خطف نادي الوصل الإماراتي فوزًا قاتلًا من مضيفه المحرق البحريني بهدف دون رد، في المواجهة التي جمعتهما مساء اليوم الأربعاء على استاد الشيخ علي بن محمد آل خليفة في منطقة عراد بالبحرين، ضمن منافسات الجولة الثالثة للمجموعة الأولى من بطولة دوري أبطال آسيا 2 للموسم الحالي (2025-2026).
وجاء الانتصار الثمين بفضل هدف المهاجم أداما ديالو في الدقيقة (88)، ليمنح فريقه ثلاث نقاط غالية أبقته في صدارة المجموعة بالعلامة الكاملة.
ورفع الوصل رصيده إلى 9 نقاط من ثلاث مباريات متتالية، مواصلًا سجله المثالي حتى الآن، فيما تجمّد رصيد المحرق عند 6 نقاط في المركز الثاني.
وحلّ الاستقلال الإيراني ثالثًا بثلاث نقاط، يليه الوحدات الأردني في ذيل الترتيب بلا نقاط، بعدما خسر مبارياته الثلاث حتى الآن، ليقترب من توديع البطولة رسميًا.
وحافظ الوصل على موقعه المريح في صدارة المجموعة، وبات على بعد خطوات قليلة من ضمان التأهل إلى الدور ثمن النهائي، ليواصل السير بثقة على خُطى مواطنه الشارقة الذي توّج باللقب في النسخة الماضية من البطولة.
بداية بحرينية قوية ومحاولات إماراتية محدودة
بدأ اللقاء بإيقاع سريع من جانب أصحاب الأرض الذين دخلوا المباراة بحافزٍ كبير لتعويض خسارتهم في الجولة الماضية أمام الوصل نفسه في دبي، وأظهر لاعبو المحرق رغبة واضحة في التسجيل المبكر، فكانت أولى الفرص في الدقيقة الخامسة عندما أرسل جيرفاسيو أوليفيرا كرة عرضية من الجهة اليسرى ارتقى لها المهاجم جونينيو بياوينسي برأسه، لكنها علت العارضة بقليل.
وبعد دقيقة واحدة فقط، جرب إليوت سيمويس حظه بتسديدة قوية من داخل منطقة الجزاء نحو الزاوية القريبة، غير أن حارس الوصل خالد السناني تصدى لها ببراعة، محافظًا على نظافة شباكه.
من جانبه، اعتمد الفريق الإماراتي على التنظيم الدفاعي والكرات العرضية السريعة عبر الأطراف، وكاد أن يخطف هدف التقدم في الدقيقة التاسعة بعد كرة عرضية من طحنون الزعابي أرسلها نحو القائم البعيد، تابعها براهيان بالاسيوس بقدمه اليسرى مباشرة لكنها مرت بجوار القائم الأيمن بسنتيمترات قليلة.
وتواصلت محاولات الفريقين وسط تبادل للهجمات دون فعالية كبيرة، إلى أن كاد المدافع المتقدم سفيان بوفتيني أن يفتتح التسجيل للوصل برأسية علت العارضة بقليل في الدقيقة (12). وردّ أصحاب الأرض بمحاولة خطيرة في الدقيقة (20) حين أطلق البرازيلي آرثر ريزيندي تسديدة قوية من خارج المنطقة تصدى لها السناني ببراعة، مانعًا المحرق من التقدم.
بعدها، انخفض الإيقاع تدريجيًا، وانحصرت الكرة في وسط الميدان، مع سيطرة نسبية للفريق البحريني الذي فشل رغم ذلك في اختراق الدفاع المنظم للوصل. لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي من دون أهداف بعد أداء متوازن من الفريقين، حيث غابت الخطورة الحقيقية على المرمين في الدقائق الأخيرة.
شوط الحسم.. وصبر “الإمبراطور” يؤتي ثماره
في الشوط الثاني، اتسم الأداء بالحذر من الجانبين، خاصة أن كليهما يدرك أن أي خطأ قد يكلّفه نقاط المباراة. ومع مرور الدقائق، بدأ المحرق يستعيد زمام المبادرة، وظهر أكثر تهديدًا على مرمى الوصل، حيث سدد جونينيو بياوينسي كرة قوية من خارج المنطقة في الدقيقة (53) مرت بجوار القائم الأيمن بقليل، وسط تأوهات الجماهير البحرينية التي ملأت المدرجات.
أما الوصل، فقد حاول مدربه تعديل الإيقاع بالاعتماد على الهجمات المرتدة والكرات الطويلة خلف الدفاع البحريني، مستغلًا سرعة لاعبيه في الخط الأمامي، خصوصًا بعد دخول المهاجم أداما ديالو والبديل الأرجنتيني نيكولاس خيمينيز الذي نشّط الجبهة اليسرى.
وكانت أخطر فرص الوصل في الدقيقة (75) عبر خيمينيز نفسه الذي نفّذ ركلة حرة مباشرة من خارج المنطقة مرت بجوار القائم القريب، قبل أن ينجح الفريق الإماراتي أخيرًا في فك شفرة الدفاع البحريني في اللحظات الحاسمة من اللقاء.
هدف قاتل بقدم ديالو
وفي الدقيقة (88)، جاءت لحظة الحسم حين مرّر سيرجينيو كرة بينية رائعة خلف المدافعين، انطلق لها أداما ديالو بسرعته وانفرد بالحارس إبراهيم لطف، ليسدد الكرة بثقة بقدمه اليمنى في الزاوية اليمنى الأرضية، معلنًا عن هدف الفوز القاتل الذي فجّر فرحة عارمة في صفوف لاعبي وجماهير الوصل.
وحاول المحرق الرد في الدقائق المتبقية، لكنه اصطدم بتماسك دفاعي منظم بقيادة بوفتيني والحارس السناني الذي تعامل بثقة مع الكرات العالية. ومع إطلاق الحكم صافرة النهاية، تنفّس الوصل الصعداء بعد انتصارٍ ثمين خارج الديار، عزز من حظوظه في العبور المبكر إلى الدور التالي.
خطوة من التأهل
بهذا الفوز الثالث تواليًا، بات الوصل قريبًا للغاية من حسم التأهل رسميًا إلى الدور ثمن النهائي، إذ يحتاج إلى نتيجة إيجابية في الجولة الرابعة التي ستُقام في 5 نوفمبر المقبل حين يستضيف المحرق مجددًا على استاد زعبيل بدبي، في لقاء يُنتظر أن يكون حاسمًا لصدارة المجموعة الأولى.
وفي الجولة نفسها، سيلتقي الوحدات الأردني مع الاستقلال الإيراني في العاصمة عمان، في محاولة أخيرة من الفريق الأردني لإحياء آماله الضئيلة في المنافسة.
ويُذكر أن نظام البطولة ينص على تأهل صاحبي المركزين الأول والثاني من كل مجموعة إلى دور الـ16، وهو ما يجعل الوصل والمحرق الأقرب لتمثيل مجموعتهما في الأدوار الإقصائية.
وبفضل هذا الأداء المتوازن والروح القتالية التي أظهرها لاعبوه، يؤكد الوصل أنه يسير بخطى ثابتة على طريق المنافسة الجادة على اللقب القاري، في مشهد يُعيد للأذهان هيبة الكرة الإماراتية على مستوى القارة الآسيوية.