علم “كووورة” من مصادره داخل نادي الزمالك أن البلجيكي يانيك فيريرا المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم، قرر ضم الأنجولي شيكو بانزا والتونسي سيف الدين الجزيري لقائمة الفريق استعداداً للمباراة المرتقبة أمام غزل المحلة، المقررة اليوم السبت، ضمن منافسات الجولة العاشرة من الدوري المصري الممتاز.
وتأتي هذه المواجهة في ظروف استثنائية للأبيض، سواء على صعيد النتائج أو بسبب الأزمات الداخلية بين المدرب وعدد من لاعبيه، وعلى رأسهم بانزا والجزيري، اللذين شهدت علاقتهما بفيريرا توترات متواصلة منذ بداية الموسم.
بانزا.. لاعب الأزمات المستمرة
منذ انضمام الأنجولي شيكو بانزا إلى صفوف الزمالك، لم تتوقف أزماته مع الجهاز الفني. البداية كانت في الجولة الأولى أمام سيراميكا كليوباترا، حين أبدى غضبه الشديد عند استبداله، معترضاً على قرار المدرب، ليتوجه مباشرة إلى مقاعد البدلاء دون مصافحة الجهاز الفني أو زملائه.
ذلك التصرف دفع إدارة الزمالك لتوقيع غرامة مالية عليه وفقاً للائحة الفريق، رغم تقديمه اعتذاراً لاحقاً. لكن الأزمات لم تتوقف، حيث جرى استبعاده لاحقاً من مواجهة المصري البورسعيدي بعدما تأخر عن العودة إلى القاهرة عقب إجازة قصيرة، مبرراً غيابه بظروف عائلية حالت دون انتظامه في التدريبات. وهو ما لم يقبله فيريرا، فقرر تطبيق اللائحة الصارمة بحقه.
الأزمة الأخيرة تفجرت قبل لقاء الأهلي في الجولة التاسعة، حين نشب خلاف جديد بين فيريرا وبانزا. ورغم ذلك، قرر المدرب البلجيكي ضمه مجدداً لقائمة لقاء المحلة، في محاولة لاحتواء الموقف، خاصة مع نقص الخيارات الهجومية بسبب غياب أكثر من لاعب مؤثر.
zamalek media
الجزيري يعود رغم تصريحات فيريرا النارية
الوضع لم يختلف كثيراً مع التونسي سيف الدين الجزيري، الذي دخل في خلافات متكررة مع فيريرا. فقد تم استبعاده منذ الجولة الرابعة أمام فاركو، رغم فوز الزمالك وقتها بهدف دون رد، حيث صرح المدرب علناً أنه لا يضع اللاعب ضمن حساباته، مؤكداً أن الفلسطيني عدي الدباغ أكثر جاهزية بدنية وفنية.
خلاف جديد نشب خلال أحد التدريبات، حين طلب فيريرا من الجزيري اللعب في مركز الجناح الأيمن، لكن الأخير رفض متمسكاً بكونه مهاجماً صريحاً، ما دفع المدرب لاعتباره تمرداً على التعليمات. وتطور الموقف باعتراض اللاعب بشكل غير لائق، قبل أن يقدم اعتذاراً لاحقاً، ليعود إلى القائمة في مباراة المصري، لكنه استُبعد قبل انطلاقها بدقائق.
الجزيري غاب عن الأبيض منذ الجولة الرابعة، لكنه يظهر مجدداً في قائمة مواجهة المحلة، ربما لمنح الفريق خبرة هجومية يحتاجها في ظل الإصابات العديدة التي ضربت الخط الأمامي.
غيابات مؤثرة في صفوف الزمالك
الزمالك يدخل مواجهة الغد وسط غيابات بالجملة، أبرزها عبد الله السعيد الذي يغيب بسبب تراكم البطاقات الصفراء، وهو ما يمثل ضربة قوية للفريق، خاصة أن اللاعب يعد أحد أهم ركائزه الأساسية وصانع ألعابه الأول.
