءت في لقطة مثيرة مع أحد لاعبي المنتخب الإندونيسي الذي توجه نحوه بكلمات اعتبرها رينارد مسيئة، على خلفية تأخره في إعادة الكرة للملعب أثناء توقف اللعب.
المدرب الفرنسي المعروف بحماسه الشديد لم يتردد في الرد بعصبية، قبل أن يتدخل الحكم بحكمة ويحتوي الموقف سريعًا. هذه اللقطة تعكس جانبًا من شخصية رينارد الذي يعيش كل لحظة في المباراة بعاطفة كبيرة، ويرفض أي تصرف قد يُفسر كاستهانة بالمنتخب أو بروح المنافسة.
طرد كنو
محمد كنو لاعب خط وسط الهلال، لفت الانظار إليه في مباراة المنتخب السعودي، ليس بسبب تألقه أو تسديدة ما أو تمريرة صنعت هدف، ولكن بسبب أغرب حالة طرد كان بطلها اللاعب.
كنو الذي شارك بديلا في آخر دقائق الشوط الثاني، كورقة يراهن بها هيرفي رينارد على استعادة السيطرة على مناطق صناعة اللعب في خط الوسط، خذل مدربه ونال بطاقة حمراء في أقل من 5 ثوان بعد حصوله على إنذار أول.
وأشهر الحكم أحمد علي إنذارا في وجه كنو بداعي أنه يهدر الوقت نتيجة لعدم تنفيذه رمية تماس بشكل سريع، وترك الكرة إلى زميله سعود عبد الحميد، لكن اعتراض كنو بصورة غير لائقة كلفه البطاقة الحمراء.
وسبق أن نال كنو أكثر من بطاقة حمراء سواء مع الأندية أو المنتخب، كان من بينها طرده في مباراة الصين بتصفيات كأس العالم، الأمر الذي يثير الجدل حول مدى تركيز اللاعب رغم موهبته الكبيرة لكنه يهدر جهده، وربما جهد فريقه وكاد يكلف المنتخب السعودي خسارة نقطتين حال استغلت إندونيسيا النقص العددي وسجلت الهدف الثالث.