فجّر اتحاد طنجة المغربي مفاجأة مدوية في وجه الزمالك، بإعلانه عن تصعيد الأزمة المتعلقة بمستحقات صفقة اللاعب عبد الحميد معالي إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”.
خطوة تؤكد مدى تعقيد الأزمة، وتضع النادي المصري أمام خطر العقوبات قد تعرقل خططه المستقبلية، وسط استمرار الانقطاع عن التواصل من إدارة القلعة البيضاء.
وأوضح عصام الطالبي، نائب رئيس اتحاد طنجة والمتحدث الرسمي، في تصريحات تليفزيونية، أن النادي المغربي اضطر للجوء إلى “فيفا” بعد وصول المفاوضات مع الزمالك إلى طريق مسدود، مؤكدًا أن القرار جاء بعد استنفاد جميع الطرق الودية لحل المشكلة.
وقال الطالبي: “تقدمنا بشكوى رسمية ضد نادي الزمالك لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم ‘فيفا’ بعد أن وصلت الأمور لطريق مسدود”، معبراً عن أسفه الشديد لهذا التطور المؤسف.
وأضاف الطالبي أن العلاقة بين الأندية المغربية والمصرية تاريخيًا تقوم على الاحترام المتبادل، معربًا عن أمله في أن تبادر إدارة الزمالك بحل الأزمة بطريقة طبيعية وودية. لكنه شدد على أن “الباب لا يزال مسدودًا في المفاوضات”، مما يعكس حجم العقبات أمام أي حلول ودية في الوقت الحالي.
صمت الإدارة البيضاء يفاقم الأزمة
أثار نائب رئيس اتحاد طنجة القلق بشأن انعدام التواصل والرد من جانب إدارة الزمالك على المراسلات الرسمية في الفترة الأخيرة، مشيرًا إلى أن الزمالك لم يرد على أي من المراسلات، وهو ما وصفه بـ “الأسلوب المؤسف في التعامل”.
وأوضح الطالبي أن النادي المغربي حاول التواصل مرتين رسميًا، لكن الرد كان دائمًا “انتظار 10 أيام”، قبل أن ينقطع الاتصال تمامًا دون أي سداد للمستحقات.
وأشار الطالبي إلى أن صفقة انتقال عبد الحميد معالي كانت متفقًا عليها على دفعتين، لكن الزمالك لم يقم بدفع أي دفعة حتى الآن، وهو ما يمثل خرقًا واضحًا للعقد.
وأضاف نائب رئيس اتحاد طنجة أن هذا الغياب الدائم في التواصل وعدم الالتزام بالدفع أضر بالثقة بين الطرفين وخلق وضعًا غير مريح.
وأكد أن اتحاد طنجة كلف محاميه يوم الإثنين الماضي بتقديم بلاغ رسمي إلى “فيفا”، موضحًا أن الأمور تسير الآن في طريق القضاء، مشددًا على أن النادي المغربي لا يسعى إلى الصدام أو التصعيد، وإنما يريد فقط احترام العقود والالتزامات المالية.
أزمة مستمرة تؤثر على الفريق واللاعبين
هذا التصعيد القانوني يضع الزمالك في مأزق جديد، خصوصًا في ظل الديون المتراكمة المتعلقة بالصفقات السابقة، ويهدد بعقوبات قد تصل إلى إيقاف القيد، ما يصعب من مهمة الإدارة في تدعيم صفوف الفريق في الفترات الانتقالية القادمة.
وأبدى الطالبي جانبًا إنسانيًا في الأزمة، مشيرًا إلى تواصله مع اللاعب عبد الحميد معالي، ووصفه بـ “ابن النادي”، موضحًا أن المشاكل المالية لنادي الزمالك عطلت حتى متطلبات اللاعب الأساسية، مثل استقدام أسرته إلى القاهرة، وهو ما يعكس تأثير الأزمة المالية على استقرار اللاعبين الأجانب وتركيزهم داخل الملعب، وبالتالي على الأداء الفني للفريق.
صفقة شيكو بانزا.. أزمة مالية أخرى
وفي السياق ذاته، تقدم إستريلا دا أمادورا البرتغالي بشكوى رسمية ضد الزمالك لدى “فيفا”، بسبب عدم سداد المبلغ المتفق عليه في صفقة انتقال شيكو بانزا هذا الصيف إلى القلعة البيضاء، رغم توقيع اللاعب على عقد لمدة 4 مواسم.
وأكد مصدر خاص لـ “كووورة” أن إدارة إستريلا حاولت التواصل مع مسؤولي الزمالك أكثر من مرة، إلا أن جميع المحاولات لم تثمر عن حل، مما دفع النادي البرتغالي إلى اللجوء رسميًا للاتحاد الدولي لحماية حقوقه المالية.
Juan Alvina instgram
أزمة خوان ألفينا.. الملف الأوكراني يضاف للضغط
في نفس السياق، تقدّم أوليكساندريا الأوكراني بشكوى ضد الزمالك لدى “فيفا”، بسبب عدم التزام النادي المصري بسداد المستحقات المتفق عليها في صفقة اللاعب البرازيلي خوان ألفينا، الذي وقع عقدًا لمدة 4 مواسم مع الزمالك.
ورغم تقديم ألفينا مستويات جيدة منذ انضمامه، وسجله كأول لاعب برازيلي يسجل بقميص الزمالك، إلا أن مستحقاته المالية لم يتم سدادها، وهو ما يضيف ضغوطًا على الإدارة ويبرز حجم الأزمة المالية المتفاقمة التي تؤثر على سمعة النادي المصري.
تُظهر هذه التطورات أن أزمة الزمالك المالية لم تعد محصورة في الديون المتراكمة على النادي، بل امتدت لتشمل عقوبات محتملة من “فيفا” قد تعرقل قدرة الفريق على تسجيل لاعبين جدد، فضلاً عن التأثير على الاستقرار النفسي للاعبين الحاليين.
يبرز من هذه الملفات أن القلعة البيضاء أمام اختبار صعب، حيث أصبح تحرك الإدارة العاجل ضرورة قصوى لتجنب العقوبات المالية والقانونية، والحفاظ على سمعة النادي وقدرته على المنافسة محليًا وقاريًا.
ويبدو أن نفق الأزمة المالية لن يغلق بسهولة، إذ تتزايد الضغوط بعد كل شكوى جديدة تصل للاتحاد الدولي، ويترتب على الزمالك مسؤوليات فورية تجاه اللاعبين السابقين والحاليين، للحفاظ على حقوقهم المالية والأداء الفني للفريق.