انتعاشة اقتصادية.. كيف سيُغيّر كامب نو الجديد مصير برشلونة المالي؟

BySayed

نوفمبر 18, 2025


تستعد خزائن نادي برشلونة لانتعاشة مالية كبيرة مع عودة المباريات إلى سبوتيفاي كامب نو بعد فترة غياب، ما يمثل خبرًا مفرحًا بالنسبة للجماهير الكتالونية والنادي على حد سواء.

وفتح استاد برشلونة أبوابه مرة أخرى للجماهير لن يكون مجرد حدث رياضي، بل خطوة استراتيجية مهمة على الصعيد الاقتصادي، تؤثر مباشرة في ميزانية البارسا لهذا الموسم وتقلل النفقات التشغيلية.

وأعلن نادي برشلونة، أمس الإثنين، أحد أكثر الأخبار انتظارًا من قبل جماهيره، وهو العودة إلى سبوتيفاي كامب نو لمواجهة أتلتيك بيلباو يوم السبت المقبل، ضمن منافسات الدوري الإسباني.

وأوضحت صحيفة “سبورت” الإسبانية أن هذا الإعلان جاء بعد حصول النادي الكتالوني على ترخيص الاحتلال الأولي للمرحلة 1B من أعمال التجديد، ما يتيح فتح مناطق (تريبيونا، جول سور، والمدرج الجانبي)، بطاقة استيعابية تصل إلى 45,401 متفرج.

وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى أن هذه الأخبار لاقت ترحيبًا واسعًا بين جماهير برشلونة، وأعضاء مجلس الإدارة، وفي القسم الاقتصادي بالنادي، لما سيكون لها من تأثير مباشر على ميزانية برشلونة هذا الموسم.

ففي اجتماع الجمعية العمومية الذي أقيم يوم 19 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أقر الأعضاء ميزانية للنادي بلغت 1.075 مليار يورو لهذا الموسم، منها 226 مليون يورو من إيرادات الملاعب، بزيادة 51 مليونًا عن موسم 2024-25، ويرجع هذا الارتفاع إلى عودة الجماهير تدريجيًا إلى كامب نو.

ومع عودة المباريات أمام أتلتيك بيلباو، سيضمن برشلونة تحقيق هذا الهدف المالي، مع إمكانية تجاوز التوقعات نظرًا للإقبال الكبير المتوقع على المباريات.

وعلى صعيد النفقات، تعد العودة إلى كامب نو مهمة أيضًا، إذ ستوقف النفقات التي كان يتحملها النادي في ملعب لويس كومبانيس الأولمبي، فقد أنفق برشلونة أكثر من 25 مليون يورو خلال أكثر من موسمين على المباريات التي أقيمت في مونتجويك، بما في ذلك إيجار الاستاد، وخدمات الأمن، والأجهزة الخاصة، وتحسين المداخل، وخطة التنقل المصممة لتسهيل حضور الجمهور.

ويقدر متوسط تكلفة المباراة بنحو نصف مليون يورو لكل مواجهة، مع اختلاف المبلغ حسب المنافس، مثل مباراة ريال مدريد مقارنة بمباراة خيتافي.

في هذا السياق، يأمل النادي أن تنجح المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” لإقامة المباراتين المتبقيتين في مرحلة المجموعات الأوروبية على ملعب سبوتيفاي كامب نو، أمام آينتراخت فرانكفورت وكوبنهاجن، ما سيكون مهمًا لتوفير النفقات، خاصة مع إدارة ملعبين في الوقت نفسه.

كما تمثل العودة خبرًا إيجابيًا للجانب التجاري، إذ تشير الميزانية إلى إيرادات متوقعة تصل إلى 543 مليون يورو في هذا المجال، مع توقع زيادة المبيعات في متجر سبوتيفاي كامب نو بفضل عودة الجماهير إلى معقل الفريق.

وعودة الفريق إلى الاستاد سيكون لها أثر إيجابي أيضًا على الامتثال لقواعد “اللعب المالي النظيف” في الدوري الإسباني.

وما يزال نادي برشلونة خارج نطاق قاعدة 1-1، التي تعرف إعلاميا بقواعد اللعب المالي النظيف، لكنه يأمل في الاقتراب منها قريبًا.

ومن المتوقع أن تساهم زيادة الإيرادات في تحسين الوضع المالي، إضافة إلى 475 مقعدًا من فئة كبار الزوار تم التنازل عنها لمجموعتين من المستثمرين في ديسمبر/ كانون الأول الماضي مقابل 100 مليون يورو، حيث تم احتساب 70 مليونًا منها في الموسم الماضي.

بينما تبقى 30 مليونًا لم يتم تحصيلها بعد، والتي من المتوقع أن تقرب النادي من تحقيق قاعدة 1-1، مع استمرار عمليات السداد دون أي مشاكل، والمقرر سداد جزء آخر في ديسمبر/ كانون الأول المقبل.

تاريخ كامب نو

يعد ملعب كامب نو واحدا من أبرز المعالم الرياضية في العالم، ورمزًا لهوية نادي برشلونة العريقة.

وقد تم افتتاح الملعب رسميًا في 24 سبتمبر/ أيلول من عام 1957، بعد سنوات من التخطيط والبناء لتلبية احتياجات النادي المتزايدة بعد نجاحاته المتلاحقة في كرة القدم الإسبانية.

وجاء إنشاء كامب نو كحل للأرضية السابقة، ملعب كازا فيا، الذي لم يكن يستوعب أعداد الجماهير المتزايدة، وكان بعيدًا عن المستوى الذي يطمح إليه النادي في ذلك الوقت.

وعلى مدار العقود، شهد كامب نو العديد من التطورات والتوسعات. في السبعينيات والثمانينيات، بدأ النادي في إدخال تحسينات على المرافق والبنية التحتية، شملت توسعة المدرجات وتركيب مقاعد مريحة، إضافة إلى تطوير المناطق المخصصة للإعلام والمقصورات الفاخرة.

ومع مرور الوقت، أصبح الملعب مجهزًا بأحدث أنظمة الإضاءة وشاشات العرض، مع تحسينات في أنظمة السلامة والأمن، ما جعل التجربة الجماهيرية أكثر راحة وأمانًا.

ويُعتبر كامب نو أكثر من مجرد ملعب؛ فهو رمز لهوية وثقافة النادي الكتالوني. الجدار الشهير عند مدخل الملعب، المزين بصور وإنجازات النادي، يعكس تاريخ برشلونة الممتد لأكثر من قرن. كما أن الملعب أصبح مركزًا سياحيًا مهمًا، حيث يقصده آلاف الزوار سنويًا للتعرف على متحف النادي وجولة حول أرجاء الملعب، مما يتيح لهم تجربة تاريخية وثقافية رياضية في آن واحد.



المصدر – كوورة

By Sayed