كشف نادي الشباب السعودي عن تطورات إصابة لاعبه السويسري فنسنت سيرو لاعب خط وسط الفريق، والذي افتقد جهوده في وقت سابق.
وأكد الشباب أن اللاعب خضع لجراحة ناجحة أجريت له في وتر العضلة الأخمصية، ويواصل البرنامج العلاجي والتأهيلي في مدينة تولوز الفرنسية، بعد العملية التي أجراها.
وذكر النادي عبر حسابه الرسمي على “إكس”، أن التحديثات الطبية تؤكد أن حالة اللاعب تتطور بشكل كبير وإيجابي، مع استجابته الجيدة للبرنامج التدريبي.
وأضاف النادي أن الجهاز الطبي يستمر في متابعة مؤشرات تعافي وخطة تأهيل نجمه السويسري بالتنسيق المباشر مع الجراح المشرف على حالته.
ومن المنتظر أن يصل اللاعب إلى الرياض نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني، على أن يبدأ المرحلة الأخيرة من برنامجه التأهيلي مطلع شهر ديسمبر/كانون الأول المُقبل.
اللاعب صاحب الـ 30 عاما كان قد انتقل إلى الشباب قادما من تولوز الفرنسي في صيف العام الحالي، علما بأنه يمتلك مسيرة طويلة بين عدة أندية ابرزها فرايبورج الألماني وسيون ويانج بويز في سويسرا.
ومع الشباب خاض سيرو 10 مباريات سجل خلالها هدفا وحيدا، بينما لم يصنع أي أهداف.
سيرو، قدّم نفسه هذا الموسم كأحد أكثر اللاعبين تأثيراً في تشكيل الفريق، رغم الظروف الصعبة التي يعيشها النادي على مستوى النتائج والاستقرار الفني. اللاعب يتمتع بقدرات هجومية واضحة، ويظهر ذلك من خلال دوره المحوري في الثلث الأخير، حيث يعتمد عليه الجهاز الفني في صناعة الخطورة وتغيير نسق الهجمة بفضل تحركاته السريعة وقراءته الجيدة للمساحات. سيرو يمتلك أسلوب لعب مباشر، ويُظهر مرونة كبيرة بين اللعب على الأطراف والدخول كمهاجم ثانٍ خلف رأس الحربة، وهو ما يمنح الشباب حلولاً إضافية في الكرات المرتدة والهجمات المنظمة.
أبرز ما يقدمه سيرو هو جرأته في مواجهة المدافعين وقدرته على خلق التفوق العددي بمراوغاته القصيرة، إلى جانب سرعة ردّ الفعل داخل منطقة الجزاء. هذه العناصر جعلته من أكثر اللاعبين الذين يعتمد عليهم الفريق في تحويل الضغط إلى فرص، حتى في المباريات التي يعاني فيها الشباب من قلة الاستحواذ أو عدم ترابط الخطوط. كما يتميز اللاعب بلمسة نهائية جيدة، سواء في التسديد من وضعيات صعبة أو في التمركز الصحيح لاستقبال التمريرات الحاسمة.
من الناحية البدنية، يظهر سيرو انسجاماً كبيراً مع إيقاع الدوري السعودي، ويقدّم مجهوداً عالياً في الضغط الأمامي ومحاولة افتكاك الكرة مبكراً، ما يعكس التزاماً تكتيكياً يُحسب له. كما يساهم في الربط بين الوسط والهجوم، إذ يتحرك بين الخطوط بشكل مدروس ويمنح زملاءه خيارات تمرير متعددة، خصوصاً في التحولات السريعة.
ورغم التذبذب الفني للفريق هذا الموسم، فإن سيرو كان أحد النقاط المضيئة، سواء بفعاليته في المباريات الكبرى أو حضوره المؤثر في الأوقات التي يحتاج فيها الشباب إلى لاعب قادر على تغيير النمط وصناعة الفارق. ومع استمرار مشاركته الأساسية واكتساب مزيد من الانسجام مع المجموعة، يظل اللاعب أحد الأوراق التي يعوّل عليها النادي لاستعادة توازنه والعودة إلى المنافسة على المراكز الأمامية.
إصابات مؤثرة
وشهد الموسم الحالي إحباطات كبيرة للشباب سواء على المستوى النتائج وابتعاده مبكرا عن صراع القمة مع كبار دوري روشن، أو على الأقل البقاء في مناطق المنافسة.
كما اصطدم فريق المدرب الإسباني إيمانويل ألجواسيل بإصابات عديدة مؤثرة، بداية من الهداف المغربي عبدالرزاق حمد الله، وسفره إلى الخارج أيضا للعلاج رفقة طبيب منتخب المغرب، ما يعكس عدم عودته في وقت قريب، خاصة في وقت يستعد فيه منتخب المغرب للمحليين للمشاركة في كأس العرب الشهر المقبل بقطر.
كذلك افتقد الشباب جهود البلجيكي يانيك كاراسكو اللاعب صاحب البصمات التهديفية الواضحة والذي يصنع الفارق مع الليوث بلمساته وأهدافه.
معاناة كبيرة
يعاني نادي الشباب السعودي هذا الموسم من تراجع حاد على المستويات الفنية والإدارية، ما انعكس مباشرة على نتائجه في مختلف المسابقات. الفريق دخل الموسم وسط تغييرات واسعة في الجهاز الفني والهيكل الإداري، وهو ما أدى إلى غياب الاستقرار المطلوب لبناء منظومة واضحة داخل الملعب. هذا الارتباك انعكس على الأداء، حيث ظهر الشباب بلا هوية ثابتة، وتفاوت مستواه من مباراة لأخرى مع ضعف واضح في الانسجام بين خطوط اللعب.
على الصعيد الفني، واجه الفريق مشاكل كبيرة في الجانب الدفاعي، إذ استقبل أهدافاً سهلة نتيجة غياب التغطية والتنظيم وضعف التحولات الدفاعية. كما عانى من قلة الحلول الهجومية رغم وجود عناصر قادرة على صناعة الفارق، إذ افتقد لربط فعال بين الوسط والهجوم، ما جعل فاعليته أمام المرمى محدودة مقارنة بالمواسم السابقة. إضافة إلى ذلك، كثرت الإصابات وتراجع مستوى بعض اللاعبين الأساسيين، ما زاد من صعوبة تكوين تشكيل ثابت قادر على أداء مهامه بكفاءة.
إدارياً، عانى النادي من توتر واضح في القرارات، وتغييرات متكررة في المدربين، ما أثر على استقرار غرفة الملابس وعلى قدرة اللاعبين على التأقلم مع أفكار فنية مختلفة خلال فترة قصيرة. كما واجه الشباب ضغوطاً جماهيرية كبيرة نتيجة الابتعاد عن المنافسة على المراكز الأمامية، الأمر الذي وضع الفريق تحت ضغط نفسي إضافي انعكس على نتائجه داخل الملعب.
بهذه الظروف مجتمعة، وجد الشباب نفسه بعيداً عن المنافسة، ويكتفي بمحاولات متقطعة لاستعادة توازنه، في موسم يُعد من الأصعب في تاريخه الحديث، وسط آمال بأن ينجح الفريق في تجاوز هذه الأزمة والعودة إلى موقعه الطبيعي بين فرق المقدمة.