بينما يترقب العالم انطلاق مونديال الأندية بنظامه الجديد، الذي يشهد مشاركة موسعة وغير مسبوقة، تعود الذاكرة الرياضية إلى اللحظة التي بدأ فيها الحضور العربي الحقيقي، في هذه البطولة العالمية.
كانت تلك اللحظة في يناير/كانون ثان 2000، حينما مثّل النصر السعودي القارة الآسيوية، في النسخة الأولى من كأس العالم للأندية التي أقيمت في البرازيل، حيث اختاره الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، بعد تتويجه بكأس السوبر الآسيوي عام 1998.
كانت مشاركة النصر حدثًا تاريخيًا، نظرًا لكونه أول نادٍ سعودي وآسيوي يدخل هذه الساحة العالمية، وسط نخبة من أقوى أندية العالم، من بينها ريال مدريد الإسباني وكورينثيانز البرازيلي والرجاء البيضاوي المغربي، والتي ضمتها مجموعته.
مواجهة للتاريخ
وفي افتتاح مشواره بالبطولة، واجه النصر ريال مدريد في ملعب مورومبي بمدينة ساو باولو، في الخامس من يناير 2000.
ورغم قوة الخصم وتاريخه الكبير، لم يتردد النصر في اللعب بندية.
وسجل لاعب الوسط المخضرم، فهد الهريفي، اسمه في التاريخ، حين نفذ ركلة جزاء قبل نهاية الشوط الأول، وسددها بثقة في الزاوية اليمنى للحارس، ليحرز أول هدف سعودي وعربي وآسيوي في تاريخ البطولة، رغم أن المباراة انتهت بفوز ريال مدريد (3-1).
لم يتوقف إبداع الهريفي عند تلك المباراة، بل واصل تألقه في اللقاء الثاني أمام الرجاء البيضاوي، حيث أحرز هدفه الثاني في البطولة، وأسهم بشكل كبير في قيادة النصر لتحقيق فوز مثير، بنتيجة (4-3)، ليحصد “العالمي” أول انتصار عربي في تاريخ كأس العالم للأندية.
أما في اللقاء الثالث، فخسر النصر أمام كورينثيانز البرازيلي (2-0)، لينهي مشاركته في المونديال بالمركز السادس، إلا أنه نال احترام الجميع، بحصوله على جائزة اللعب النظيف من الاتحاد الدولي.