حسم التعادل الإيجابي (1-1) المواجهة القوية بين السد القطري وضيفه الشارقة الإماراتي، في اللقاء الذي أقيم مساء الثلاثاء على استاد جاسم بن حمد بالدوحة، ضمن الجولة الثانية من منافسات منطقة الغرب في دوري أبطال آسيا للنخبة.
المباراة جاءت مثيرة وحافلة بالفرص، حيث تقدّم السد بهدف مبكر عبر نجمه أكرم عفيف في الدقيقة 18، قبل أن يدرك البرازيلي كايو لوكاس التعادل للشارقة عند الدقيقة 73، ليخرج الفريقان بنقطة لكل منهما.
دخل السد اللقاء وعينه على تحقيق الفوز الأول بعد تعادله في الجولة الافتتاحية أمام الشرطة العراقي في بغداد (1-1)، فيما جاء الشارقة منتشيًا بانتصاره المثير على الغرافة (4-3) في الإمارات.
النتيجة النهائية جعلت السد يرفع رصيده إلى نقطتين، بينما ارتفع رصيد الشارقة إلى 4 نقاط، ليواصل منافسته المبكرة على صدارة الترتيب.
وعلى صعيد المجموعة الغربية، انفرد الهلال السعودي بالقمة برصيد 6 نقاط، يليه كل من الشارقة والأهلي والوحدة بـ4 نقاط، والغرافة بـ3 نقاط، ثم تراكتور الإيراني والسد القطري بنقطتين، بينما يملك شباب الأهلي والدحيل والشرطة نقطة واحدة فقط، في حين ما زال الاتحاد السعودي وناساف الأوزبكي بدون رصيد.
دخل السد المباراة بتشكيلة أساسية قادها الحارس مشعل برشم، وأمامه في الدفاع كل من بيدرو ميجيل، بوعلام خوخي، روماين سايس، وباولو أوتافيو، بينما تواجد في الوسط طارق سلمان، محمد كمارا، حسن الهيدوس، وأجوستين سوريا، وفي الهجوم الثنائي أكرم عفيف وروبيرتو فيرمينو.
أما الشارقة، فقد اعتمد مدربه على الحارس درويش محمد، وأمامه الرباعي الدفاعي مارو كاتانيتش، خالد الظنحاني، الكوري الجنوبي تشو يو-مين، والصربي ديفيد بيتروفيتش، بينما ضم خط الوسط جيرونيمو بوبليتي، جيليرمي بيرو، عادل تاعرابت، وماجد حسن، وفي الهجوم كايو لوكاس وري ماناج.
بداية قوية من “الزعيم”
جاءت انطلاقة المباراة متوازنة مع أفضلية نسبية للسد في السيطرة على وسط الميدان. وبعد سلسلة من المحاولات، نجح أكرم عفيف في افتتاح التسجيل بالدقيقة 18 بعدما انطلق من الجهة اليسرى، راوغ مدافع الشارقة بمهارة، وسدد كرة أرضية زاحفة استقرت في الزاوية اليمنى لمرمى درويش محمد، مانحًا “الزعيم” القطري الأفضلية المبكرة.
ولم تمضِ سوى لحظات على الهدف حتى حصل الشارقة على ركلة جزاء إثر لمسة يد ضد بوعلام خوخي بعد عرضية من عادل تاعرابت. كايو لوكاس انبرى للتسديد، لكن الحارس مشعل برشم تألق في التصدي للكرة، حارمًا الفريق الإماراتي من تعديل النتيجة مبكرًا.
محاولات متبادلة وإثارة حتى النهاية
واصل السد ضغطه الهجومي، معتمدًا على تحركات عفيف المتنوعة بين الطرفين، لكنه اصطدم بصلابة دفاع الشارقة. وفي المقابل، اعتمد “الملك” الإماراتي على الهجمات المرتدة، وكاد أن يدرك التعادل في الدقيقة 41 عبر تسديدة قوية لري ماناج اصطدمت بالقائم الأيمن، في أبرز فرص الشوط الأول الذي انتهى بتقدم أصحاب الأرض بهدف نظيف.
في الشوط الثاني، اضطر السد لإجراء تبديل مبكر بخروج رومان سايس للإصابة ونزول مصطفى طارق.
هذا التغيير أعطى الشارقة فرصة للتقدم أكثر هجوميًا، حيث شكّل ري ماناج خطورة كبيرة، وأهدر انفرادًا صريحًا تصدى له برشم ببراعة في الدقيقة 61.
ومع مرور الوقت، ازدادت خطورة الضيوف، ليأتي التعادل في الدقيقة 73 حين استغل كايو لوكاس كرة ساقطة داخل منطقة الجزاء، وسددها بمهارة قوية في الشباك، معلنًا عودة الشارقة إلى أجواء اللقاء.
بعد الهدف، حاول الفريقان خطف النقاط الثلاث، إذ سدد كارلوس ميلوني من مسافة بعيدة فوق العارضة، فيما أضاع عثمان كمارا فرصة محققة للشارقة في الدقيقة 83، قبل أن يتألق برشم مجددًا في التصدي لتسديدة فراس بالعربي في الوقت بدل الضائع، ليبقى التعادل سيد الموقف حتى صافرة النهاية.
المباراة أكدت شخصية السد الهجومية التي يقودها أكرم عفيف، الذي ظل مصدر الإزعاج الأول لدفاع الشارقة طوال دقائق اللقاء. في المقابل، أظهر الشارقة مرونة تكتيكية عالية، حيث عرف كيف يتعامل مع فترات ضغط أصحاب الأرض، قبل أن يفرض كلمته في الشوط الثاني ويخرج بنقطة ثمينة خارج ملعبه.
هذا التعادل يجعل الحسابات مفتوحة في المجموعة، خصوصًا مع تلاحم المواعيد القادمة، حيث تنتظر السد مواجهة قوية أمام الهلال السعودي في الرياض يوم 21 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، فيما يلتقي الشارقة مع تراكتور الإيراني على ملعبه يوم 20 من الشهر نفسه، في صراع قد يحدد ملامح المتأهلين مبكرًا.
مباريات الجولة
الجولة الثانية شهدت أيضًا فوز الهلال السعودي على مضيفه ناساف الأوزبكي (3-2) في مباراة مثيرة، كما فاز الغرافة القطري على الشرطة العراقي (2-0)، فيما انتهت مواجهة تراكتور الإيراني مع الوحدة الإماراتي بالتعادل السلبي. وتتبقى مواجهة الاتحاد السعودي مع شباب الأهلي الإماراتي، والتي ستقام في جدة لتختتم مباريات هذه الجولة.
يُذكر أن كل فريق يخوض 8 مباريات في مرحلة المجموعات لمنطقة الغرب، ويتأهل أفضل 8 أندية إلى دور الـ16 الذي سيقام في مارس/ آذار 2026. بينما تُقام أدوار ربع النهائي ونصف النهائي والنهائي بنظام التجمع في السعودية خلال أبريل/ نيسان 2026، ما يضيف مزيدًا من الإثارة والندية إلى البطولة القارية.