رغم الثورة الهجومية المنتظرة من المدرب البرتغالي، لا يزال الفريق يحتاج إلى مهاجم هداف
بعد موسم كارثي شهد احتلال مانشستر يونايتد المركز الخامس عشر في الدوري الإنجليزي الممتاز، بدأ النادي فترة الانتقالات الصيفية لعام 2025 بحماس واضح تحت قيادة المدرب البرتغالي روبن أموريم.
ويعكس التعاقد مع المهاجم البرازيلي ماتيوس كونيا من وولفرهامبتون، والسعي لضم نجم برينتفورد بريان مبيومو، إلى جانب الاحتفاظ بالقائد برونو فيرنانديز رغم إغراءات الهلال السعودي، رؤية طموحة لإعادة بناء الفريق.
لكن، مع تحديات الفاعلية الهجومية وافتقاد مهاجم هداف، إلى جانب الحاجة إلى تعزيز العمق الدفاعي، يواجه أموريم معركة معقدة لإعادة الشياطين الحمر إلى المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي. فهل هذه بداية نهضة حقيقية، أم أن الفريق لا يزال في مرحلة البناء التدريجي؟
ثورة هجومية
مانشستر يونايتد أعلن رسميًا عن ضم ماتيوس كونيا من وولفرهامبتون مقابل 62.5 مليون جنيه إسترليني، في صفقة تمثل أولى خطوات أموريم لتعزيز الخط الهجومي.
وقدم كونيا، البالغ من العمر 26 عامًا، موسمًا مميزًا مع وولفرهامبتون، حيث سجل 15 هدفًا وصنع 6 تمريرات حاسمة في الدوري الإنجليزي، مما يجعله إضافة قوية لتشكيلة أموريم.
ويتمتع اللاعب البرازيلي بالمرونة التكتيكية، حيث يجيد اللعب كمهاجم مركزي، وجناح، أو لاعب وسط هجومي، مما يتوافق مع نظام أموريم المفضل 3-4-2-1.
Getty Images
وخلال فترة المدرب فيتور بيريرا مع وولفرهامبتون، تألق كونيا في دور “الرقم 10 الأيسر”، حيث سجل 5 أهداف في 7 مباريات متتالية بين فبراير/ شباط وأبريل/ نيسان، مما يعزز من توقعات دوره كمحرك هجومي في مانشستر يونايتد.
على جانب آخر، يواصل يونايتد مفاوضاته مع برينتفورد لضم الكاميروني بريان مبيومو، الذي اختار الانتقال إلى أولد ترافورد رغم اهتمام أندية مثل أرسنال ونيوكاسل.
وسجل مبيومو، البالغ من العمر 25 عامًا، 20 هدفًا في البريميرليج الموسم الماضي، وكان الأفضل في الدوري من حيث تجاوز الأهداف المتوقعة (xG) بتسجيله 7 أهداف أكثر مما كان متوقعًا إحصائيًا.
هذا الأداء يجعله الحل المثالي لمشكلة اليونايتد في إهدار الفرص، حيث احتل الفريق المركز الثاني من القاع في تحويل التسديدات إلى أهداف الموسم الماضي.
ويخطط أموريم لوضع مبيومو في دور “الرقم 10 الأيمن” في منظومته الجديدة، لكنه قد يواجه منافسة من أماد ديالو، الذي أظهر بريقًا في هذا المركز، خاصة في مباراة ديربي مانشستر، ومع ذلك، قد يتحول ديالو إلى دور الظهير الأيمن، مما يفتح المجال لمبيومو ليصبح الخيار الأساسي على الرواق.
برونو.. القلب النابض يبقى
رغم العروض المغرية من الهلال السعودي بقيمة تصل إلى 100 مليون جنيه إسترليني، قرر برونو فيرنانديز، قائد مانشستر يونايتد، البقاء مع الفريق، مما يعزز استقرار التشكيلة.
ويظل المايسترو البرتغالي، الذي لعب دورًا أعمق في وسط الملعب خلال المراحل الأخيرة من الموسم الماضي، عنصرًا حاسمًا في خطة أموريم، لكن موقعه في التشكيلة يثير تساؤلات، حيث يتنافس مع كونيا على دور “الرقم 10”.
