انهيار لم يحدث منذ 70 عاما.. أرقام كارثية لليفربول أمام آيندهوفن

BySayed

نوفمبر 27, 2025


كانت ليلة ثقيلة على جماهير آنفيلد، حيث كشفت الهزيمة القاسية التي تلقّاها ليفربول أمام ضيفه آيندهوفن بنتيجة 4-1، ضمن الجولة الخامسة من الدور الأول لمسابقة دوري أبطال أوروبا، عن سلسلة صادمة من الأرقام والحقائق التي تعكس عمق الأزمة التي يعيشها الفريق في الأسابيع الأخيرة. 

الهزيمة لم تكن مجرد تعثر عابر، بل جاءت لتؤكد تراجعا حادا في المستويات الدفاعية والذهنية، وتكشف بالمقابل قوة آيندهوفن وثباته الأوروبي.

الهزيمة أمام آيندهوفن لم تكن مجرد سقوط جديد، بل رسخت واقعاً مريراً، حيث خسر ليفربول 9 مباريات من آخر 12 خاضها في جميع المسابقات، وهي أسوأ سلسلة للفريق في فترة مماثلة منذ ما بين نوفمبر/تشرين الثاني 1953 ويناير/كانون الأول 1954، أي أن الريدز يعيش حالياً انهياراً لم يحدث منذ أكثر من 70 عاماً.

الأزمة لم تتوقف عند الهزائم فقط، بل امتدت إلى طريقة السقوط، حيث خسر ليفربول 3 مباريات متتالية بفارق 3 أهداف أو أكثر للمرة الأولى منذ ديسمبر/كانون الأول 1953، وفقا لأرقام شبكة “أوبتا”,

وهناك مجموعة من الأرقام تضاعف من حدة القلق، حيث تلقى ليفربول 3 أهداف أو أكثر في 3 مباريات متتالية بجميع البطولات لأول مرة منذ سبتمبر/أيلول 1992.

أما فيرجيل فان دايك قائد دفاع ليفربول، فقد تسبب بثلاث ركلات جزاء هذا الموسم، وهو أعلى رقم بين لاعبي الدوري الإنجليزي، وهذا الرقم يمثل تراجعا كبيرا في أداء اللاعب الذي كان يُعد قبل سنوات أحد أفضل مدافعي العالم.

انهيار حصن آنفيلد

وقبل لقاء آيندهوفن، كان ليفربول أقرب إلى عقدٍ كامل من الصلابة الأوروبية على أرضه، ولكن الهزيمة أنهت سلسلة من 16 انتصارا متتالياً لليفربول في مرحلة المجموعات أو الدور الأول للمسابقات الأوروبية على ملعب “آنفيلد”.

وفي آخر مباراتين على ملعبه، تلقى ليفربول خسارتين بمجموع 7-1 أمام نوتنجهام فورست وآيندهوفن.

هذا الانهيار لم يحدث في عهد أي من المدربين السابقين منذ عقود، ويشير إلى فقدان شبه كامل للهيبة والسيطرة على الملعب الذي كان تاريخياً أحد أصعب الملاعب الأوروبية.

على الجانب الآخر، قدم آيندهوفن عرضا أوروبيا قويا، مدعوماً بسلسلة ممتازة من النتائج، فبعد فشله في الفوز بأي من أول 6 مباريات أمام ليفربول تاريخيا، حقق الفريق الهولندي انتصارين متتالين على الريدز، بعد فوز 3-2 عليه في الموسم الماضي.

وخسر آيندهوفن 3 فقط من آخر 18 مباراة في دوري الأبطال مقابل 8 انتصارات و7 تعادلات، وسجل في جميعها باستثناء مباراة واحدة.

Liverpool FC v PSV Eindhoven - UEFA Champions League 2025/26 League Phase MD5Getty Images

بطل المباراة

اللاعب البديل صهيب دريويش، الذي سجل هدفين أمام ليفربول، حصد جائزة رجل المباراة باقتدار، وقال تقرير مجموعة المراقبين الفنيين في اليويفا: “دخل في التوقيت المثالي، منح الفريق طاقة كبيرة، سجل هدفين، وضغط بقوة… كان لاعباً مسيطراً تماماً خلال الدقائق التي شارك فيها، ومتواجداً باستمرار لاستلام الكرة.”

الإعلام الإنجليزي انهال بالانتقادات على أداء ليفربول، وقال المدافع السابق مايكل داوسون لشبكة “سكاي سبورتس”: “هذه كانت أسوأ حتى من نتيجة فورست. ليفربول لم يُظهر أي احترام لآيندهوفن، توقعت ردة فعل قوية الليلة، لكن ما حدث كان كارثة”.

وأضاف: “تسع هزائم في آخر 12 مباراة… هذا شيء مدمر، الفريق يفتقر تماماً للإيمان بالنفس. في الشوط الثاني، كان هناك فريق واحد فقط في الملعب… آيندهوفن كان مسيطرا بالكامل”.

وأحرز أهداف آيندهوفن إيفان بيريسيتش في الدقيقة 6 من ركلة جزاء، وجوس تيل (55)، وصهيب درويش (74 و90+2)، فيما سجل دومينيك سوبوسلاي هدف ليفربول الوحيد في الدقيقة 16.

وهذه هي الخسارة الثانية للريدز في المسابقة الأوروبية، ليبقى رصيده 9 نقاط في المركز الثاني عشر، فيما ارتفع رصيد آيندهوفن 8 نقاط في المركز الرابع عشر.

الهزيمة أمام آيندهوفن لم تُنهِ فقط سلسلة قوية من الانتصارات الأوروبية على ملعبه، بل وضعت ليفربول أمام واقع أصعب في المباريات المتبقية من مرحلة الدوري في دوري أبطال أوروبا.. فالريدز لم يعد يملك رفاهية التفريط، خاصة في ظل تراجع الأداء والنتائج.

وتتبقى 3 مباريات لليفربول في الدور الأول، على النحو التالي:

– انتر ميلان (خارج الديار) – 9 ديسمبر/كانون الأول: رحلة محفوفة بالمخاطر إلى سان سيرو، أمام واحد من أقوى فرق أوروبا تكتيكياً هذا الموسم. مواجهة تُعد اختباراً صعباً لقدرة ليفربول على النهوض من الكبوة.

– مارسيليا (خارج الديار) – 21 يناير/كانون الأول: مواجهة محتدمة جديدة خارج الديار، على ملعب “فيلودروم” الذي يُعد من أكثر الملاعب صخباً وصعوبة في القارة. وستحتاج فيها منظومة ليفربول إلى صلابة وانضباط أكبر.

– قره باج (على ملعب أنفيلد) – 28 يناير/كانون الأول: آخر مباريات الريدز في مرحلة الدوري، وعلى الرغم من أنها تبدو نظريا الأقل صعوبة، فإن تراجع مستوى الفريق مؤخراً يجعل من الضروري التعامل معها بكل تركيز، خاصة إذا بقيت الحسابات مفتوحة.

هذه المباريات سترسم ملامح مستقبل ليفربول القاري هذا الموسم، وسيكون على الفريق الاستفادة من درس آيندهوفن وإعادة ترتيب الصفوف إن أراد تجاوز هذه المرحلة بسلام.



المصدر – كوورة

By Sayed