إنفانتينو أشار إلى نجاح مونديال قطر 2022 الذي أقيم في الشتاء
كشف السويسري جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، عن الموعد المقترح لإقامة بطولة كأس العالم 2034، والتي ستُقام في المملكة العربية السعودية، في خطوة تاريخية تعكس استمرار توسع استضافة البطولات الكبرى خارج الإطار التقليدي.
ونقلت صحيفة “ذا أثلتيك” البريطانية تصريحات جياني إنفانتينو، التي أكد خلالها أن صناعة كرة القدم بحاجة إلى مزيد من الانفتاح والمرونة، بشأن توقيت إقامة أكبر البطولات، مشيرًا إلى أنه لا يمكن إقامة كأس العالم دائمًا خلال صيف نصف الكرة الشمالي، لأن المناخ وتنوع الدول المستضيفة يفرضان واقعًا جديدًا على روزنامة كرة القدم الدولية.
وأوضح رئيس فيفا أن نسخة عام 2022 التي أُقيمت في قطر، كانت مثالًا ناجحًا على إمكانية تنظيم المونديال في فصل الشتاء، إذ جرى نقلها إلى شهري نوفمبر وديسمبر لتجنّب الحرارة الشديدة، وهو ما أجبر الدوريات الأوروبية على التوقف في منتصف الموسم، لكنه أتاح للاعبين المشاركة في البطولة بأفضل حالة بدنية ممكنة.
وأضاف إنفانتينو أن هذا النموذج قد يشكّل مرجعًا، لتنظيم بطولات مقبلة في مناطق ذات مناخ حار، مثل السعودية.
وأكد رئيس الاتحاد الدولي أن منح السعودية استضافة كأس العالم 2034، يعكس الثقة الكبيرة في قدرتها التنظيمية والبنية التحتية المتطورة، التي أنجزتها في السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى أن البطولة من المتوقع أن تُقام مرة أخرى في فصل الشتاء، مع احتمال تأجيلها إلى يناير 2035، لتفادي تزامنها مع شهر رمضان، الذي سيقع بين شهري نوفمبر وديسمبر من عام 2034.
وأعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” في ديسمبر 2024، بشكل رسمي، فوز السعودية بحق تنظيم بطولة كأس العالم 2034، بعد حصول ملفها على أعلى تقييم فني في تاريخ بطولات العالم، حيث بلغ 419.8 من أصل 500 نقطة.
وهو رقم غير مسبوق، يعكس الجاهزية الكبيرة للمنشآت والملاعب، إضافة إلى الرؤية الطموحة التي تضع السعودية في مقدمة الدول المنظمة للأحداث الرياضية الكبرى.
الانتصار الـ16 للأخضر
وفي سياق آخر، واصل المنتخب السعودي تألقه في تصفيات كأس العالم 2026، بتحقيق انتصاره السادس عشر تحت قيادة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد، بفوزه المثير على إندونيسيا (3-2) ضمن منافسات الملحق المؤهل إلى المونديال.
وجاء الانتصار ليعزز حظوظ الأخضر في الصدارة، قبل المواجهة المرتقبة أمام العراق، التي تُعد حاسمة في مشوار التأهل المباشر إلى البطولة العالمية، التي ستقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
وينتظر المنتخب السعودي نتيجة المباراة التي ستجمع العراق وإندونيسيا، بعد غدٍ السبت، لمعرفة موقعه في ترتيب المجموعة، وسط أجواء من التفاؤل والثقة التي تسود معسكر الأخضر.
وكان رينارد قد عاد إلى تدريب المنتخب قبل نحو عام، خلفًا للإيطالي روبرتو مانشيني، الذي أُقيل بسبب تراجع النتائج، ليعيد الانضباط التكتيكي والروح القتالية للفريق.
الأخضر يفقد خدمات كنو
وسيغيب محمد كنو، نجم خط وسط المنتخب السعودي، عن مواجهة العراق المقبلة، بعد حصوله على بطاقة حمراء في الوقت بدل الضائع من مباراة إندونيسيا، إثر حصوله على بطاقتين صفراوين متتاليتين بفارق ثوانٍ معدودة.
وذكرت صحيفة “الرياضية” السعودية أن كنو سبق أن تعرض للطرد خلال التصفيات الحالية، أمام الصين في سبتمبر.
توهج فراس البريكان
من جانبه، خطف المهاجم فراس البريكان الأضواء في مواجهة إندونيسيا، حيث استعاد بريقه التهديفي في التوقيت المثالي.
فبعد غياب عن التسجيل استمر 11 مباراة متتالية وطوال 867 دقيقة، تمكن البريكان من هز الشباك مرتين، الأولى من ركلة جزاء في الدقيقة 36، والثانية في الدقيقة 62، ليقود المنتخب إلى انتصار ثمين، ويرفع رصيده إلى 5 أهداف في التصفيات، متصدرًا قائمة هدافي الأخضر.
وأشادت صحيفة “الرياضية” السعودية بأداء البريكان، مشيرة إلى أن مسيرته في التصفيات المونديالية كانت مليئة بالتحديات.
وحصل البريكان على جائزة رجل المباراة، بتقييم 9.2 وفق موقع “سوفا سكور”، بعدما قدّم أداءً مميزًا، وساهم بتحركاته الفعالة في صناعة الفارق الهجومي.
عزيمة الرجال
وعقب المباراة، عبّر فراس البريكان عن سعادته بالانتصار قائلا: “كل مباراة لها ظروفها، لكن بحضور الجمهور من المستحيل أن نخرج خاسرين.. الحمد لله، كانت مواجهة صعبة وكنا نعلم أهميتها، لكن بعزيمة الرجال تمكنا من تحقيق الثلاث نقاط”.
وأضاف: “استقبلنا هدفًا بخطأ فردي، لكننا رددنا سريعًا، ولم نحسم المباراة مبكرًا بسبب بعض الأخطاء، ومع ذلك، الأهم أننا خرجنا فائزين”.
وعن حديثه مع سالم الدوسري قبل تنفيذ ركلة الجزاء، أوضح البريكان: “الأمر متفق عليه مسبقًا مع الجهاز الفني، والمدرب هو من حدد أن أكون المنفذ في هذه المواجهة”، مؤكدًا أن الانسجام بين اللاعبين هو سر تفوق المنتخب في هذه المرحلة.
بهذا الانتصار عزز المنتخب السعودي موقعه في صدارة مجموعته، مواصلًا رحلة البحث عن تأهل جديد إلى المونديال، في وقتٍ تسعى فيه المملكة إلى ترسيخ مكانتها عالميًا، عبر مزيج من النجاحات الرياضية والتنظيمية التي تضعها في صدارة المشهد الكروي الدولي.