AFP
وفي تجربة أموريم مع سبورتنج لشبونة، كان لاعب مثل بيدرو جونسالفيس (بوتي) هو المحرك الهجومي في هذا المركز، مما يضع أموريم أمام قرار صعب: هل يعتمد على فيرنانديز كلاعب وسط دفاعي أعمق، أم يمنح كونيا هذا الدور الحيوي؟
التحديات الكبرى
عانى مانشستر يونايتد الموسم الماضي من ضعف الفاعلية الهجومية، حيث فشل في التسجيل في 15 مباراة بالدوري الإنجليزي، وهو رقم يفوقه فقط ساوثهامبتون وليستر سيتي الهابطين.
واحتل الفريق المركز السادس في خلق الفرص، لكنه كان ثاني أسوأ فريق في تحويل التسديدات إلى أهداف، مع أداء ضعيف في الأهداف المتوقعة (xG) بفارق 9 أهداف عن المتوقع.
كونيا ومبيومو يقدمان حلولًا جزئية لهذه المشكلة، حيث يتمتعان بقدرة مثبتة على استغلال الفرص، لكنهما ليسا مهاجمين مركزيين بالمعنى التقليدي.
وسجل راسموس هويلوند، المهاجم الأساسي، أقل عدد من التسديدات بين المهاجمين في الدوري، بينما يُعتبر جوشوا زيركزي أكثر ملاءمة لدور “الرقم 10″، وهذا يعني أن اليونايتد بحاجة ماسة إلى مهاجم هداف صريح.
خيارات السوق
بذل الشياطين الحمر جهودًا كبيرة لإقناع ليام ديلاب بالانتقال إلى أولد ترافورد، لكن تشيلسي فاز لاحقًا في سباق التعاقد مع مهاجم إبسويتش تاون المنشود.
ويبرز الآن باتريك شيك، الذي سجل 21 هدفًا في الدوري الألماني مع باير ليفركوزن الموسم الماضي، كخيار بديل في فئة سعرية مماثلة، على الرغم من أن اللاعب البالغ من العمر 29 عامًا لا يتناسب مع الفئة العمرية التي يسعى النادي لضمها.
ولا يزال فيكتور جيوكيريس، مهاجم سبورتينج لشبونة السابق، لاعب أموريم السابق، خيارًا متاحًا أيضًا، إلا أن افتقار يونايتد للمشاركة الأوروبية قد يستبعده من المنافسة على ضم السويدي.
AFP
ويمتلك المهاجم النيجيري فيكتور أوسيمين، الذي ارتبط بالهلال السعودي، القدرة على قيادة الهجوم بتسجيل الأهداف وخلق الفرص، لكن قيمته السوقية المرتفعة (حوالي 80 مليون يورو) قد تشكل تحديًا ماليًا.
بغض النظر عن ذلك، يجب على يونايتد إعطاء الأولوية لإيجاد مهاجم رقم 9 جديد، لأن هويلوند لم يرتقِ إلى مستوى التوقعات التي جاء بها من أتالانتا مقابل 72 مليون إسترليني.
صداع الدفاع
إلى جانب المشاكل الهجومية، يعاني مانشستر يونايتد من افتقاد العمق الدفاعي، حيث يعتمد نظام أموريم 3-4-2-1 على أظهرة هجوميين ومدافعين أقوياء بدنيًا.
لكن أداء لوك شو ونصير مزراوي وديوجو دالوت في مركز الظهير لم يكن مقنعًا، حيث أشار أموريم إلى “نقص في الحماس الدفاعي والهجومي” كسبب للهزائم.
وكان التعاقد مع باتريك دورجو من ليتشي في يناير/ كانون الثاني خطوة أولية، لكنه ليس الحل النهائي.
وتبرز خيارات مثل ميلوس كيركيز مدافع بورنموث، في السوق، ويمكن أن يكون الظهير المجري الذي يبلغ 21 عامًا، ويجذب اهتمام ليفربول أيضا، إضافة قوية للأظهرة الهجوميين.
هل يستطيع اليونايتد المنافسة على اللقب؟
مع ضم كونيا، والسعي لضم مبيومو، والاحتفاظ بفيرنانديز، يبدو مانشستر يونايتد في بداية مرحلة إعادة بناء واعدة.
لكن التحديات الهجومية والدفاعية تشير إلى أن الفريق لا يزال في مرحلة انتقالية، وتبدو المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي في الموسم المقبل صعبة، خاصة مع قوة أندية مثل مانشستر سيتي، وأرسنال، وليفربول.
ومع ذلك، إذا نجح أموريم في ضم مهاجم هداف وتعزيز العمق الدفاعي، قد يتمكن اليونايتد من العودة إلى المراكز الأربعة الأولى، ممهدًا الطريق لاستعادة مكانته تدريجيًا بحلول موسم 2026-2027.