السحر البرتغالي يطغى على كتيبة النصر المدمرة

BySayed

نوفمبر 27, 2025


يبدو أن البصمة البرتغالية أصبحت العنوان الأبرز في مشهد النصر هذا الموسم، بعد أن خطف الثنائي كريستيانو رونالدو وجواو فيليكس الأضواء بأداء استثنائي داخل الملعب. 

وبفضل الانسجام الكبير بينهما، تحوّل هجوم العالمي إلى قوة ضاربة لا ترحم، تجمع بين الخبرة القاتلة لرونالدو والمهارة الراقية لفيليكس، ليقدما نسخة أكثر شراسة وإبداعًا مع الفريق الأصفر.

 ومع كل مباراة، يثبت السحر البرتغالي أنه المحرك الرئيسي لكتيبة النصر المدمّرة.

تفاهم كبير

من يشاهد مباريات النصر يلاحظ أن العلاقة بين رونالدو وفيليكس وصلت إلى مستوى متقدم من الانسجام، فكلاهما يتحرك بعقل واحد، وكأن بينهما لغة خاصة لا تحتاج إلى كلام.

رونالدو يعرف متى ينطلق وفي أي مساحة يتمركز، بينما يقرأ فيليكس تحركاته بدقة، فيميل للعمق أو يفتح الملعب وفقًا لما يحتاجه المشهد الهجومي.

هذا التفاهم نتج عن اجتماع الخبرة الهائلة لرونالدو وقدرة فيليكس على الابتكار وصناعة الحلول.

رونالدو يمنح الفريق نقطة ارتكاز هجومية واضحة، بينما يلعب فيليكس دور العقل المحرك الذي يربط الخطوط ويخلق زوايا تمرير جديدة. 

وفي كل مرة يلمس فيها أحدهما الكرة، يتحرك الآخر فورًا لاستثمار اللقطة، سواء بفتح المساحة أو استلام الكرة أو سحب المدافعين.

الثقة بينهما تمثل العنصر الأبرز في هذا الانسجام؛ فيليكس يمرّر بثقة لأنه يعرف أين سيجد رونالدو، والأخير يتحرك وهو يدرك تمامًا أن الكرة ستصله بالجودة المطلوبة، نتيجة ذلك أن دفاعات الخصوم باتت تعيش حالة من الحيرة: هل الخطر سيأتي من انطلاقة رونالدو الحاسمة أم من لمسة فيليكس الماكرة؟

هذه الثنائية المثالية ميزت النصر هذا الموسم، فلم تعد تقوم فقط على تسجيل الأهداف، بل على فهم عميق لجوهر اللعبة، وعلى قيمة فنية تجعل كل كرة مشتركة بينهما مشهدًا يستحق المتابعة.

Joao Felix Cristiano Ronaldo Al-Nassr 2025-26Getty Images

قلب المشهد

لا يمكن الحديث عن بداية النصر التاريخية هذا الموسم دون وضع الثنائي البرتغالي في واجهة الصورة. فالفريق حصد العلامة الكاملة في أول 9 مباريات في الدوري، إضافة إلى 15 نقطة كاملة في أول 5 جولات من دوري أبطال آسيا 2، وهو إنجاز لم يكن ليحدث لولا المنظومة الهجومية التي يقودها رونالدو وفيليكس.

رونالدو، بخبرته وهدوئه داخل منطقة العمليات، منح الفريق شخصية قوية في المباريات الكبرى، بينما أضاف فيليكس ما كان ينقص النصر في المواسم الماضية: لاعب قادر على صناعة الفارق بين الخطوط وتحويل الضغط إلى فرصة من خلال تحركاته الذكية وخروجه بالكرة من المساحات الضيقة جعلا النصر أكثر قدرة على تفكيك الدفاعات المغلقة.

هذا التأثير انعكس على شكل الفريق ككل: أجنحة تتحرك بحرية، وسط يمتلك خيارات تمرير متعددة، ومدافعون مترددون في التقدم أو الرقابة.

وجود رونالدو داخل المنطقة يشغل المدافعين، في الوقت الذي يتحكم فيه فيليكس في إيقاع الهجمة، وهو ما منح النصر تنوعًا كبيرًا في طرق التسجيل وصناعة الفرص.

وبفضل هذا الانسجام الهجومي، أصبح النصر يدخل كل مباراة بثقة واضحة، وكأنه لا يبحث فقط عن الفوز، بل عن تقديم كرة ممتعة وفعّالة، ومع استمرار النتائج الإيجابية، بدا واضحًا أن رونالدو وفيليكس لم يكونا مجرد صفقات، بل قوة دافعة وضعت النصر على قمة المنافسة محليًا وقاريًا.

تنافس مفيد

ورغم الانسجام الكبير، إلا أن التنافس الإيجابي بين الثنائي البرتغالي يمثل أحد أهم أسرار تفوق النصر، فبدلًا من أن يتحوّل الصراع إلى أنانية، أصبح حافزًا يدفع كل لاعب لتقديم المزيد، وهذا ظهر في أرقامهـما الملفتة.

فيليكس يتصدر قائمة هدافي النصر في جميع البطولات بـ 16 هدفًا، ويليه رونالدو بـ 11 هدفًا، وفي الدوري، يواصلان الصراع الجميل: فيليكس في الصدارة بـ 11 هدفًا ورونالدو خلفه مباشرة بـ 10 أهداف.

هذه المنافسة الصحية تجعل النصر يمتلك أكثر من مصدر تهديفي، وهو ما يصعب مهمة أي دفاع.

الأمر لا يتوقف عند الأهداف، بل يمتد إلى جوائز أجمل هدف في دوري روشن، فآخر خمس جوائز كلها ذهبت للاعبي النصر: رونالدو في الجولات 5 و7 و9، وفيليكس في الجولتين 6 و8.

هذا التناوب يوضح أن الثنائي لا يقدّم فقط أهدافًا حاسمة، بل أهدافًا استثنائية تحمل جودة فنية عالية.

ذلك التنافس المفيد خلق هجومًا لا يمكن التعامل معه بسهولة؛ كل هدف يسجله أحدهما يشعل رغبة الآخر في الرد، وكل جائزة يفوز بها أحدهما تحفز الثاني، دون أي حساسية أو صراع داخلي، فالهدف الأكبر هو تفوق النصر، وهو ما يظهر بوضوح في شخصية الفريق وعروضه هذا الموسم.

وبهذا الانسجام والتنافس المثالي، أصبح النصر يملك واحدًا من أقوى خطوط الهجوم في المنطقة، وثنائيًا يجبر جماهير كرة القدم على متابعة كل دقيقة في الملعب، بحثًا عن لحظة جديدة من “السحر البرتغالي”.



المصدر – كوورة

By Sayed