الخائن النبيل.. عندما يكون المجد أغلى من الجذور

BySayed

يونيو 9, 2025


قد لا تتقبل القلوب الإسبانية بسهولة رؤية أحد أبنائها يقود خصمًا تقليديًا نحو المجد، لكن كرة القدم لا تعترف بالعواطف بقدر ما تُمجّد من يكتب التاريخ بالأداء والإنجاز.

هكذا فعل روبيرتو مارتينيز، المدرب الكتالوني الذي تجاوز حدود الانتماء، وقاد البرتغال إلى قمة أوروبا على حساب بلاده الأم، مؤكدًا أن عصر الاحتراف لا يرحم التردد، بل يكافئ الشجاعة والنجاح.

وفي واحدة من أكثر اللحظات إثارة في كرة القدم الحديثة، قاد مارتينيز منتخب البرتغال إلى التتويج بلقب دوري الأمم الأوروبية 2024/2025، على حساب بلاده الأم إسبانيا، بعد مباراة درامية انتهت بالتعادل (2-2) في الوقتين الأصلي والإضافي، وحُسمت بركلات الترجيح بنتيجة (5-3).

هذا المشهد الفريد لم يكن مجرد انتصار رياضي، بل تجسيد حي لما يمكن أن يقدمه عصر الاحتراف، حين يتجاوز المدربون واللاعبون حدود الجغرافيا والعواطف من أجل المجد والإنجاز.

ابن كتالونيا الذي أهدى المجد لبلاد فاسكو دا جاما

وُلد روبيرتو مارتينيز في بالاغير بمقاطعة ليدا في إقليم كتالونيا، وبدأ مسيرته الكروية مع نادي بلدته في سن التاسعة. ثم انتقل في عمر السادسة عشرة إلى ريال سرقسطة، حيث لم يكتف بلعب الكرة، بل حصل على بكالوريوس في العلاج الطبيعي، ولاحقًا دبلوم دراسات عليا في إدارة الأعمال من جامعة مانشستر متروبوليتان.

لاحقًا، تنقل مارتينيز في مشواره التدريبي بين سوانزي، ويجان، وإيفرتون، وبلجيكا، قبل أن يتولى تدريب البرتغال عام 2023، خلفًا لفرناندو سانتوس.

ورغم انتمائه الإسباني، أثبت مارتينيز أنه مدرب محترف من الطراز الرفيع، أعاد بناء البرتغال بعد رحيل الجيل الذهبي بقيادة كريستيانو رونالدو، ونجح في دمج الخبرة مع المواهب الشابة، وصياغة فريق قادر على المنافسة لأعوام قادمة.

من الاحتراف إلى المجد

ما فعله مارتينيز لم يكن سهلًا على المستوى النفسي، فهو واجه بلاده الأصلية في مباراة نهائية، أمام منتخب يعرفه جيدًا، وبين لاعبين ربما يحمل تجاههم مشاعر وطنية دفينة. ومع ذلك، تصرّف كقائد ناضج، وتعامل بمهنية عالية، ليقود البرتغال إلى الذهب، وسط تصفيق من جمهور احترم العمل أكثر من الجذور.

تتويج بطعم المستقبل

بلقب دوري الأمم 2024/2025، تكتب البرتغال فصلًا جديدًا في تاريخها الكروي. فهو ليس فقط تتويجًا ببطولة قارية، بل إثبات على أن المشروع الجديد بقيادة مارتينيز يسير في الاتجاه الصحيح. منتخب جديد، بعقلية جديدة، وبدون الاعتماد على أساطير الأمس فقط، بل بصناعة نجوم اليوم والغد.



المصدر – كوورة

By Sayed