الركراكي يستهدف رقمًا قياسيًا عالميًا أمام البحرين

BySayed

أكتوبر 8, 2025


أسود الأطلس يستهدفون لقب الكان في المقام الأول

يستهدف منتخب المغرب بقيادة وليد الركراكي رقمًا قياسيًا تاريخيًا، وإنجازًا استعصى على كل منتخبات العالم تحقيقه منذ عام 2009، حين وقع منتخب إسبانيا على سلسلة بلغت 15 انتصارًا متتاليًا، انكسرت في مشاركته بكأس القارات في جنوب إفريقيا، بالهزيمة أمام أمريكا.

ويبتعد منتخب المغرب بفارق انتصار واحد فقط عن هذه السلسلة، ويطمح إلى معادلتها من خلال مواجهة البحرين الودية، المرتقبة مساء غد الخميس على استاد مولاي عبد الله بالرباط، التي تمثل فرصة كبيرة لتحقيق هذا الإنجاز.

ولا يتوقف طموح المنتخب المغربي ومدربه الركراكي عند هذا الرقم فحسب، بل يتخطاه لإضافة انتصار آخر، حين يواجه الثلاثاء المقبل بالرباط أيضًا منتخب الكونغو، في ختام مباريات تصفيات كأس العالم 2026. 

ويأمل الركراكي أن تتواصل انتصاراته حتى بطولة كأس أمم أفريقيا، إذ يؤكد دائمًا أنه لا ينظر إلى الأرقام إلا بوصفها “وسيلة لبناء عقلية الفوز لدى اللاعبين”. 

ويُعد الركراكي صاحب حزمة من الأرقام القياسية غير المسبوقة، على رأس العارضة الفنية لمنتخب المغرب، استهلها منذ مونديال قطر، حين قاد “أسود الأطلس” إلى نصف النهائي في إنجاز تاريخي، لم يحققه قبله أي منتخب عربي أو أفريقي.

الركراكي مهووس بالرقم

اعترف وليد الركراكي، في حديثه خلال المؤتمر الصحفي الذي سبق مواجهة البحرين، بأنه مهتم كثيرًا بتحقيق الانتصار القادم، مفسرًا هذا الاهتمام بقوله: “لو سنحت هذه الفرصة أمام منتخب ألمانيا العريق مثلًا، فلن يهتموا بمن سيواجهون، سواء كان منتخب ليشتنشتاين أو مالطا أو غيرهما”.

وأضاف: “لذلك لست مقتنعًا بمن يقولون إنه كان يجب علينا مواجهة منتخب عالمي، كي نضفي بعض المصداقية على هذا الانتصار.. لقد بحثنا بالفعل عن منتخبات قوية مثل السنغال وكوت ديفوار ونيجيريا، لكن التزاماتهم بتصفيات كأس العالم حالت دون ذلك”.

وأضاف الركراكي أن هذا الرقم لا يعنيه على المستوى الشخصي فقط، بل يعني المغرب بأسره، موضحًا: “بعد نهاية المباراة بمشيئة الله تعالى، إن انتصرنا، فلن ينسب أحد الرقم لي شخصيًا، بل سيُكتب باسم المغرب.. ستأتي أجيال بعد سنوات وتقرأ في سجلات جينيس، أن المغرب هو صاحب الرقم القياسي، وليس الركراكي.. لهذا أنا مهتم بكسر رقم أفضل جيل في كرة القدم الأوروبية خلال العقود الأخيرة (منتخب إسبانيا)”.

وسيكون المنتخب المغربي مدعومًا بأكثر من 66 ألف مشجع، اقتطعوا تذاكرهم مبكرًا لحضور المباراة على استاد مولاي عبد الله، وسط أجواء احتفالية مميزة رغم الطابع الودي للقاء، في مشهد يعكس الشعبية الكبيرة التي بات يتمتع بها المنتخب، بعد النجاحات المتتالية تحت قيادة الركراكي.

حزمة تاريخية

المنتخب المغربي ومدربه يملكان حزمة مذهلة من الأرقام والإنجازات المشتركة. فـ”أسود الأطلس” يُعدون المنتخب الوحيد في قارتهم، الذي ما زال بإمكانه إنهاء تصفيات كأس العالم بالعلامة الكاملة، ويكفيه لتحقيق ذلك الفوز في مباراته المقبلة أمام الكونغو، التي هزمها ذهابًا بنتيجة عريضة بلغت (6-0).

وحقق المنتخب المغربي 7 انتصارات متتالية، في التصفيات الحالية للمونديال، مع حصيلة هجومية كبيرة بلغت 21 هدفًا، بينما تلقت شباكه هدفين فقط.

ومنذ توليه تدريب المنتخب المغربي، خاض الركراكي 38 مباراة، فاز في 27 منها، وتعادل في 7، وخسر 4 فقط، بينها مباراتان في مونديال قطر، ومباراتان قارّيتان أمام منتخب جنوب أفريقيا.

ويُعد الركراكي أول مدرب في تاريخ الكرة الأفريقية، يفوز بأربع مباريات في نسخة واحدة من كأس العالم. كما أنه أول مدرب عربي يهزم منتخب البرازيل، وكان ذلك وديًا في طنجة. 

ويزخر سجله بعديد الأرقام المميزة، التي يسعى لتعزيزها عبر مواجهتي البحرين والكونغو، وإن كان يعتبر بطولة كأس أمم أفريقيا الرهان الأكبر في مشواره التدريبي، حيث قال في تصريح خاص لـ”كووورة”: “كل هذه الأرقام لا تعني لي شيئًا، ما لم نتوج بالكان”.

الأفضل في التاريخ

وعن وصفه بأنه أفضل مدرب في تاريخ الكرة المغربية، قال الركراكي في تصريحات تلفزيونية: “لا أنظر إلى هذا التقييم بنظرة خيلاء أو استعلاء، لأن الأفضل هو من يتوج بالبطولات والكؤوس، وأنا حتى الآن لم أتوج بأي لقب”.

وأضاف: “صحيح أن إنجاز كأس العالم كان له أثر إيجابي كبير، وأحدث انعطافة مهمة في مسار الكرة المغربية على كافة المستويات، كما كان مصدر إلهام لباقي الفئات السنية، لكن لقب الأفضل سيكون أكثر مشروعية حين نتوج بلقب أمم أفريقيا في بلادنا.. إن تحقق ذلك، فسيكون الجيل بأكمله – وليس الركراكي وحده – هو الأفضل في تاريخ الكرة المغربية من دون منازع”.

بهذه العقلية المتزنة والطموح الكبير، يسعى وليد الركراكي إلى كتابة صفحة جديدة في تاريخ كرة القدم المغربية، واضعًا نصب عينيه الجمع بين الإنجاز الرقمي والتتويج الفعلي، ليصنع منتخبًا لا يكتفي بتحطيم الأرقام، بل يكرس نفسه كقوة كروية مستدامة في القارة الأفريقية والعالم.



المصدر – كوورة

By Sayed