كما يغيب المهاجم الفلسطيني عدي الدباغ بسبب إصابة في العضلة الخلفية، إلى جانب ناصر منسي الذي يعاني من إصابة مماثلة، ما حرم الفريق من ثنائي هجومي أساسي. كذلك يفتقد الزمالك جهود لاعب الوسط محمد شحاتة بداعي إصابة في العضلة الضامة.
هذه الغيابات دفعت فيريرا للتفكير في حلول بديلة، إذ يقترب أحمد حمدي من تعويض غياب عبد الله السعيد في وسط الملعب، بجانب الاعتماد على نبيل عماد دونجا، بينما يأمل المدرب أن يستعيد بانزا أو الجزيري جزءاً من مستواهما لتعويض الغيابات في الخط الأمامي.
اختبار مصيري لفيريرا
المباراة أمام غزل المحلة تحمل أهمية مضاعفة لفيريرا، إذ وصفتها بعض المصادر بأنها “الاختبار الأخير” له مع الزمالك قبل فترة التوقف الدولي. فبعد الخسارة الأخيرة أمام الأهلي (2-1) في قمة الجولة التاسعة، تزايدت الضغوط على المدرب البلجيكي، وسط أنباء عن إمكانية رحيله حال التعثر مجدداً.
رغم ذلك، جدد مجلس إدارة الزمالك الثقة في المدرب قبل لقاء المحلة، في خطوة اعتبرها البعض محاولة لتهدئة الأجواء وتوفير الاستقرار، مع تأجيل الحسم لما بعد التوقف الدولي.
ظروف خاصة لمباراة المحلة
اللقاء سيقام على أرضية استاد هيئة قناة السويس بالإسماعيلية، بعد قرار إغلاق استاد القاهرة الدولي لاستضافة تدريبات المنتخب الوطني، ما يضيف أجواء مختلفة على المواجهة.
الزمالك يخوض اللقاء وهو في المركز الثاني برصيد 17 نقطة، لكنه يتطلع لاستعادة الصدارة من المصري البورسعيدي صاحب الـ18 نقطة وتصحيح المسار قبل المواجهات القوية المقبلة.
على الجهة الأخرى، يدخل غزل المحلة المباراة بقيادة مدربه علاء عبد العال وهو يحتل المركز الرابع عشر برصيد 10 نقاط. “الفلاحين” حققوا فوزاً وحيداً، مقابل هزيمة واحدة، لكنهم أكثر الفرق تحقيقاً للتعادلات (7 مباريات)، وهو ما منحهم لقب “ملك التعادلات”.
المحلة يعتمد على عناصر مميزة مثل يحيى زكريا الظهير الأيسر، والتونسي رشاد العرفاوي، والمهاجم محمد عبد اللطيف جريندو، إلى جانب الحارس المتألق عامر محمد عامر. لكن الفريق يعاني بدوره من إصابات طالت الثلاثي عماد ميهوب ومودي توريه وكيبو سعيدي في مباراة إنبي الأخيرة.
مباراة مفتوحة على كل الاحتمالات
في ظل الغيابات التي يعاني منها الزمالك، ورغبة فيريرا في إثبات أحقيته بالبقاء، إلى جانب خصم لا يعرف الخسارة بسهولة مثل غزل المحلة، تبدو المواجهة مفتوحة على كل الاحتمالات.
الزمالك سيكون مطالباً بإيجاد حلول هجومية في غياب أبرز مهاجميه، وهو ما يفسر قرار إعادة بانزا والجزيري لقائمة الفريق رغم الخلافات الأخيرة، في محاولة للاستفادة من خبرتهما في الحسم داخل منطقة الجزاء.
الجماهير البيضاء بدورها تنتظر أن يقدم الفريق أداءً مقنعاً يمحو آثار الهزيمة أمام الأهلي، ويعيد الثقة قبل فترة التوقف، بينما يأمل المحلة في اقتناص نقطة جديدة أو تحقيق مفاجأة تعزز موقعه في جدول الترتيب.