خرج عبد الله الحمدان، نجم الهلال والمنتخب السعودي، بتصريحات مثيرة عقب الانتصار الصعب على كوت ديفوار، بهدف دون رد، خلال المباراة الودية التي جمعت الطرفين، اليوم الجمعة.
ويخضع رجال “الأخضر” لمعسكر في مدينة جدة، من أجل الاستعداد لبطولة كأس العرب، المقرر إقامتها خلال الشهر المقبل في قطر.
وتقام البطولة خلال الفترة من 1 ديسمبر/ كانون الأول المقبل حتى 18 من الشهر ذاته، بمشاركة نخبة من ألمع المنتخبات.
ماذا قال الحمدان؟
تحدث الحمدان، في تصريحات عقب المباراة أمام وسائل الإعلام، قائلا: “نسعى للوصول إلى أفضل جاهزية ممكنة من أجل المنافسة على لقب كأس العرب، والاستعداد بشكل جيد لكأس العالم المقبلة”.
وأضاف: “سعداء للغاية بتحقيق انتصار صعب أمام منتخب كبير مثل كوت ديفوار، وهدفنا السير على النهج ذاته خلال مواجهة الجزائر، يوم الثلاثاء”.
وتابع: “منتخب الجزائر قوي للغاية، ولديه مجموعة رائعة من اللاعبين، ولكننا أيضًا نمتلك أسماء رائعة، يمكنها تحقيق الفوز”.
واختتم: “الفوز على كوت ديفوار، سيصنع الفارق في التصنيف وهذا هو الأمر المهم، بالإضافة للخروج بنقاط إيجابية مميزة، ورغبتنا هي الوصول لأفضل جاهزية قبل كأس العالم 2026”.
كيف ظهرت السعودية أمام كوت ديفوار؟
شهدت مواجهة السعودية وكوت ديفوار مرحلة اختبار حقيقية للمنتخب السعودي، حيث قدم الفريق أداءً متوازنًا يجمع بين الحذر التكتيكي والانضباط الدفاعي، مع محاولات تدريجية للسيطرة على وسط الملعب وبناء الهجمات بشكل منظم.
بداية المباراة كانت حذرة، حيث ظهر كل فريق حريصًا على عدم تلقي هدف مبكر، مما أدى إلى انحصار الكرة لفترات طويلة في وسط الملعب مع تبادل محسوب للتمريرات ومحاولات محدودة لاختراق الدفاعات.
أبرز نقاط قوة السعودية كانت في خط الوسط، حيث نجح اللاعبون في فرض نسقهم على مجريات اللعب تدريجيًا. تحركات اللاعبين بين الخطوط كانت منظمة، مع ضغط مستمر على حامل الكرة لدى الفريق الإيفواري، ما أدى إلى قطع بعض الكرات الهجومية مبكرًا وإجبار الخصم على اللعب في مناطق أعمق.
هذا الأسلوب أتاح للأخضر استغلال المساحات عند الهجمات المرتدة، رغم أن الشوط الأول شهد قلة الفرص المباشرة على المرميين.
الهجوم السعودي اعتمد على سرعة التحولات والتمريرات المباشرة خلف الدفاع، وقد كان الهدف المبكر عبر صالح أبو الشامات نتيجة خطأ دفاعي للإيفواريين مؤشرًا على قدرة الفريق على استغلال الفرص.
ومع ذلك، كان هناك بعض البطء في التمريرات الأخيرة وعدم الدقة في الاختراقات، ما حد من فعالية الهجوم خلال المباراة.
تسديدات أبو الشامات وناصر الدوسري أعطت لمحة عن الإمكانيات الهجومية، لكنها لم تصل إلى مستوى الاستغلال الأمثل للمساحات.
على الصعيد الدفاعي، أظهر الفريق تماسكًا كبيرًا، حيث كان الحرس الخلفي منظمًا في الرقابة على المهاجمين الإيفواريين، مع دعم مستمر من لاعبي الوسط الدفاعي.
