كشف لويس روبياليس، الرئيس السابق للاتحاد الإسباني لكرة القدم، تفاصيل خطته لإقناع الشاب لامين يامال، نجم برشلونة، بتمثيل المنتخب الإسباني، مؤكداً أنه وضع استراتيجية عمل خاصة منذ أن كان اللاعب يبلغ 12 عامًا فقط لضمان انضمامه إلى صفوف “لاروخا”.
ووفقًا لصحيفة “سبورت” الإسبانية، أصبح لامين يامال أحد أبرز نجوم كرة القدم العالمية رغم أنه لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره، إذ يعتبره كثيرون أفضل لاعب في العالم حاليًا. كما يعد المهاجم الشاب أيقونة لجماهير برشلونة والمنتخب الإسباني، ويتصدر أغلفة الصحف ونقاشات البرامج الرياضية.
وقد تصدر اسم لامين يامال العناوين مجددًا بعد استبعاده من قائمة المنتخب الإسباني خلال فترة التوقف الدولي الحالية، بسبب استمرار معاناته من آلام الفتاق، في حلقة جديدة من التوتر بين ناديه ومنتخب بلاده.
وتحدث روبياليس، الذي سبق إدانته في قضية اعتداء جنسي، عن خلفيات انضمام يامال للمنتخبات الإسبانية في مقابلة مع برنامج “الشيرينجيتو”، حيث تباهى بدوره في العملية قائلاً إنه من صمم الخطة التي سمحت للاتحاد الإسباني بضم موهبة برشلونة إلى فئاته السنية.
وقال روبياليس: “حين كان لامين يبلغ 12 عامًا، جاءني مسؤولو الفئات السنية في الاتحاد الإسباني وقالوا لي: (هناك لاعب علينا متابعته). فسألتهم: مع 12 عامًا فقط، هل ترونه بهذه الإمكانات؟ فقالوا: نعم، نراه بوضوح، لكن والدته من دولة ووالده من أخرى، بينما هو وُلد هنا. فطلبوا مني وضع خطة عمل مباشرة، وهذا ما فعلته”.
وأوضح الرئيس السابق للاتحاد أن تلك الخطة كانت بسيطة لكنها فعالة، مضيفًا: “طلبت منهم أن يذهبوا متى أرادوا للتحدث مع والديه، وأن يبقوا دائمًا قريبين من اللاعب، وأن يجعلوه يشعر برغبة في ارتداء قميص المنتخب الإسباني”.
وتابع: “يامال من جهته قدم كل ما يلزم منذ البداية، وقمنا بـ4 أو 5 رحلات على الأقل للتواصل مع عائلته ومتابعته عن قرب”.
وفي ختام حديثه، شدد روبياليس على أهمية الجهود التي تُبذل خلف الكواليس داخل الاتحاد الإسباني، قائلاً: “هناك عمل خفي لا يراه أحد، وأحيانًا لا يؤتي ثماره، لكننا في الاتحاد الإسباني عملنا كثيرًا ووسعنا الموارد سواء لفرق السيدات أو الرجال، من أجل اكتشاف ومتابعة المواهب في جميع أنحاء البلاد”.
برشلونة يتنفس الصعداء
تنفس برشلونة الصعداء بعد تلقيه تقريرًا طبيًا إيجابيًا من خبير بلجيكي متخصص في الحالة العضلية لنجمه الشاب لامين يامال، الذي يُعد أحد أهم مواهب الفريق وأكثرهم قيمة في الوقت الحالي.
وحرص النادي الكتالوني على اتخاذ جميع الإجراءات الممكنة لمتابعة حالة اللاعب بدقة، بعد أن شعر الجهاز الفني بقيادة الألماني هانز فليك بضرورة التأكد من تطورات إصابته الأخيرة.
ووفقًا لصحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية، سعى برشلونة إلى الحصول على رأي موثوق في هذا الملف، لذلك استعان بطبيب بلجيكي يُعد من أبرز المتخصصين في علاج إصابات العضلة العانية (الفتق الرياضي).
ويُعد هذا الطبيب من الأسماء البارزة عالميًا في هذا المجال، إذ سبق له التعامل مع أكثر من 3 آلاف حالة مشابهة بين الرياضيين، خصوصًا لاعبي كرة القدم وكرة السلة.
وتولى الدكتور برونا، رئيس الجهاز الطبي لفريق برشلونة، التنسيق المباشر مع الطبيب البلجيكي، حيث أشرف على فحص حالة يامال ومتابعة سير عملية تعافيه منذ بدايتها، بهدف التأكد من تنفيذ البرنامج العلاجي بالشكل الأمثل.
وكشفت الصحيفة أن الطبيب البلجيكي أبدى ارتياحه التام لحالة اللاعب البدنية، مؤكدًا أن المهاجم الشاب في وضع جيد، وأن البرنامج الذي وضعه الجهاز الطبي للنادي من حيث التأهيل البدني والعلاج الطبيعي يسير على المسار الصحيح، مع تطور واضح وملموس في حالته.
وأكد الخبير البلجيكي في حديثه مع طاقم برشلونة أن أهم ما يميز علاج إصابات العضلة العانية هو اكتشافها مبكرًا والبدء في علاجها المكثف خلال المراحل الأولى، وهو ما حدث بالفعل مع لامين يامال، ما يجعل الموقف غير مقلق.
لكن شدد الطبيب البلجيكي في الوقت نفسه على ضرورة التزام اللاعب التام بتعليمات الأطباء والمدربين للحفاظ على مستواه العالي وتفادي أي انتكاسة مستقبلية.
وفي برشلونة، لا يسود أي قلق بشأن الحالة البدنية لامين يامال، خصوصًا أنه يقدم في الأسابيع الأخيرة مستويات مميزة بعد أدائه المخيب أمام ريال مدريد في ملعب سانتياجو برنابيو.
ورغم ذلك، أراد النادي الحصول على رأي خبير عالمي لتعزيز الثقة في خطة العلاج الحالية وضمان أفضل متابعة ممكنة لموهبته الشابة.
وفي الإطار نفسه، تحدث المدرب هانز فليك خلال المؤتمر الصحفي الذي سبق مواجهة سيلتا فيجو عن تطور عقلية اللاعب وانضباطه، قائلاً: “لامين غيّر من انضباطه، وأصبح أفضل الآن، يعمل بجد سواء في الملعب أو في صالة الألعاب الرياضية، ومن المهم جدًا لهذه الإصابة أن يستمر في هذا النهج”.
وبهذه التقييمات الإيجابية من الطبيب البلجيكي، يشعر برشلونة بالاطمئنان تجاه حالة يامال، الذي يواصل العمل بجدية داخل الملعب وخارجه من أجل الحفاظ على جاهزيته البدنية واستمراره في تقديم أفضل ما لديه مع الفريق الكتالوني.