يبدو أن إدارة نادي الشباب السعودي قررت طي صفحة الجدل الدائر حول مصير الإسباني إيمانويل ألجواسيل، المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم، بعد تراجع النتائج في الجولات الأولى من دوري روشن للمحترفين.
ووفقًا لصحيفة “الرياضية” السعودية، عقدت إدارة النادي العاصمي اجتماعًا مطولًا مع المدرب الإسباني لمناقشة أسباب التراجع الفني والأداء المتذبذب للفريق، الذي يحتل المركز الثاني عشر برصيد أربع نقاط فقط بعد مرور أربع جولات من المسابقة.
وخلال الاجتماع، أكدت الإدارة دعمها الكامل لألجواسيل، مجددة الثقة في قدراته الفنية، ومتفقِة معه على أن البداية الضعيفة تعود إلى مجموعة من العوامل الخارجة عن السيطرة، أبرزها غياب عدد من العناصر الأساسية بسبب الإصابات، وتأخر انضمام الصفقات الجديدة، فضلًا عن حاجة الفريق إلى مزيد من الوقت للانسجام وتثبيت أسلوب اللعب.
الثقة باقية رغم العثرات
ورغم تراجع النتائج، رأت الإدارة أن مشروع المدرب الإسباني يحتاج إلى وقت وصبر، خاصة وأن الفريق يشهد حاليًا مرحلة انتقالية صعبة بعد تغييرات إدارية متلاحقة وتأخر فترة الإعداد قبل انطلاق الموسم.
وفي الوقت ذاته، أشارت الصحيفة إلى أن إدارة الشباب شددت على أهمية تحسين النتائج سريعًا في دوري روشن، خصوصًا أن جماهير الليث أبدت استياءها من تراجع الأداء، مطالبة بإعادة الروح القتالية التي ميّزت الفريق في المواسم السابقة.
نتائج متفاوتة وبداية معقدة
على الصعيد الفني، تمكن الشباب من بلوغ دور الـ16 من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين بعد فوزه على أبها في دور الـ32، كما تعادل مؤخرًا مع النهضة العُماني (1-1) في البطولة الخليجية للأندية، في أولى مبارياته بالبطولة.
ويأمل الشباب في أن تكون هذه البطولات الإضافية فرصة لبناء الثقة داخل المجموعة، وإعادة التوازن للفريق في المرحلة المقبلة، خصوصًا مع عودة عدد من المصابين واستقرار تشكيلة المدرب الإسباني.
مشروع إعادة البناء بقيادة ألجواسيل
ويُعد إيمانويل ألجواسيل من أبرز الأسماء الإسبانية المعروفة بالانضباط والعمل المنهجي. فقد بدأ مسيرته التدريبية في الفئات السنية لنادي ريال سوسيداد عام 2014، قبل أن يتولى قيادة الفريق الأول في مارس 2019، ويحقق معه إنجازًا تاريخيًا بالتتويج بكأس ملك إسبانيا 2020 على حساب أتلتيك بلباو.
كما قاد سوسيداد لاحتلال المركز الرابع في الدوري الإسباني موسم 2022-2023، والخامس في موسمي 2020-2021، إلى جانب التأهل المتكرر إلى البطولات الأوروبية. هذه التجربة الناجحة جعلت من ألجواسيل اسمًا كبيرا في الكرة الأوروبية، ما شجّع إدارة الشباب على التعاقد معه بعقد يمتد لموسمين في صفقة تم تمويلها من مداخيل النادي.
ظروف صعبة وبداية غير مستقرة
تولّى ألجواسيل مهمة تدريب الشباب وسط تحديات كبيرة. فقد تأخر انطلاق فترة الإعداد للموسم الجديد مقارنة ببقية أندية الدوري، في وقت كانت الفرق المنافسة قد أغلقت ملفات صفقاتها ومعسكراتها مبكرًا.
ومع بداية الموسم، وجد المدرب نفسه أمام فريق غير مكتمل الصفوف، يعاني من غياب الانسجام وضعف التجانس بين العناصر القديمة والجديدة. كما واجه انتقادات من بعض الجماهير التي رأت أن أسلوبه يميل إلى التحفظ الدفاعي، وهو ما رد عليه المدرب قائلًا عقب الفوز على الحزم 1-0 في الجولة الثانية.
وقال: “هناك من يتهمني بالاعتماد على طرق دفاعية بحتة، وهذا غير صحيح. من ينتقدني عليه أن يشاهد مباريات ريال سوسيداد في الليجا واليوروباليج، ففلسفتي هجومية دائمًا”.
ورغم الانتقادات، لا يزال المدرب الإسباني يحظى بدعم مجلس الإدارة الذي يرى فيه خيارًا مناسبًا لقيادة مشروع إعادة بناء شامل، يهدف لإعادة الشباب إلى مكانته بين كبار الدوري السعودي.
البطولة الخليجية.. بوابة العودة إلى الألقاب؟
على مدار عقود، كان نادي الشباب علامة مضيئة في تاريخ الكرة السعودية، بفريقه المليء بالنجوم وبطولاته المحلية والقارية التي جعلته من أبرز أندية العاصمة. إلا أن آخر لقب توّج به الفريق يعود إلى عام 2014، ومنذ ذلك الحين، توارت إنجازاته خلف موجات التغييرات الفنية والإدارية.
الآن، يضع أنصار النادي آمالهم على البطولة الخليجية للأندية لتكون منصة لاستعادة الثقة وعودة الفريق إلى الواجهة من جديد. ورغم التعادل الأخير أمام النهضة العُماني، فإن الشباب لا يزال يمتلك فرصة قوية في المجموعة الثانية التي تضم الريان القطري وحضرموت اليمني.
ويواجه الفريق نظيره حضرموت في 21 أكتوبر الجاري، قبل أن يحل ضيفًا على الريان القطري في 5 نوفمبر المقبل، وسط طموحات بتصدر المجموعة والمضي بعيدًا في البطولة.
مستقبل واعد وصفقة استثمارية تاريخية
بعيدًا عن الميدان، يعيش نادي الشباب مرحلة تحول إداري ومالي كبيرة، بعد اقترابه من توقيع صفقة استثمارية ضخمة مع إحدى الشركات الكبرى، إلى جانب نادي الرياض، وفقًا لصحيفة “عكاظ“.
هذه الخطوة تُعد من أكبر المشاريع الاستثمارية في تاريخ النادي، وتندرج ضمن خطة الخصخصة الرياضية التي تشهدها السعودية.
ومن المتوقع أن تضخ الصفقة دعمًا ماليًا واستراتيجيًا ينعكس إيجابًا على الفريق في المواسم المقبلة، سواء من خلال تعزيز الصفقات أو تطوير البنية التحتية للنادي.