توج المغربي ياسين بونو، حارس مرمى الهلال السعودي، مشوار من التألق بجائزة أفضل حارس في أفريقيا، فعلى مستوى المشاركة مع فريقه أو منتخب بلاده، لم يبخل حارس العرين بنقطة عرق، وقدم كل ما لديه ليحصد هذه الجائزة التي لم تكن سهلة هذا العام.
وخلال حفل توزيع جوائز الاتحاد الأفريقي للأفضل في 2025، الذي استضافته بلاده، نال بونو تقديرا كبيرا، بعدما قدم مستويات مذهلة، أو بالأحرى واصل تقديم المستويات المميزة لسنوات مضت.
منافسة شرسة
ووجد بونو منافسة شرسة هذا العام، من صاحب جائزة العام الماضي، الجنوب أفريقي رونوين ويليامز حارس مرمى صن داونز، والذي قاد فريقه إلى نهائي دوري الأبطال، قبل أن يخسر الفريق أمام بيراميدز المصري، الذي نافس حارسه أيضا أحمد الشناوي على الجائزة، قبل أن يخرج اسمه من القائمة المختصرة التي ضمت 3 حراس.
لكن تألق ويليامز كان حاضرا أيضا على مدار العام الماضي، خاصة بعدما ساهم في تخطي فريقه عقبة البطل السابق لدوري الأبطال، النادي الأهلي في نصف النهائي الأفريقي.
أما المنافس الآخر فكان مغربي آخر وهو منير محمدي، والذي لم يكن منافسا لبونو في الجائزة فقط، ولكن في حراسة عرين المنتخب أيضا.
ولعل وليد الركراكي مدرب منتخب المغرب هو الأكثر سعادة بترشح اثنين من حراس مرمى “أسود الأطلس” لجائزة الأفضل.
محمدي أيضا تألق مع نهضة بركان المغربي، وقدم مستويات مميزة للغاية، ساهمت في تتويج فريقه بطلا لكأس الكونفدرالية الأفريقية.
ماذا قدم بونو؟
في موسم 2024-2025 لعب بونو تقريبا أكثر من 90 من مباريات الهلال ، حيث خاض 49 مباراة استقبلت شباكه خلالها 58 هدفا وخرج بشباك نظيفة في 16 مباراة.
وبالمقارنة مع الموسم السابق له 2023-2024 يمكن القول بأريحية أن بونو كان أكثر تألقا حيث لعب 45 مباراة استقبلت شباكه فيها 30 هدفا وخرج بشباك نظيفة 20 مرة.
معنى ذلك أن بونو قدم تصديات أكثر وأفضل وأكثر تأثيرا في الموسم قبل الماضي مقارنة بالموسم الماضي الذي استحق عنه الجائزة الاستثنائية.
لكن ولأن الأرقام ليست كل شيء، فلا يمكن أن يمر تألق بونو في كأس العالم للأندية دون أن يلاحظه أحد.
الحارس المغربي الدولي كان أكثر من نصف قوة الهلال في مونديال الولايات المتحدة صيف العام الحالي.
البداية كانت من مباراة ريال مدريد عندما تألق في الذود عن مرماه وأبعد محاولات عديدة، بينما كان المشهد الأبرز في افتتاحية دور المجموعات للهلال بالتصدي لركلة جزاء نفذها النجم الأوروجوياني فالفيردي، ليحفظ تعادل فريقه، ليساهم بشكل كبير في التأهل لاحقا عن المجموعة.
أيضا واصل بونو التألق في مباراة سالزبورج النمساوي، والتي كان من الممكن أن يخطف فيه الفريق المدجج بعناصر شابة تتسم بالسرعة والقوة أكثر من نقطة أمام الهلال.
وأكمل تألقه أمام باتشوكا المكسيكي، ليساهم في تأهل فريقه عن دور المجموعات.

لكن حارس الهلال لم يكتف بذلك، أو يشعر أن دوره قد انتهى عند هذا الحد، فحتى يومنا هذا تتداول حسابات الكرة العالمية، بما فيها الاتحاد الدولي لكرة القدم، التصدي الخرافي الذي قام به بونو لانفراد أمام البرازيلي سافينيو لاعب مانشستر سيتي بمباراة دور الـ16.
هدف محقق للسيتي كان من الممكن أن يغير حسابات الهلال في هذا المباراة التاريخية للزعيم، لكن بونو كان له رأي آخر، بعدما ارتمى بانسيابية لا منطقية وأبعد كرة النجم المهاري الذي فشل في مراوغته وتسجيل هدف في شباكه.
أيضا قدم تصديات مهمة في المباراة ذاتها وأبعد محاولات فريق المدرب بيب جوارديولا ليحفظ فرص فريقه التي استغلها الهجوم لاحقا وفاز بنتيجة 4-3.
واستمر تألق بونو أيضا في دور الثمانية، فرغم خسارة الهلال ضد فلومينينسي البرازيلي إلا أن الحارس المغربي الدولي قام بتصديات مذهلة أخرى، من بينها انفراد آخر أبعده ببراعة كبيرة وكأنه حائط صد متقدم أمام المرمى يحول دون دخول الأهداف إلا بصعوبة كبيرة.
حضور دولي قوي
وفي تصفيات أفريقيا المؤهلة لكأس العالم، سجل بونو حضوره في كل مباريات المغرب خلال العام الحالي، بالإضافة إلى تجارب ودية وفي جميعها لم يستقبل ياسين سوى هدفا وحيدا كان ضد النيجر، بخلاف ذلك كان حارسا أمينا لعرين الأسود.
وكان الظهور الأخير له في فوز ودي ساحق على أوغندا برباعية نظيفة، وقبل ذلك حضر في الفوز 1-0 على موزمبيق بتجربتين وديتين.
وكانت آخر مواجهة رسمية الفوز على الكونغو بتصفيات كأس العالم حيث فاز منتخب المغرب 1-0.
لذلك فرض حارس الهلال نفسه دوليا أيضا بشكل مميز من خلال تألقه وتصدياته ليتوج في النهاية بجائزة أفضل حارس بأفريقيا.