يُعد الإسباني بابلو ماشين واحدًا من أبرز المدربين الذين تركوا بصمة واضحة في تاريخ نادي جيرونا، فضلا عن تجارب عربية خاضها في الدوريين الإماراتي والسعودي.
ولد ماشين في مدينة سوريا الإسبانية عام 1975، وبدأ مسيرته التدريبية مع جيرونا في مارس/ آذار 2014، حين كان الفريق يصارع من أجل البقاء في الدرجة الثانية الإسبانية.
وبفضل رؤيته التكتيكية واعتماده على نظام الدفاع بثلاثة مدافعين والأطراف المتقدمة، استطاع إنقاذ الفريق من الهبوط في أول مواسمه، ثم قاده بخطى ثابتة نحو القمة، ليحقق إنجازًا تاريخيًا في موسم 2016–2017 بصعود جيرونا إلى الدوري الإسباني الممتاز للمرة الأولى في تاريخه.
وخلال موسم الفريق الأول في الليجا، قدم ماشين أداءً مميزًا رغم محدودية الإمكانيات، ونجح في ترك بصمة تكتيكية جذبت أنظار الأندية الكبرى.
ومع نهاية موسم 2017–2018، رحل عن جيرونا بعد أن قاده في 189 مباراة رسمية، حقق خلالها 84 انتصارًا و48 تعادلًا و57 هزيمة، ليُكتب اسمه بحروف بارزة كأحد المدربين الذين صنعوا المجد في تاريخ النادي الكتالوني الصغير.
ويستضيف برشلونة نظيره جيرونا على ملعب لويس كومبانيس الأولمبي، مساء اليوم السبت، ضمن منافسات الجولة التاسعة من الدوري الإسباني 2025-2026.
وخسر برشلونة آخر مباراتين له في جميع المسابقات قبل التوقف الدولي، مما ترك ريال مدريد في صدارة الدوري الإسباني، إلا أن فوز النادي الكتالوني يمنحه الصدارة ولو بصورة مؤقتة.
أما جيرونا فيعاني في الموسم الحالي، فلم يحقق سوى انتصار وحيد فقط ويتواجد في المركز الثامن عشر.
وعلى الصعيد المحلي، بدأ برشلونة الموسم بقوة قبل أن يتعرض لأول انتكاسة كبيرة. فبعد سبع جولات دون هزيمة، جاءت الصدمة في الجولة الثامنة حين خسر الفريق أمام إشبيلية بنتيجة 4-1 في ملعب رامون سانشيز بيزخوان، في مباراة كشفت عن هشاشة دفاعية واضحة وأثارت علامات استفهام حول جاهزية الفريق البدنية.
ويملك برشلونة حتى الآن 19 نقطة من 8 مباريات، بعدما فاز في ثلاث مباريات على ملعبه أمام فالنسيا وخيتافي وريال سوسييداد، وحقق ثلاثة انتصارات خارج أرضه على ريال مايوركا وليفانتي وريال أوفيدو، مقابل تعادل مع رايو فاليكانو وخسارة وحيدة أمام إشبيلية.
بهذه النتائج، فقد برشلونة صدارة الترتيب لصالح ريال مدريد، الذي قفز إلى القمة بـ 21 نقطة، بينما تراجع الفريق الكتالوني إلى المركز الثاني.
مواجهة برشلونة وصراع الليجا
تحدث بابلو ماشين، في حوار خاص لكووورة، عن رأيه في المباراة بين برشلونة وفريقه السابق جيرونا، والصراع على لقب الليجا هذا الموسم، والأزمة الأخيرة بسبب إقامة مباراة برشلونة وفياريال في مدينة ميامي بالولايات المتحدة الأمريكية.
وبسؤاله عن رؤيته لمواجهة برشلونة، أجاب بابلو ماشين، قائلا: “إنه ديربي إقليمي محلي.. جيرونا يعرف جيدًا كيف يحقق نتائج إيجابية على ملعب برشلونة، رغم أنه نادٍ حديث العهد نسبيًا في الدرجة الأولى”.
وأضاف: “بالنسبة لأندية كتالونيا، تُعد هذه المباراة حدثًا خاصًا وقد تتحول إلى احتفالية كروية حقيقية، ومع ذلك، لا شك أن برشلونة هو المرشح الأوفر حظًا للفوز في هذه المواجهة”.
وفيما يخص البداية السيئة لجيرونا هذا الموسم في الليجا، والتي وضعته في المركز الثامن عشر، علق المدرب الإسباني: “أعتقد أن السبب الرئيسي هو أن صفقات الفريق جاءت متأخرة، ولم يتمكن اللاعبون الجدد بعد من التأقلم مع نظام المدرب”.
واستكمل: “عندما لا تكون البداية جيدة، تبدأ الشكوك في الظهور، ويصبح من الأصعب انسجام اللاعبين الجدد مع المجموعة، وهذا ما انعكس على النتائج”.
وعلق على غيابات برشلونة مؤثرة كونها عاملا في صالح جيرونا، قائلا: “ربما يتمكن بعض المصابين من اللحاق بالمباراة، لكن حتى في حال غيابهم، فإن البارسا يمتلك قائمة رائعة تضم لاعبين من أعلى المستويات، يستطيع أي منهم اللعب في أي فريق آخر”.
وأمضى: “عندما يُطلب من لاعبي الفريق الثاني المشاركة، فإنهم يقدمون أداءً مميزًا للغاية. لكن من الواضح أن غيابات برشلونة ستكون محل ترحيب في جيرونا، لأنها تمنحهم بعض الأمل في تحقيق نتيجة إيجابية”.
وبشأن الصراع على لقب الليجا هذا الموسم هل سيبقى بين ريال مدريد وبرشلونة فقط، أجاب المدرب بابلو: “في رأيي، اللقب سيبقى هذا العام أيضًا بين الفريقين الكبيرين. ستكون المواجهات المباشرة بين الميرينجي والبلوجرانا حاسمة للغاية في تحديد بطل الدوري”.
وفيما يخص احتجاجات اللاعبين على إقامة مباراة برشلونة وفياريال في مدينة ميامي الأمريكية، قال: “هي قرارات تتخذها رابطة الدوري الإسباني بهدف منح كرة القدم الإسبانية مزيدًا من الانتشار العالمي”.
واستكمل: “اللاعبون يرتبطون بعقود مع أنديتهم، وهي التي تقرر المشاركة في مثل هذه المباريات.. بالتأكيد ليست خطوة اعتيادية، لكنها من ظواهر كرة القدم الحديثة، لذلك وأنا متأكد أن رابطة اللاعبين ستأخذ هذه القضية بعين الاعتبار عندما يحين وقت التفاوض حول حقوقهم وشروطهم المستقبلية”.