النشامى وكأس العالم..قصة عشق عمرها 40 عاما

BySayed

يونيو 6, 2025


ما بين 1986 و2025 قصة تستحق الرواية، فمنذ  40 سنة أشرق حلم النشامى، وتحولت الآمال والطموحات إلى حقيقة على الأرض، بعد أن خطف المنتخب الأردني أولى البطاقات العربية عن القارة الآسيوية، وحجز مقعده رسميا في قطار كأس العالم، سابقا منتخبات كبيرة وعريقة في مشوار الوصول إلى مونديال 2026 الذي تستضيفه الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك.

الأردن، دخل التاريخ مرات عديدة، فبعد قصة التأهل، بات المنتخب العربي العاشر الذي يتأهل إلى كأس العالم، لينضم إلى قائمة المنتخبات العربية التي شاركت سابقًا وهي مصر، المغرب، الجزائر، تونس، السعودية، العراق، الكويت، قطر، والإمارات.

دعونا في هذه السطور نسرد قصة النشامى، والتي تستحق الرواية، ففيها العبرة لكل من شق طريقه، وهو مؤمن بقدرته على النجاح.

البداية قبل 4 عقود

في 15 مارس/آذار من عام 1985، دخل الأردن رسميا تصفيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه، وجاء في مجموعة ليست بالسهلة إلى جانب كل من قطر والعراق في التصفيات التمهيدية، ليبدأ المشوار من عمّان بمواجهة المنتخب القطري، ونجح النشامى في تحقيق الفوز بهدف وحيد، سجله المدافع عصام التلي بكرة رأسية رائعة، لكن هذا الفوز كان الوحيد، بعد أن خسر مباراة الرد في الدوحة 0-2، وكذلك أمام المنتخب العراقي في عمان 2-3 وفي مباراة الرد 2-0، ليتأهل العراق إلى الدور الثاني ويواصل مشواره حتى وصول نهائيات كأس العالم في المكسيك.

خروج متلاحق

لم يكن حظ الأردن أفضل حالا في النسخ التالية، ففي تصفيات 1990 لم يتمكن من تجاوز المرحلة التمهيدية الأولى بعد خسارته أمام العراق والبحرين، وفي النسخة التالية 1994 لم يتأهل بعد مواجهات مع العراق واليمن، ومثلها في 1998 خرج من التصفيات بعد مواجهات مع إيران وسوريا، وفي 2002 لم يتجاوز الدور الأول بعد مواجهات مع قطر وأوزبكستان، كما خرج في 2006 بعد مواجهات مع كوريا الجنوبية وإيران.

الجوهري..بداية التغير

في 2003 غير الكابتن محمود الجوهري شكل المنتخب الأردني، وحوله إلى منتخب تنافسي، من خلال وضع برنامج إعدادي متكامل ومباريات ودية دولية لم يعتد عليها النشامى، وأثمرت خطة الجوهري في الوصول إلى نهائيات كأس آسيا 2004 التي أقيمت في الصين للمرة الأولى في تاريخه، ونجح النشامى في الوصول إلى الدور الثاني، وخرجوا على يد اليابان بركلات الترجيح.

لمسات الجوهري كانت واضحة على المنتخب الذي حقق المركز 37 في ترتيب الفيفا، لكنه لم ينجح في تجاوز الدور الأول من تصفيات كأس العالم 2006.

استقال الجوهري بعد تصفيات كأس العالم وتولى المدرب البرتغالي فينجادا القيادة الفنية للمنتخب، لكن نتائج النشامى ازدادت سوءا في عهده، وفشل في تجاوز المرحلة الأولى من تصفيات كأس العالم 2010 بعد التعثر أمام أستراليا واليابان.

حمد يتسلم بعد العواصف

في تصفيات كأس العالم 2014، لم ينجح النشامى في تحقيق الفوز بأول مباراتين، فقرر اتحاد الكرة الأردني إقالته وتعيين المدرب العراقي عدنان حمد بدلا عنه لتتغير الصورة، ويدخل المنتخب الأردني بشكل تنافسي مميز، توجه بالفوز على كل من كوريا الجنوبية وأستراليا في عمان، لكنه لم ينجح في خطف بطاقة التأهل المباشر، وحصل على المركز الثالث في المجموعة ليتأهل إلى الملحق للمرة الأولى في تاريخه، ويقرر حمد إنهاء علاقته بالنشامى، فيتم تعيين المدرب المصري حسام حسن بديلا عنه، لينجح في اجتياز أوزبكستان، ليصطدم بمنتخب أوروجواي بكامل نجومه، لكن لم يسعفه بتحقيق الحلم، ليخرج بمجموع المباراتين.

حسام حسن وأول ملحق

في تصفيات روسيا 2018 شهد المنتخب الأردني تغييرات في جهازه الفني بعد تفضيل حسام حسن قيادة الزمالك على الاستمرار بتدريب النشامى، ليتعاقد الاتحاد الأردني مع المدرب الإنجليزي راي ويلكينز، الذي حقق سلسلة من النتائج السيئة ليتم تعيين المدرب الوطني أحمد عبد القادر بديلا له، وبعد عدة مباريات تم التعاقد مع المدرب البلجيكي بأول بوت، الذي لم يسعفه الوقت في قيادة المنتخب للتأهل للمرحلة الثالثة والحاسمة من التصفيات، ليخلفه المدرب البلجيكي فيتال بوركلمانز في شهر أيلول سبتمبر من عام 2018، ورغم وصوله إلى الدور الثاني من كأس آسيا 2019 التي أقيمت في الإمارات، إلا أنه لم ينجح في التأهل لنهائيات كأس العالم. 2022 حيث حل ثالثا في مجموعته خلف استراليا والكويت، حيث تأهلت استراليا عن المجموعة.

عموتة يمهد الطريق..,السلام يكمل الوصول

تم إنهاء التعاقد مع بوركلمانز في شهر يونيو/حزيران من عام 2021 ليتم الإعلان عن التعاقد مع المدرب المغربي الحسين عموتة، الذي قاد النشامى لنهائي كأس آسيا وحقق الوصافة خلف قطر، لكنه فضل ترك المنتخب للتعاقد مع الجزيرة الإماراتي، ليخلفه مواطنه جمال السلامي، الذي أكمل إطار لوحة الإنجاز، وحقق الحلم الكبير للنشامى، بعد أن ضمن التأهل قبل جولة واحدة على نهاية تصفيات المجموعة الثانية، بحلوله في المركز الثاني خلف المنتخب الكوري الجنوبي برصيد 16، ومتقدما على أقرب مطارديه المنتخب العراقي بـ 4 نقاط، لتكون مواجهة الثلاثاء المقبل على ستاد عمان الدولي، بمثابة احتفال بالتأهل الرسمي بعد نهاية مواجهة مباراة العراق



المصدر – كوورة

By Sayed