الحارس نواف العقيدي كان عنصرًا مؤثرًا في الحفاظ على تقدم الفريق، حيث تصدى لعدة فرص خطيرة، أبرزها تسديدات فرانك كيسي وكريستي في الشوطين الأول والثاني، ما يعكس مستوى التركيز العالي والجاهزية البدنية.
ومنحت مواجهة كوت ديفوار الجهاز الفني السعودي فرصة لاختبار التشكيلات المختلفة واللاعبين الشباب، بالإضافة إلى تقييم فعالية التكتيك الدفاعي والهجومي تحت ضغط فريق قوي تقنيًا مثل المنتخب الإيفواري.
كما أبرزت المباراة بعض النقاط التي تحتاج إلى تحسين، خاصة الدقة في التمريرات النهائية والتحركات الجماعية في المناطق الهجومية، وهو ما سيكون محور التركيز خلال الأيام المقبلة قبل كأس العرب.
تحديات صعبة أمام رينارد
يواجه المدرب الفرنسي هيرفي رينارد مجموعة كبيرة من التحديات في الفترة المقبلة مع المنتخب السعودي، خاصة مع اقتراب استحقاقات مهمة مثل كأس العرب، والتي تعتبر فرصة حيوية للفريق لاستعادة هيبته والتأكيد على قدرته على المنافسة على المستوى الإقليمي والدولي.
أول هذه التحديات يتمثل في ظروف الإصابات التي تضرب صفوف المنتخب، إذ يعاني “الأخضر” من غيابات مؤثرة قد تقيد خيارات رينارد في الاختيار بين اللاعبين الأساسيين والبدلاء.
الإصابات تجعل من الضروري إعادة ترتيب التشكيلة، وإيجاد بدائل مناسبة للاعبين الغائبين دون التأثير على الانسجام الفني والتوازن التكتيكي للفريق، وهذا يمثل اختبارًا حقيقيًا للقدرة التدريبية لرينارد على إدارة الموارد البشرية بشكل أمثل، واستغلال كل لاعب في موقعه الصحيح لإبقاء الأداء متماسكًا.
التحدي الثاني يرتبط بالضغط الجماهيري والتوقعات الكبيرة، حيث يتوقع الجمهور السعودي أن يعيد رينارد المنتخب إلى منصات التتويج بعد فترة شهدت تذبذبًا في النتائج والأداء.
هذا الضغط يتطلب من المدرب إيجاد توازن بين الإعداد النفسي للاعبين وبين تحقيق النتائج على أرض الملعب، خصوصًا أن المباريات المقبلة ستضعه أمام خصوم مختلفين من حيث الأسلوب والخبرة، ما يستلزم إعداد خطط تكتيكية مرنة وقادرة على التعامل مع كل سيناريو.
تحقيق كأس العرب يمثل هدفًا استراتيجيًا ليس فقط للإنجاز التاريخي، بل أيضًا كمنصة إعداد مثالية للمونديال.
رينارد يحتاج إلى استثمار البطولة لتجربة التشكيلات المختلفة، وإعادة بناء الانسجام بين اللاعبين الشباب والخبرات القديمة، واختبار الخطط الهجومية والدفاعية تحت ضغط المنافسة.
النجاح في هذه البطولة سيكون بمثابة دفعة معنوية كبيرة للمنتخب، ويمنح الثقة قبل الانتقال إلى المستوى العالمي.
كما أن التحدي الثالث يتمثل في رفع المستوى الفني مع الكرة، فالمدرب الفرنسي يدرك أن السعودية بحاجة إلى تطوير الأداء الهجومي والتحركات الجماعية، خاصة ضد الفرق التي تمتلك دفاعات محكمة، وهو ما ظهر في بعض الوديات السابقة
وبالتالي، سيحتاج المدرب إلى التركيز على تحسين التمريرات الأخيرة، واستغلال المساحات بشكل أفضل، مع الحفاظ على الانضباط الدفاعي والقدرة على التعامل مع الضغط العالي من المنافسين.